جيش قوي بدون ان نحارب به ! |
المقاله تحت باب في السياسة دكتور سايز بروفيسور في جامعة كينت في بلجيكا جاء محاضرا بزياره لبغداد في نهاية السبعينيات حيث كانت المحاضره (تفسير الصور الجويه وصور الاقمار الصناعيه في تلوث المياه ) كان النموذج لهذه الحاله تلوث المياه في منطقة جنوب بغداد فيلتقي هناك نهر ديالى في نهر دجله ، حيث تصب مجاري بغداد في نهر ديالى ، حيث هناك تلوث واضح للمياه يمكن مشاهدته من خلال الصور الجويه وصور الاقمار الصناعيه ، والبروفيسور مستمر بشرح كيفيه المقارنه بين المياه النظيفه والملوثه عندها سكت الاستاذ المحاضر وقال انصحكم كعراقيين ان تبنوا جيشا قويا بدون ان تحاربوا به لان الحروب القادمه ستكون على المياه ليس للعراق وانما لجميع دول العالم وطالما ان روافد ومنابع دجله والفرات ليست ضمن اراضي العراق فانتم مهددون بمياهكم ،ونلفت انتباه القارىء ان اجتماعات منتظمه للدول المتشاطئه لنهري دجله والفرات تحضرها كل من تركيا وسوريا اضافه للعراق كانت تجري بشكل منتظم . هذا قبل الحرب العراقيه الايرانيه وقبل ان تتحول نظرة قادة العراق للحروب اذ كانت قبلها مركزه على البناء وبمختلف الاتجاهات وخاصه في هذا القطاع ، اذ كانت فرق دراسات التربه والمياه متوزعه على جميع العراق . ما ان بدات الحرب وبعد اشهر قليله امتنع الجانب التركي من الحضور في اجتماع الدول المتشاطئه لنهري دجله والفرات واخذت تظهر بالاعلام التركي ان المياه موارد طبيعيه والنفط مورد طبيعي فبرميل من هذا مقابل برميل من ذاك متناسين ان هناك اتفاقيات دوليه تنظم تقاسم المياه بين الدول الواقعه على نهر واحد ، بعدها توقفت سوريا من الحضور والكل يعرف ما حدث عندما ارادت سوريا ملىء البحيره التي انشأتها على نهر الفرات وما احدثه ذلك من دمار للمدن والاراضي الزراعيه على نهر الفرات ، ثم اخذت تركيا ببناء سدود على روافد دجله والفرات وبمساعدة اسرائيل التي قامت بالدراسات والتصاميم ل22 سد في الاراضي التركيه و بدا الخطر على مياه العراق وصدقت اقول البروفيسور البلجيكي حول الجيش القوي الذي لا يحارب . عندها بدا التفكير الجدي لبناء سدود على نهري دجله والفرات فتم بناء سد الموصل ثم سد بخمه على دجله وسد حديثه على الفرات وتم ربط بحيرة الثرثار بالفرات ومن ثم لاحقا ربطها بدجله عن طريق ذراع دجله لتلافي النقص في كمية المياه ، ففي الوقت الذي تم فيه معالجه جزئيه لتوفير المياه عن طريق خزنها بالسدود والتي تم بنائها الا ان هناك كثير من الاثار الجانبيه التي ظهرت اهمها التاثير الواضح على نوعية المياه في النهر سواء لاغراض الاستعمال البشري او لاغراض الزراعه والري اذ ارتفعت كميه الاملاح في هذه المياه خاصه ونحن بالاصل نعاني من ارتفاع الملوحه في اراضينا وهي مشكله حلها ليس بالبسيط وذلك لارتفاع مستوى المياه الجوفيه( ذات المواصفات الرديئه جدا) والتي تعمل على ارتفاع الملوحه في التربه العراقيه ،هذا اضافه لبطىء جريان النهرين والذي له اثر سىء بنمو الادغال في مجرى النهروالذي بدوره يعيق الجريان وحركة النقل، هذا اضافة لانخفاض مستوى المياه في نهر دجله خاصه والتي تعيق من استعمال النهر لاغراض النقل المائي والذي كان له دور فعال في نقل المواد المستورده من الموانىء العراقيه لبغداد وما جاورها 0 على اي حال حالة التجزئه والتفرقه تزيد من تدخل الاخرين في هضم حقوقنا وبخاصه منها الثروه المائيه والتي هي عماد تحرك البلد في كثير من المرافق، وندعوا هنا الى ان تدير هذا المرفق سلطه واحده وذكيه مدعومه من قبل الخزينه المركزيه لانشاء المرافق الضروريه وعدم ترك الامور بيد الاقاليم لتستخدم ربما ضد بقية اجزاء الوطن وهذا ينطبق على بقية الثروات فادارتها يجب ان تكون مركزيه |