المقاله تحت باب قضايا في
14/01/2010 06:00 AM GMT
رصدت دائرة الصحة في البصرة حالات مرضية وصفتها بـ «الغريبة»، انتهت بوفاة شخصين وتسمم العشرات، نتجت من انتشار مواد «خطيرة ومحاولات للتلاعب بصحة المواطنين من خلال استغلال حملة التلقيح الوطنية في المحافظة». وأعلنت دائرة الصحة وفاة شخصين بسبب تسممهم بمادة «الثاليوم» التي نشرتها «جماعة مجهولة في منطقة نظران في قضاء أبي الخصيب» جنوب شرقي البصرة (490 كلم جنوب بغداد). وقال المدير العام للدائرة الدكتور رياض عبد الأمير لـ «الحياة» إن «الأهالي يتحدثون عن فرق قالوا انها تابعة للدولة نشرت المادة السامة بحجة أنها مكافحة للقوارض وكانت الفرق ترتدي ملابس غير تلك التي ترتديها فرقنا الصحية». وأضاف: «نحن الآن نحاول بالإشتراك مع الأجهزة الأمنية في المحافظة ودائرة الزراعة ومجلس محافظة البصرة معرفة مصدر هذه المادة السامة». وأشار إلى أن «المبيدات التي تنشرها الفرق الصحية التابعة للدائرة من وزارة الصحة وهي تخلو من مادة الثاليوم القاتلة». ولفت إلى أن «هذه المادة محظورة دولياً ولا تباع إلا في المكاتب الصحية المجازة إلا أن ما حصل هو إنتشارها في شكل كبير ومن دون ترخيص ما يؤدي إلى سهولة الحصول عليها». وزاد ان «القضية الآن بين يدي الجهات الأمنية وهناك تحريات جنائية للبحث في حقيقة الموضوع». وأوضح أن «هذه المادة تسبب التهاباً للأعصاب وتسبب الوفاة». وأدت الاحداث المتسارعة إلى استحداث وحدة عاجلة في مستشفيات البصرة تعنى بمعالجة المصابين بهذا النوع من التسمم وقال الطبيب عن الوحدة محمد طالب ان «حالات الإصابة وصلت خلال اليومين الماضيين إلى ست عشرة حالة». وأوضحت عضو اللجنة الصحية في مجلس محافظة البصرة سكنة المالكي إن «هناك لجاناً تم تشكيلها لمتابعة اماكن وجود هذه المادة». وأضافت أنه «تم إبلاغ المنافذ الحدودية لتشديد رقابتها لمنع دخول هذه المادة التي تعتبر من المواد المحظورة دولياً». وتزامن ذلك مع حملة التلقيح الوطنية في المحافظة لمكافحة مرض شلل الأطفال ما أدى بالجهات الصحية إلى إصدار تحذير من استقبال الفرق التي تقوم بعملية التلقيح إلا بعد التأكد من أنها تابعة للدائرة ما جعل المواطنين يمتنعون عن استقبال هذه الفرق. وقال محمد عبد الرزاق، مدير مستوصف الرحمة في البصرة، لـ «الحياة»: «ازدحم مستوصفنا بالمراجعين على رغم أن هناك فرقاً صحية جوالة ولكن ذعر الأهالي من احتمال اندساس المخربين بين الفرق العاملة في عملية التلقيح أدى إلى الذعر».
|