غزالة صالح الجيزاني

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
25/01/2010 06:00 AM
GMT



بشّرني السيد الثقة وقارىء الممحوات خلات بأنني على موعد ووعد حق مع سنة عظيمة فصدقته وبست يميني وجهاً وقفا . حدث ذلك في الليلة التي كانت فيها عربة سانتا كلوز اللطيفة توزع رحماتها على الأغضاض الناطرين . عند عصرية أول ايام السنة ، زارت العائلة جارتنا الطيبة ام سدير فقرأت فنجان قهوتي المرة فأبتسمت وثنّت على بشارة خلات وزادت ان ثمة حجرة بانت في جدار الفنجان ربما ستسد عليك باب الرزق والعافية ، ثم جالت بعينيها الوسيعة فوق جدر الغرفة ، فكشّ وجهها وانقبض قلبها وصاحت : انزل رأس الغزال هذا وارمه بعيداً عن دارك فهو جالب للنحس ومستحلب للفقر . رأس الغزال هذا كان خلّفه لي صاحبي صالح الجيزاني قبل ان يطير الى ما وراء البحار . صالح قال ان رأس الغزال اذا ما ظل مزروعاً على جدارك ، فلن تفلس او تذوق العوز والمهانة . نططت كمن لدغته صفراء ام رأسين لادغة وتناوشت الرأس وحشرته في كيس اسود وطرت به الى مكب نفايات يبعد عن داري مسافة عشر طرقات من يمين حجي اسماعيل فوق مقترح ابريق نحاس .
ثاني أيام السنة ارسل اليّ النحات الفنان سهيل الهنداوي من صقيع كندا كاريكاتيراً مدهشاً شال كل جسدي واللحية والكفشة والقوس والنشاب والقلم وفأرة شاردة وكان عنوان الرسمة رحيماً بديعاً مدهشاً مستلاً من بركات الفتى انكيدو العراقي فبدا المنظر كما لو انه فرجة ملونة معروضة على دكة الفرح . على طاولتي ، انزرع تمثال صغير مخلوق من زجاج صيني مفخور ستضحك عليه حتى لو اخبرك الطبيب الآن ان سبعة من اوردة قلبك قد انسدت ولم يبق تحت يمينك سوى زمن قراءة سورة الفاتحة . التمثال يدير ظهره اليك ثم ينحني على الأرض فيراك من بين ساقيه العاريتين وتراه وقد تحول الى ساقين ومؤخرة و " قلاقيل " ووجه باسم حميم .
في ثالث ايام السنة ، تحول سعال جارتي من كحة قط مدخن حريف على ما جاء به ابو عنتر ، الى جذر معمعة مشتقة من حنجرة سعدون جابر كما كتب مرة الناقد العالم عادل الهاشمي .
 في اليوم الرابع التقيت صديقاً عتيقاً في مقهى السنترال . كان عليلاً ومتجهماً ومكفهراً وكان وجهه اقرب الى وجه امرأة منكودة بثاني ايام الدورة الشهرية . رمى عليّ كمشة اسئلة فأجبت عن ربعها بلغة الأشارة وتجاهلت البقية .
في اليوم الخامس تشنجت رقبتي وظهري فلزمت الفراش وصارت حركتي مجلبة ضحك عظيم للولدين الحلوين ، نؤاس وعلي الثاني . في اليوم السادس ، وقع شيء لا يكتب ولا يقال . في ليل اليوم السابع ، كنت صحبة عبد الستار ناصر وعباس جيجان ومحمد العاني في حانة الشرق . اقتصرت اللغوة على الشعر والغناء والسفر والنواسيات والحلّيات والخسارات والقصص وفوائد سيخ الشحم مع نفر التكة وبغداد والشعراء والصورُ ، ذهب الزمان وضوعه العطرُ ، يا ألف ليلة يا مكمّلة الأعراس ، يغسل وجهك القمرُ . ثم اربع دمعات ساخنات وسكتة لسانية ومناحة هائلة .
اراكم على خير وعافية أجمعين .
alialsoudani61@hotmail.com