النجف: مزارعون يتهمون متنفذين بقطع مياه الري وتحويلها إلى أراضيهم |
المقاله تحت باب قضايا النجف:
اتهم مزارعون في مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) مسؤولين متنفذين بقطع مياه الأنهار لأيام عن أراضي الفلاحين، واستغلالها لري أراض يملكها هؤلاء المسؤولون.
وأكد المزارع في ناحية العباسية في النجف عدي ناصر أن «مسؤولاً برلمانياً وسياسياً رفيعاً يملك أراضي في المنطقة، يهيمن على منسوب المياه بالكامل ويحرم المزارعين الآخرين». وأضاف لـ «الحياة» أن «تقطع المياه لأيام بين الحين والآخر وتحول فقط إلى أراضي المسؤول، ما يؤدي إلى الاضرار بأراضٍ كثيرة لعدم وصول المياه إليها». واعتبر أن «من يحصل على المياه اليوم هم فقط اصحاب السطوة والنفوذ». ولفت إلى أن «خطة الري التي كلفت الدولة مبالغ طائلة لا تفي بالغرض، وهناك آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية أصبحت بوراً بسبب الجفاف». وأوضح أن «الفلاح يعاني بعد العام 2003 من عدم توفير الدولة للتجهيزات الزراعية، ما يضطره الى شراء السماد الكيماوي من الأسواق التجارية إضافة إلى عدم وجود متابعة من الدوائر الزراعية التي تمتنع عن تزويد الفلاحين بالوقود لتشغيل محركات سحب المياه». في المقابل، نفى مدير الموارد المائية في ناحية العباسية فيصل يوسف أن يكون لديه علم بما يفعله المسؤولون في المنطقة. وقال لـ «الحياة» إنه لم يتلق شكاوى في هذا الشأن من المزارعين. وأضاف أن «المياه على رغم ارتفاع منسوبها هذا العام تبقى شحيحة لأن زراعة الرز المحلي المعروف في النجف باسم الشلب تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه... وهذه المعاناة ستتضاعف عاماً بعد آخر». ويعد العراق تاريخياً واحداً من الدول الأكثر خصوبة في المنطقة بفضل نهري دجلة والفرات اللذين يتدفقان باتجاه الجنوب الشرقي من تركيا وإيران عبر البلاد بأسرها. لكن القطاع الزراعي تضرر في شكل كبير بسبب نقص المياه في النهرين، إضافة إلى قلة الأمطار خلال المواسم الماضية. وأفاد علي إسماعيل الزبيدي، أحد شيوخ القبائل في محافظة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد)، أن قبيلته «أجرت مفاوضات صعبة على حصص المياه مع قبيلة أخرى مجاورة». وقال لـ «الحياة»: «نحن نعاني من مشاكل يومية في ما يخص المياه، فهم يستعملون مضخات كهربائية ضخمة لشفط المياه ولا يتركون لنا سوى قطرات فقط، كما أن المسؤولين في الحكومة عاجزون عن تنظيم الري ووقف أولئك الذين ينتهكون اللوائح الخاصة به، إما بسبب الفساد أو لأنهم يخشون على حياتهم، لذا يتعين علينا حل هذه المشكلة بأنفسنا». وأوضح أنه «في حاجة إلى عقد مزيد من الاجتماعات مع شيوخ هذه القبيلة لحل النزاع على المياه، لكن هذا لا يعني أنه يمكننا الانتظار طويلاً، بل سنتصرف بسرعة لتأمين المياه التي نحتاجها لأراضينا حتى لو توجب علينا حمل السلاح. |