المقاله تحت باب قضايا في
06/04/2010 06:00 AM GMT
بعد ايام قليلة على انتهاء الانتخابات، وقبل اعلان النتائج سارع بعض اصحاب العربات التي تجرها الخيول الى «حوسمة» ملصقات المرشحين الفائزين والخاسرين وبيعها في اسواق الخردة. و»الحوسمة» عمليات السطو والنهب التي جاءت مع الاحتلال الأميركي عام 2003 . وكان الرئيس الراحل صدام حسين أطلق كلمة»الحواسم» على الغزو تلك السنة. واستخدام الدعايات الانتخابية صوراً كبيرة تثبتها عوارض حديد اسال لعاب «الحواسم»، ودفعهم الى اقتلاعها، مساهمين في تخفيف الغرامات عن الأحزاب والكيانات السياسية. وعلى رغم ان الأحزاب اجبرت على دفع غرامات محددة في الانتخابات النيابية الماضية عام 2005 وانتخابات مجالس المحافظات السابقة مطلع العام الماضي 2009 ، الا ان سجلها ظل نظيفاً هذه السنة من المخالفات بفضل همة «الحواسم» في نهب الإعلانات من الشوارع . ومنذ الساعات الأولى للصباح الباكر الذي تلا الانتخابات، شاهد سكان بغداد فرق «الحواسم» تدخل المدينة وتقتلع كل ما تراه امامها من اللوحات الإعلانية وصور المرشحين وتكدسها فوق العربات وتنقلها إلى اسواق الخردة. ويبدو ان نهب اللوحات سبب استياء بعض المرشحين ممن وصلتهم اخبار نهب صورهم ذات العوارض الحديد والإضاءات ، الا ان هذه الهجمة سببت ارتياحاً كبيراً لأهالي بغداد الذين تخلصوا منها بعدما شوهت منظر المدينة. وقال سليم جاسم، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في مدينة الحرية ان «الحواسم نظفوا الشوارع في وقت مبكر هذه السنة، وأنقذوا المسؤولين من دفع غرامات». وأضاف مازحاً: «على المسؤولين أن يشكروا الحواسم الذين وفروا عليهم بعض المصاري «. ويربط احد اصحاب المحال المطلة على شارع فلسطين بين سطو «الحواسم» على صور المسؤولين واستخدام الأحزاب القوائم الحديد في تعليق صور مرشحيها وانخفاض نسبة الملصقات الجدارية في شكل كبير. وقال ان «عربات الحواسم تظهر في ساعات مبكرة من الصباح لتتمكن من اقتلاع اكبر عدد ممكن من اللوحات قبل الزحام وتختفي في شكل مفاجئ ، ثم تعود للظهور مرة اخرى في الليل». اما العاملون في سوق الخردة فيؤكدون استلامهم كميات من الحديد. ويقول حيدر سعدون، احد العاملين في السوق في الباب الشرقي، ان الحواسم فكروا في نهب الصور قبل الانتخابات لكن الأمر لم يكن سهلاً لأن المفوضية فرضت غرامات على من يزيل صور المرشحين اثناء الحملة الانتخابية ، فضلاً عن توزيع الأحزاب مراقبين. ويضيف «بعد انتهاء الانتخابات كانت عملية نهب الصور وبيع عوارضها الحديد والبلاستيك اسهل ، فلا احد يسأل عن اسباب انزال الصور كونه امراً طبيعياً، وهناك بعض الأهالي اعتقدوا ان الحواسم تابعون للأحزاب».
|