أمس زلزلت حناجر الأغلبية الصامتة الأرض |
المقاله تحت باب في السياسة يوم أمس كان عرساً كبيراً دوت أصداؤه في الوطن وكافة أرجاء المعمورة، حيث ينتشر المهجرون والمهاجرون في بلدان اللجوء هربا من طغيان قوى الظلام والفاشية السوداء، فكان النصر الكبير الذي حققه الفريق الوطني لكرة القدم في دورة أسيا ، وانتزاع الكأس الذي احتفظ به الفريق السعودي لثلاث دورات ، واستحقوا بجدارة لقب اسود الرافدين الأشاوس ، هذا الفريق الرياضي الذي يمثل كل أطياف العراق الحبيب شيعة وسنة عرباً وكرداً وسائر القوميات الأخرى، جمعهم وحفزهم حب العراق ليحققوا هذا النصر الكبير، ويرفعوا أسم العراق عالياً رغم الجراح العميقة التي سببها الاحتلال من جهة، وعصابات الفاشية السوداء، وقوى الإسلام الطائفي، في سعيها المحموم لامتلاك السلطة والثروة الوطنية، ولم تتوانَ عن استخدام الدين وكل وسائل القتل الوحشية التي تفننوا فيها لكي تنزل أقصى ما تستطيع من الخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة لكن الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب العراقي العظيم ، على الرغم من كل المخاطر المحدقة بهم ، وعلى الرغم من قرار منع التجول، خرجت جموعهم الغفيرة ليس فقط لتحتفل بهذا النصر الكبير الذي حققه فريقنا الوطني ، بل لتتخذ من هذه المناسبة التي أسعدت العراقيين، وكل من أحب العراق وشعبه في كل أقطار الدنيا، لتعبر هذه الجموع الهادرة في داخل الوطن، وسائر بلدان اللجوء عن حبها العميق للعراق ، والتمسك بالوحدة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد شيعة وسنة ، عرباً وأكرداً وتركمان وكلدوآشوريين وأيزيدين وصابئة مندائيين، وكانت حناجر تلك الجموع تصدح بأعلى صوتها [متحالفين سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه] هذا الشعار الذي زلزل الأرض تحت أقدام أعداء العراق من قوى الإرهاب الفاشي والطائفي، وأفشل مخططاتهم الإجرامية في ترسيخ الصراع الطائفي، وسعي القوى الفاشية للوثوب إلى السلطة من جديد، وعودة عقارب الساعة إلى الوراء، بعد أن تخلص الشعب من حكمهم الوحشي البشع طيلة أربعة عقود كالحة السواد . يوم امس شهدنا وشهد العالم اجمع عبر وسائل الأعلام المرئية الوجه الحقيقي للشعب العراقي المؤمن حقاً وصدقاً بتآخي أبنائه بمختلف قومياتهم وطوائفهم وأديانهم في مشهد لم يكن الأعداء يتوقعونه ، لدرجة أن الجموع لم تتمالك حبس دموع الفرح في مآقيها المشرئبة إلى عودة السلام والوئام في ربوع الوطن الغالي ، ولكي يتجاوز الجميع المحنة التي اثقلت كاهل الشعب خلال السنوات الأربع التي تلت سقوط نظام طاغية العراق صدام حسين وحزبه الفاشي ، يحدوهم الأمل الكبير بعودة العراق حراً عزيزا ، وسيعود المهجرون والمهاجرون إلى الوطن وسيشمر المواطنون جميعاً عن سواعدهم القوية، وعقولهم الخلاقة لأعادة بناء العراق الجديد وتحقيق الحياة المرفهة والآمنة ، فكل مقومات الحياة المرجوة لشعبنا يمتلكها العراق حيث الثروات الهائلة، والكفاءات العلمية النيرة، قادرة على خلق المعجزات . ستنتهي محنة العراقيين لا محالة، وسيعم للسلام في وطني، وسيعانق المواطنون بعضهم بعضاً ، ويعتذر الناس لبعضهم البعض حول كل ما جرى وحناجرهم تغني: إذا تعانقت الشعوب ومزقت حجب الظلام فأي دربٍ يسلكون؟ وإذا تشابكت الأكف فأي كـف يقطعون؟ |