مؤتمر أربيل .. ودرّاجة التدخل السريع ! |
المقاله تحت باب في السياسة خدمة جديدة وتجربة رائدة تعتبر الاولى في منطقة الشرق الاوسط والخامسة على مستوى العالم بدأت بها امارة دبي تتمثل باستخدام درّاجات نارية لغرض التدخل السريع وسحب المركبات عند تعطلها وتخفيف الازدحام والحفاظ على انسيابية الحركة بعد ان اثبتت نجاحا لافتا خاصة في المناطق المزدحمة واوقات الذروة المرورية أي في بداية ونهاية اوقات الدوام الرسمي . هذه الدراجات التي تُعرف بدّراجة التدخل السريع مزودة بمحرك وجهاز يمكنانها من سحب السيارات الصغيرة العادية والتي هي الاكثر استعمالا وحركة في الشوارع ,وقد اثبتت نجاحها خاصة وانها تستطيع الوصول الى الاماكن التي تشهد اختناقات مرورية بسرعة كبيرة نظرا لصغر حجمها واستطاعتها الوصول الى المكان المناسب في الوقت المناسب لغرض سحب وتقطير المركبات( السيارات) العاطلة او المتوقفة لاي سبب كان وفتح الطريق امام المرور دون ان يكون هناك انتظار لوصول مركبات السحب الكبيرة التي تحتاج الى وقت اطول وطرق مفتوحة للوصول الى الموقع المطلوب. أربع دراجات للتدخل السريع بدأت في الظهور في شوارع دبي وهوما أثار في نفوسنا سؤالا : ترى كم عدد الدرّاجات التي نحتاجها في العراق ؟ ليس لغرض فض الاختناقات المرورية وتقليل الازدحامات التي تشهدها الكثير من الشوارع وانما للتدخل السريع في حل المشاكل والاختناقات التي تشهدها الساحة السياسية وليس الساحة المرورية التي اذا ما شهدت ازدحامات وقطع للطرق ونسف للجسور فانما هي في الواقع تشكل انعكاساً للاختناقات التي تشهدها الحالة السياسية الموجودة في البلد , فكلما خرجنا من ازمة دخلنا في ازمات الى الحد الذي جعل المواطن يشعر دائما ان ما هو قادم سيكون الاسوأ دائما وان عليه الانتظار طويلا او حتى تغيير طريقه والمسار الذي يسلكه نظرا لحجم المخاطر والتحديات التي يشهدها في كل يوم . ويأتي المؤتمر الذي انطلقت اعماله يوم الثلاثاء 7 تموز- يوليو في مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق حول( الفدرالية العملية في العراق) والذي أستغرق خمسة ايام ونظم من قبل منظمة (لا سلام بدون العدالة) والتحالف الدولي من أجل العدالة بدعم من وزارة الخارجية الايطالية وحكومة إقليم كوردستان وكل من المجلس الوطني الكوردستاني ومجلس النواب العراقي والذي جرى خلاله اجتماع مشترك بين اعضاء من البرلمان الفدرالي (مجلس النواب) والبرلمان الاقليمي (البرلمان الكوردستاني) وبحضور خبراء قادمين من دول فدرالية احدى المحاولات التي تهدف الى ازالة سوء الفهم والاختلاف الموجود لدى الكثير من الاطراف السياسية في العراق نحو العديد من المسائل المهمة والاساسية التي قام عليها النظام السياسي الجديد في العراق والتي اصبحت مع تدهور الاوضاع في العراق عوامل اختلاف وشقاق بعد ان كانت عوامل اجتماع واتفاق بين معظم الحركات والقوى السياسية التي ناضلت من اجل اسقاط النظام السابق . ان الاهتمام والحضور الواسع للعديد من الشخصيات الرسمية والبرلمانية من نائب رئيس إقليم كوردستان ورئيس برلمان الأقليم ورئيس مجلس النواب العراقي وكالة ونائب رئيس حكومة الأقليم وممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق وممثل الجامعة العربية وسفراء عدة دول واعضاء من مجلس النواب العراقي والبرلمان الكوردستاني ووزراء في حكومة الأقليم وعدد من رؤساء الاحزاب الكوردستانية وممثلي الاطراف السياسية العراقية والكوردستانية بالاضافة الى شخصيات وخبراء في مجال الفدراليات في عدة دول فدرالية قد اعطى اهمية خاصة لهذا المؤتمر الذي يبدو اشبه بدرّاجة التدخل السريع التي تجوب هذه الايام شوارع دبي , لان الساحة السياسية في العراق تعاني العديد من المشاكل والاختناقات في طريقها والتي وصلت الى درجة الطريق المسدود في العملية السياسية او الشلل السياسي الذي يكاد يصيب معظم مرافق الحياة خاصة بعد تعذر عقد جلسة مجلس النواب بعد اقالة رئيسه وتغيب اكثر من 85 عضوا من اعضائه اضافة الى استقالة وانسحاب 13 وزيرا مما يجعل العراق في اشدالحاجة الى أي طريقة او سبيل من اجل التدخل السريع . مواضيع الفدرالية والديمقراطية التي اعتمدت كأساس للنظام السياسي في العراق والتي تم تثبيتها في الدستور العراقي الذي تم الاستفتاء عليه,والحاجة للبحث عن النموذج الفدرالي الذي يحتاجه العراق والذي اثبت نجاحه في العديد من دول العالم التي تتميز بالتنوع والتعدد في القوميات والاطياف والمذاهب واجماع معظم الفصائل العراقية على ان مستقبل العراق يتركز على قاعدتين اساسيتين هما : الفدرالية والديمقراطية والتاريخ الحديث في العراق الذي كانت التجربة المركزية فيه قد اوصلت العراق الى الدمار والاضطهاد والاذلال الذي عاناه الشعب العراقي خلال العقود الماضية , وخيار الفدرالية الذي تحول الى احكام ضمن مواد الدستور سوف يبقى حقيقة ثابتة وراسخة في نفوس العراقيين رغم كل العراقيل والصعوبات والتحديات. الى جانب بحث مواضيع تتعلق بأهمية الفدرالية كونها وسيلة ناجحة وصالحة للحكم والادارة وتنسجم مع مبادئ الديمقراطية وتوزيع السلطات التي تعين الجهات المختلفة في عملية صياغة الدستور والمساهمة في عرض نماذج وامثلة عملية للفيدراليات المطبقة في اماكن اخرى من العالم مع مراعات للاوضاع التي عاشها الشعب العراق وبما يساعد في تحقيق الامن والاستقرار. تلك المواضيع والمناقشات وتبادل الآراء وعرض المواقف وغيرها من الاجتماعات واللقاءات التي شهدتها اربيل وما ستشهده في الفترة القادمة تجعل من هذه المدينة المكان والدار التي تفتح ابوابها لجميع الاطراف من اجل البحث عن طرق واساليب للاتفاق ومن اجل التدخل السريع وحل المشاكل والاختناقات التي تشهدها الساحة السياسية وهو ما يجعلها تقوم بدور اهم واكبر من درّاجة التدخل السريع في دبي . عبدالستار رمضان Sattar88@hotmail.com |