قصائد ممطرة

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
24/12/2009 06:00 AM
GMT



إرهاب (1 ) 
 
إغلقوا النوافذ ...
اغلقوها ..
واستمروا بأغلاقها ..
الى مالا نهاية العروش
حتى تصدأ السنون
في أردية الزمان
اغلقوا.. النوافذ
واعلموا...
أن العواصفَ قادمة ٌ
من فروج ِ الصدأ
حتما ..!
 
 
الوداع الاخير
 
هذا أجَلُ القطاف ِ
فلا تذكرْ ..
ثوبي الأحمر
لأني أرقدُ
في السلال ِ العاريةِ
الراحلةِ
نحو المدينة..! 
  
  العباءة
 
إغمرْني بها ..
فهي عباءتي
حين يشتدُ البرد
هي صلاتي
في بلادِ الرمل
هي أغنيتي
عندما يلدُ
العاقولُ ربيعَه
هي كلُّ ما عرفتـُهُ
من وطن...!
كلُّ ما تذوقتُه من شوق ..!
كلُّ ما حصَدَتُهُ من حب ..! 
  
 الرياح
 
هذه السفنُ
التي يفيضُ بها المحيط
سرقتْ مني رياحي
سرقتْ كلَّ الرياح ِ
التي كانت
تعبثُ بثوبي..! 
  
 حب
 
قطعتُ آخرَ وريدٍ
لرجل ٍ يقطرُ عشقا..!
رفضتُ الطعمَ المالحَ
للشوق ..!
وطعمَ خيانتـِهِ المر..!
وجلستُ باكية
أمام زهريةِ
أوردتِهِ
المجزوزة..!
 
أنتِ
 
غمامةٌ صغيرة ٌ
بيضاء..!
جلستْ على حجري
عندَ الفجر..
شعرتُ بحلاوةِ طفولتِها
الممتدةِ حتى جذري
ضممتُها بقوةِ الحب
ونسيتُ القلبَ
في فيئِها يهفو
قبلتْني كبرد ضئيل
وابتلت ثيابي
بطفولتِها القتيل..! 
   
الإغتيال
 
الخلودُ الذي قصدناهُ يوماً
وكان منشغلاً عنا
بالحديثِ مع كلكامش
زارني اليومَ
ممتطياً الليالي الهاربة َ
يقتطفُ بقايانا
التي نقشَ عليها المنقبون
أسماءً جديدة..! 
   
البكاء
 
لو كانت صرختي
كلمة
لكتبتُها
ولم أذِقْ حبر الليالي
لو كان حبرُ الليالي
يكفي لأدلق صرختي
لسددتُ عينَ الشمس
وعَرفنا جميعا
المعنى الوحيد
لصرخةِ الوليد ..!
 
ندوب
 
لم يُعدْ أصدقائي
الراحلون
لم يستفق أصدقائي
الملتصقون
في الذاكرة
لم أعد كما كنتُ
كلَّ القصيدة 
   
كابوس
 
أستلقي في دُرجي
لكني لا أعرِفُ طعمَ النوم
النومُ في الأدراج صعب
والنومُ فوقَ السطوح ِ
دربٌ
الى النجوم ِ
في آنيةِ السماء 
  
  حَيْرة
 
هل تذوقتَ طعمَ امرأةٍ
وحيدة؟
انها كالشاي خضراءَ
لا تملأ الكاسَ لشارب
لاتنمو في أصيص.. 
  هل شاركتـَها البكاءَ
على من رحلوا ..؟!
هل سامحتـَها ..
لأنها جالسة ٌ في ظل
جدار؟! 
  
أنتَ
 
تأخذُني اليك
جميعُها ..
خطوط ُ البداية
متاهة ُ النهاية
تأخذُني اليك لأصبحَ أسيرةَ َ
الرحيل..
 
نحن
 
وحيدون
نجرُّ ثمارَ الحَصى
المثقلةِ بالدروب
الى أين ..
أيها المتعبون؟!
الى حيثُ يرسمون ..
خطوط َ الرحلةِ القادمة .. 
  
الغصن
 
أشتهي أن ازرعَـك
من جديد
أن لا أقطفـَك
بسذاجةِ طفلة
أن أملأ عيني
بنموِكَ اللذيذ
أن أعلمَ
أني امرأةٌ
تعشقُ غصناً
وتتناسى خطواتِ الغابةِ
المقبلةِ
نحو الشجرة ..!
 
 
البراري
 
قطراتُ دمي المتساقطة
حيثُ توقفتُ
وحيثُ زحفتُ
هي التي اختطتْ
دربَ العدو
الى جثِثِ البراري
الى النبضاتِ
التي نمتْ
على صدى البنادق
الى اسمي
الذي يتعثرُ بالألم
كلما اجتاحتْ الأسرارُ
أريجَ القرى المجاورة..!
 
 
الأصابع
 
كانت سنابلا
كانت حكايا
كانت شموسا
كانت مرايا
كانت هي الغيومَ التي تراقصت ..
شرارة َ البرق..!
وأغصانَ الحريق..! 
  
  هم 
  في خيمةٍ
بلا أوتادٍ
بلا بيداء
بلا جمالٍ تقفُ بالقربِ منها
هناك يلتحفون بالشوق
من خلَّفتهم السفنُ الذهبية
من لم يرتضُوا صحبة َ الزمن
من آمنوا أن الوطن
حيثُ القمر
الذي يمقتُ الرحيل ..! 
  
هو 
من سَبقَ الآخرين
والتهمَ الصباح ..؟!
من عبثَ باستقامة ِ الطريق
وشكَّلَ المتاهة؟‍!
من أمسكَ باليوم
وغيّر طعمَ الغد؟!
من لاحقَ الفجرَ
وقبَّلَ الأمسَ
قبلة َ الوداع ..؟! 
 
أنا 
للألم ِ مِدادٌ وشظايا
للألم آهاتٌ ومنايا
للألم قصائد
وقبرٌ بلا ثغر
للألم ِ مِدادٌ
بعضُهُ كان دمي
وبعضُهُ رضابَ فمي..!
 
 
التاريخ
 
هذا الشبح
الذي أخافَ الناس
كان الجسدَ الدفين
في الضريح ِ المقدَّس
 
هذه الجموعُ
الهاربة ُ منه
كانت الأفواهَ
التي قبَّـلت تراباً
لامسَ قدميه..!
 
 
إرهاب (2)
 
شذبوها
شذِبوا خيوط القمر ...!
هذا لن يغيرَ
حتماً
استدارتـَه الفضية ...!