عندما يفوز العراق |
المقاله تحت باب في السياسة تمكن المنتخب الوطني العراقي، حامل راية الله أكبر، من الفوز بكأس أمم آسيا وبذلك كتب صفحة بطولية جديدة بتاريخ العراق الرياضي. وكتب أيضا صفحة بيضاء في أيام العراق التي اتشحت بالحزن من عقود. تمكن المنتخب، غير المكون على أسس التقسيمات الطائفية التي تحكم العراق اليوم، ولا على أساس الانتخابات أو الاستفتاء، من العمل فريقا واحدا على أساس الكفاءات والمهارات واللياقة الرياضية التي يتسمون بها. وبالتآزر والتعاون استلموا الكرة وتعاونوا بتبادلها وصولا إلى الهدف المقابل، واضعين نظر أعينهم فرحة شعب. لا نعرف عن اللاعبين سوى جنسيتهم العراقية، ومهاراتهم في هذه اللعبة، ولم نسأل عن انتمائهم الطائفي أو القومي أو العرقي، هذا نحن الشعب العراقي. ما نعرفه أن الدفاع أبلى بلاءا حسنا، كما قام خط الوسط بواجبه حسب تعليمات المدرب، ولم يقصر احد من الهجوم في أن يكون في الدفاع وقت الحاجة والعكس صحيح أيضا. وعندما اخطأ الدفاع، تحمل حارس المرمى المسؤولية وصد ضربة الهجوم المنافس، وقبل وجنة المدافع المخطئ. وعندما يخطئ المهاجم هدفه، يقر ويعترف بالخطأ رغم الجهد المبذول، ويعتذر للجمهور والمدرب وزملائه. أنها مجرد أفعال قام بها الفريق بروح القيادة... نعم مجرد أفعال لا أقوال. هكذا هم العراقيون، فعل لا أقوال، وبعد أن دعونا جميعا لفوز المنتخب، ندعو الله أن يتعلم من هم في السلطة اليوم كيف يفرح العراقي أهله، واقترح أن تقوم مجالس الرئاسة والوزراء والنواب والعشائر والأحزاب والمليشيات وما إلى ذلك من تنظيمات مختلفة الأسماء، بمشاهدة مباريات المنتخب العراقي مرارا وتكرارا عله يتمكنون من فهم الكيفية التي تمكن من خلالها اللاعبون العراقيون إسعاد شعبهم. فأن فهموها فهي الحل، وان لم يفهموا فالمصيبة أعظم. فراس الحديثي |