اسبوع ثقافي عراقي بلا ثقافة

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
02/08/2007 06:00 AM
GMT



واخيراً، وعلى نار هادئة، نضجت “ طبخة” سرية “ ابتكرتها مطابخ وزارة الثقافة في شارع حيفا اسمها” الاسبوع الثقافي العراقي في الجزائر” والذي سيقام ـ على الارجح ـ خلال النصف الاول من شهر آب الحالي اما المدعو الى هذه الوليمة التي يفترض ان تكون ثقافية تعكس وجه العراق الثقافي لاشقائنا الجزائريين الذين يحتفلون هذا العام(2007) باختيار العاصمة الجزائرية عاصمة للثقافة العربية. الا ان المؤسف ان اغلب المشاركين في هذا الاسبوع الثقافي ليست لهم صلة من بعيد او قريب بالثقافة ذلك ان” فلسفة “ وزارة الثقافة، كمايبدو، فيما هو ثقافي هي” فلسفة ذات بعد خاص لايمر قطعاً بالمئات من التعريفات التي اجترحها علماء الاجتماع والانثروبولوجيا عبر قرنين من البحث والتمحيص فالمثقفون، في نظر كبار موظفي ومسؤولي وزارة الثقافةـ الذين يحق لهم المشاركة في تمثيل العراق في اسبوع ثقافي هم اولاً المدراء العامون وموظفو مكاتبهم وحراسهم الشخصيون والمحاسبون والمدققون والوراقون وحاملو الحقائب والاختام : فهم أحق من غيرهم من الشعراء والنقاد والباحثين والمفكرين والاعلاميين والفنانين لتمثيل الثقافة العراقية في الخارج. فهذه كما يبدو سنة قد سنها معظم وزراء الثقافة ففي اسبوع ثقافي مماثل في( عمان) صدم الشعراء والاكاديميون والادباء والفنانون العراقيون المقيمون في عمان بعدم معرفتهم لاي من اعضاء الوفد العراقي، ومما زاد الطين بلة ان اياً من اعضاء وفد وزارة الثقافة لم يعرف اياً من الرموز الثقافية العراقية التي حضرت اللقاء ، فقد ساد احساس بالغربة والاحباط والخيبة والانفصام بين الجميع. ويبدو ان ما حصل بالامس في سلطنة عمان سوف يتكرر ثانية في الجزائر وفي كل مكان يحط فيه وفد يمثل وزارة الثقافة مازالت فلسفة الوزارة على هذه الشاكلة الغرائبية.
ما نعتقده ان الاسابيع الثقافية ينبغي ان تضم رموزاً ثقافية بارزة تمثل مختلف جوانب الثقافة العراقية في ميادين الشعر والنقد والبحث الاكاديمي والمسرح والسينما والفن التشكيلي اضافة الى وفود تمثل الدوائر الثقافية المختلفة في وزارة الثقافة. ويتعين في وضع كهذا ان تشارك في اكبر مؤسسة ثقافية وادبية في العراق وهي الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اذ من غير المنطقي تهميشها او اقصاؤها لاي سبب كان كما ان من غير الواقعي استبعاد ممثلين مرموقين عن نقابة الفنانين واتحاد المسرحيين واتحاد السينمائيين وجمعية الفنانين التشكيليين وكلية الفنون الجميلة وعدد من الاكاديمين المرموقين الذين يمثلون حقاً الثقافة العراقية.
لقد احرجتنا وزارة الثقافة بسياستها هذه في الكثير من الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي كانت تزج فيها بالعشرات من موظفيها ومحاسبيها ورجال الحماية الذين كانوا ينافسون الادباء والشعراء من خلال الاستئثار ـ الحصري ـ بالمزايا والمكافآت وبالغرف الجيدة، بينما يكدس الادباء الاصليون في غرف ضيقة او يظلون دونما غرف، واعتقد انه قد حان الوقت لتغيير آلية هذه اللعبة.
ان وزارة الثقافة باصرارها هذا انما تدق المسمار الاخير في نعش اسمه الثقافة العراقية