أكثر من 50 ألف توقيع: أيها الرئيس لا نريدك! |
المقاله تحت باب قضايا نقاش : الحملات منها ما بدأ من المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنيت، ومنها ما بدأ بين الحشود المتظاهرة في مدينة السليمانية كتلك التي قام بتنظيمها مجموعة من طلبة الجامعة باسم "أيها الرئيس لا نريدك". وامتدت الحملات لاحقا لتشمل جميع اقضية ونواحي محافظة السليمانية، بما فيها ميدان "سراي التحرير" وسط المدينة التي تضم حشود المتظاهرين يوميا. وانطلقت المجموعات الشبابية في عملها بعد مقابلة اجراها رئيس الاقليم، مسعود البارزاني مع وكالة الانباء الايطالية ِAGI في 24 من شباط (فبراير) الماضي، قال فيها "إذا طالب خمسون ألف شخص في كردستان برحيلي، سأستقيل". وكان البارزاني في زيارة الى العاصمة الايطالية روما ليتم تكريمه بميدالية الاتلنتك من قبل حلف الناتو "تقييما لدوره في تعزيز السلام والديمقراطية والتعايش المشترك في كردستان والعراق" على حد قول اللجنة المشرفة. وبينما كان البارزاني متواجدا في المؤتمر وبحضور العديد من المسؤولين الكبار في ايطاليا، كانت مظاهرات عارمة تجتاح محافظة السليمانية، مخلفة وراءها إلى الآن 8 قتلى وما يقارب 200 جريح، فيما المظاهرات مستمرة لحد الآن. وسقط أول قتيل بعد أن رد مسلحون في مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية، بفتح النار على المتظاهرين الذين ألقوا الحجارة على المقر يوم 17 شباط (فبراير) الماضي. وبعد عشرة أيام من هذا التاريخ، أنشأ عدد من الناشطين صفحة على الانترنيت أسموها "50 الف توقيع لاستقالة البارزاني". صورة البروفايل لهذه الصفحة عبارة عن صورة للبارزاني عليها اشارة "إكس" باللون الأحمر تدل على عدم قبوله كرئيس، كتب تحتها "آن الاوان كي يبدأ شباب الكرد من الفيسبوك". ووصل عدد المصوتين المطالبين برحيل الرئيس خلال أيام معدودة فقط إلى أكثر من 10 آلاف. ويقول فرمان خيلاني أحد اعضاء اللجنة المؤقتة لتنظيم مظاهرات "سراي التحرير" وسط السليمانية ان مسعود البارزاني هو رئيس الاقليم، أي صاحب أعلى سلطة تنفيذية "فيجب أن يكون مسؤولاً عن كلامه"، وعكس ذلك يعني ان الرئيس "يضحك على شعبه". ويضيف هذا الشاب ذو الـ 23 عاما لـ "نقاش" أن "هناك أكثر من 100 ألف توقيع لحد الآن، وقد آن الأوان كي يستقيل الرئيس"، في اشارة الى استفتاء قام بتنظيمه مجلة لفين الكردية المعارضة على موقعها الالكتروني يوم 28 شباط (فبراير). وحول هذا الاستفتاء الذي يحتوي على اختيار واحد فقط وهو "هل ترغب ان يستقيل البارزاني"، تقول المجلة "اذا كنت مع استقالة البارزاني، اضغط على الرابط أدناه للتصويت". جدير بالذكر ان عدد المصوتين في هذا الموقع بلغ اكثر من 130 الف، لكن لا يمكن الاعتماد عليها كأرقام حقيقية، حيث ان بامكان اي شخص التصويت اكثر من مرة دون ان يذكر اي تفاصيل عن شخصه كالاسم او العمر لمنع التصويت مرتين. ومهما كانت النتائج ومهما كانت مدى صحتها "لن يستقيل الرئيس" حسب ما قاله الإعلامي والمحلل السياسي، آسوس هردي. ويوضح هردي لـ "نقاش" أن تصريحات البارزاني ماهي إلا "مجرد دعاية واعتقد انه لم يكن يتصور ان تتم ترجمة تصريحه من اللغة الايطالية الى الكردية"، لأن الرئيس يعلم قبل غيره أن "في مدينة السليمانية فقط هناك أكثر من نصف مليون شخص لم يصوتوا له بل صوتوا لمرشح آخر". ويستطرد هردي "التصويت للمرشح الاخر لم يكن حبا به، بل كاشارة الى عدم قبولهم بالبارزاني". ويدرك هردي ان هذه الحملات "لن يكون لها اي تأثير وهي لإحراج الرئيس فقط"، لانه "من غير الممكن ان نشاهد رئيسا في منطقة الشرق الاوسط يقدم استقالته بسبب حملة تواقيع او تصريح أدلى به لأي سبب كان". ومن ابرز الحملات الموجودة حاليا، هي تلك التي قام بتنظيمها طلاب جامعيون يوم 28 شباط (فبراير) عن طريق إعداد استمارات خاصة بهذا الغرض تحتوي 3 اعمدة: الأولى للاسم الثلاثي والثانية لذكر الوظيفة والثالثة للتوقيع. في اليومين الاولين للحملة التي اطلق عليها اسم "ايها الرئيس لا نريدك"، قاموا بجمع تواقيع طلبة جامعة السليمانية، ثم امتدت الحملة لتشمل "ميدان التحرير" وسط المدينة، ومن بعدها تم اعداد استمارات خاصة بالاقضية والنواحي التابعة لمحافظة السليمانية. ويكشف رابر محمود (25 سنة) ان "عدد الموقعين لحد الان بلغ 35 الف شخص داخل مدينة السليمانية"، مضيفا بانهم ينتظرون اعادة الاستمارات التي تم ارسالها خارج المدينة، و"نتوقع ان يصل العدد الى 60 الف شخص خلال الايام القادمة وعندها نوقف الحملة". ومن الملفت للنظر ان هذه الاستمارات لم ترسل الى المناطق التي تقع تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة البارزاني رئيس الاقليم. وفي هذا الصدد يقول محمود إن "السبب واضح للجميع، فهناك ضغوط سياسية وامنية من قبل الحزب الديمقراطي تمنعنا من ذلك". ومن الملفت للنظر في هذه الحملة، ان هناك عدد كبير من المشاركين قاموا بالتوقيع بالدم عن طريق جرح أصابعهم بآلات حادة. وشاهد مراسل "نقاش" احدهم يجرح نفسه بسكين ومن ثم قام بوضع نقطة دم على المكان المخصص للتوقيع. ويعتزم رابر وبقية زملائه الجامعيين إدخال جميع الأسماء إلى برنامج كومبيوتر خاص لإخراج الأسماء المتكررة قبل إعلانهم النتائج النهاية للمطالبة باستقالة الرئيس. وحول مدى تأثير وفعالية هذه الحملات على الضغط على رئيس الاقليم لتقديم استقالته، قال أستاذ القانون شورش حسن "تصريحات الرئيس لا تلزمه قانونيا بالاستقالة، بل هي مجرد التزامات اخلاقية من قبله على تصريح أدلى به لا أكثر". وأوضح الاستاذ الجامعي لـ "نقاش" أن الدستور العراقي والكردستاني لا يحتويان على اي فقرة تخص استقالة الرئيس بسبب تصريح او حملة جمع تواقيع على عكس دساتير اوربية اخرى كالتي موجودة في سويسرا. ويعتقد حسن ان "جميع الحملات ستنتهي ويبقى الرئيس، لان القانون لا يجبره على الاستقالة ويبقى الموضوع مجرد التزام اخلاقي"، حيث ان تغيير الرئيس في كردستان يكون عبر صناديق الاقتراع. ومع هذا، فان رابر محمود وزملائه مصرون على اعلان نتائج حملتهم في مؤتمر صحفي ونشرها في نفس الوكالة الايطالية "AGI" التي ادلى فيها رئيس الاقليم بتصريحاته. "نقاش" قامت بالاتصال بديوان رئاسة الإقليم، للحصول على تصريح حول المطالبات باستقالة البرزاني، دون أن تتمكن من ذلك. |