صلاح حسن: الشعر يخاطب الأحاسيس والرواية تخاطب العقل |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات الرأي الذي يقول المستقبل للرواية هو رأي غربي وناتج عن دراسات ادبية واجتماعية وليس اعتباطا والسبب كما اعتقد من خلال إقامتي هناك ان الشعر يحتاج الى جمهور وقاعة وإعلان ومصاريف كثيرة وخروج من المنزل، هذا ما يؤكده الشاعر العراقي المغترب صلاح حسن مواليد مدينة بابل عام 1960، تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح، نشر نصوصه في الصحف العراقية والعربية والهولندية، غادر العراق عام 1992. توزعت أعماله الأدبية على حقول إبداعية متنوعة كالشعر والنثر والمسرح والكتابة للأطفال والفنون الجميلة: خمائل.. شعر للأطفال 1987 كوكو وتوتو في الروضة.. شعر للأطفال 1988 أنا صديقكم.. شعر للأطفال 1988 المحذوف في عدم اتضاح العبارة.. قصيدة طويلة.. دار الكنوز الأدبية بيروت 1996خارج ببوصلة عاطلة . شعر بالعربية والهولندية.. هولندا.. دار أتلنتك 1997 النوم في اللغة الأجنبية.. شعر.. باللغة الهولندية.. هولندا دار بورن مير 2002مسرحية الشيطان والأيام السبعة للأطفال.. عربي/هولندي.. قدمت في عمان عام 1993 مسرحية أوهام.. عربي / هولندي .. قدمت بالعربية والهولندية كما قدمت على مسارح البحرين ضمن مهرجان الريف المسرحي الأول. وترجمت إلى الروسية وقدمت على قاعة المعهد المسرحي في موسكو، مسرحية الصفعة.. عربي / هولندي.. قدمت بالهولندية ثلاث مرات كما قدمت في ليبيا عام 2005 مسرحية عبث.. عربي / هولندي.. اختيرت ضمن أفضل عشر مسرحيات في هولندا للموسم 2003 وصدرت في كتاب، مسرحية السر.. عربي / هولندي آيتانا والنسر.. مسرحية للأطفال.. عربي، بقايا الطوفان الأخير.. مسرحية.. عربي / هولندي، حب في أوروك.. مسرحية.. عربي / هولندي.. قدمت بالهولندية، الراقص.. مسرحية.. عربي. ستقدم في بلجيكا وهولندا في ديسمبر القادم 2006 أغنية قديمة عن السهول.. شعر / هولندي 2005 دار بورن مير،النوم في اللغة الأجنبية.. شعر / عربي 2005 دار الشؤون - بغداد قربان التاريخ، شهادة عن العراق اليوم المؤسسة التونسية – هولندا.. كما نال العديد من الجوائز مثل: جائزة مسابقة محافظة بابل عام 1978مسابقة مجلة الأقلام.. الجائزة الأولى 1992جائزة دنيا الهولندية للشعر للعامين 1996 و 1998جائزة مدينة هارلم الهولندية 2004 .ترجمت نصوص الشاعر صلاح حسن إلى الانكليزية والفرنسية والألمانية والهولندية والفارسية والاسبانية والايطالية، يعمل مديرا لجمعية أور الثقافية في هولندا.. وأثناء زيارته لمقر جريدة المدى كان لنا معه هذا الحوار:
من هو قارئك المفترض؟ كيف تتصوره؟ كيف تتوقع تفاعله مع إنتاجاتك؟ - بفعل الانترنيت لم يعد القارئ مفترضا لان الكثير من ردود الافعال تصلني عن طريق الايميل أو عن طريق التليفون، إما القراء البعيدون فأنني اتصور بطريقة معقولة كيف يتفاعلون مع نصوصي من خلال ردود الافعال التي تصلني من قراء عاديين وقراء مثقفين ولا اظن أنها تختلف كثيرا عن ردود الافعال التي تصلني مكتوبة، الكثير من قرائي يحبونني وفيهم القليل ممن يظهر نزعة فيها شيء من الغضب أو الغيرة، من الامثلة على ذلك إن احدهم ارسل لي تهديدا بالقتل لانني كتبت قصيدة يظن هو أنها تسيء إلى رموز مقدسة واخر ارسل لي شتائم وكلاماً بذيئاً بعد إن قرأ لي قصيدة ايروتيكية هو نفسه يقول عنها أنها جعلته لا ينام لذلك قرر إن يتخلص من عبء القصيدة بارسال ايميل مليء بالكلام البذيء، كما قلت.. تصلني بعد نشر كل قصيدة رسائل غرام حقيقية من اماكن شتى من العالم، إما اصدقائي الحقيقيون فيرسلون رسائل فيها الكثير من النبل والحب والاحترام .دعني اروي لك ما حصل في المهرجانات التي دعيت لها في امريكا اللاتينية فقط، في كولومبيا وبعد كل قراءة يأتي الجمهور الي حاملا مجلة أو حتى ورقة عادية ويطلب مني إن اضع توقيعي واسمي عليها، اخرون يعبرون عن مشاعرهم بحركة أيديهم لانهم لا يجيدون الانكليزية ويقوم شخص أخر بترجمة هذه الحركات، سيدة كولومبية قالت لي عندما استمعت لك وانت تقرأ قصائد عن العراق اقشعر جلدي احدهم اصر على إن يأخذ مني قصيدة بالعربية ليحتفظ بها كما قال، إما مدير المهرجان وهو شاعر كبير فكان يهتف هكذا « صلاح حسن.. عراق». في كوستاريكا حصل الشيء نفسه وذات مرة وبعد إن انتهيت من القراءة جاءتني سيدة شابة واحتضنتني وقالت بالاسبانية « انا اهبك روحي» وتبين فيما بعد أنها من اشهر مطربات كوستاريكا، إما في نيكاراغوا فقد كانت العلاقة مع القراء مباشرة تماما اذ ما إن انتهيت من القراءة ونزلت من المسرح حتى طلب الكثير من الشباب إن يلتقطوا صورا معي. وفي اليوم التالي وانا أتجول في السوق القريب من مكان المهرجان اوقفني رجل كبير من كندا وهو سائح مقيم هناك وبدأ يحدثني عن قصائدي التي سمعها يوم امس. دعني اروي لك هذه الطرفة التي حدثت يوم الافتتاح، قدمني المذيع تقديما رائعا وقال إن صلاح حسن سفير العراق الشعري في نيكاراغوا، لكن بعد ذلك جاءني شخص وسألني إن كنت سفير العراق في نيكاراغوا؟ كان السؤال صادما خصوصا وانا كنت ارتدي تي شيرت رخيصا مع بنطلون قصير وحذاء دون جوارب، فأجبته: هل تعتقد إن شخصا بهذه الملابس ويجلس في البار يمكن إن يكون سفيرا؟! المؤثّرات الّتي رافقت الشاعر صلاح حسن لكتابة الشّعر والرّموز الّتي أثّرت بك، وما هي.. ومن هم؟ - دعني اقول لك انني اتأثر بكل شيء مثير، متأثر بكل الفنون ومتأثر بالتاريخ ويمكن ان يؤثر بي مشهد صغير في الشارع، بالطبع تأثرت في بدايتي بالمتنبي وابي نواس وحسب الشيخ جعفر وسعدي يوسف لكنني استطعت وانا في بداية مشواري الشعري ان اهتدي الى مشروعي الشعري الخاص وبذلك تخلصت من هذه التأثيرات مبكراً. هل هناك نقد أدبيّ أو نقّاد أو متابعون لحركة الشّعر والإبداع النّصّيّ أو السّرديّ، وكيف تجد دور النّاقد في التّعامل مع القصيدة؟ - بالطبع هناك نقاد ومتابعون في كل مكان وتتراوح هذه المتابعات والاعمال النقدية طبقا للزمان والمكان، يوجد في العالم العربي نوعان من النقد، الاول النقد الانطباعي، والاخر الذي يستند الى النظريات الغربية . النقد الانطباعي رغم اهميته الا انه لا يستطيع ان يقدم تحليلا جيدا للنصوص ويبقى في مجاورتها او يسعى الى شرحها . اما النقد الذي يستند الى النظريات الغربية فهو يطبق نظرية على منتج محلي وبالتالي لن ينجح . اسوق لك مثالا على ذلك، عندما نأخذ نظرية باختين ونحاول ان نطبقها على رواية عراقية او مصرية فماذا ستكون النتيجة ؟ النتيجة ان هذا التطبيق سيكون قسريا وغير ذي فائدة لان نظرية باختين مكتوبة اساسا لدراسة الرواية والمجتمع الغربي وليس المجتمع العربي ويمكنك ان تقيس على ذلك. برأيك هل المستقبل للرواية ام للشعر في ظل عصر المعلوماتية؟ - المستقبل لكل فن قادر على اجتذاب الناس على مختلف مشاربهم لا الرواية ولا الشعر يستطيعان ان يحددا هذا المستقبل، الرأي الذي يقول المستقبل للرواية هو رأي غربي وناتج عن دراسات ادبية واجتماعية وليس اعتباطا والسبب كما اعتقد من خلال عيشي هناك ان الشعر يحتاج الى جمهور وقاعة واعلان ومصاريف كثيرة وخروج من المنزل .. الرواية لا تحتاج الى كل ذلك، يمكن ان تشتريها وتذهب الى المنزل لقراءتها خصوصا اذا عرفنا ان المواطن الغربي يحب العزلة والهدوء.. الامر يختلف عندنا كما تختلف اللغة بالضبط . الشعر يخاطب الاحاسيس والرواية تخاطب العقل، لذلك يلجأ القاريء الغربي الى البحث عن شيء يخاطب عقله لا أحاسيسه، نحن لدينا العكس نريد شيئا يدغدغ احاسيسنا لذلك نتوجه الى الشعر، اختصاراً، لو كان السؤال محصورا بمكان معين او بلد معين لكانت الاجابة اكثر وضوحا من ذلك. ماذا أعطتك تجربة المنافي، وماذا سلبت منك على المستوى الإنساني؟ - اخذت الكثير واعطت الكثير في الوقت نفسه لاني استطعت الى حد ما ترويض هذه التجربة . في المنفى هناك طريقان لا ثالث لهما : اما ان تنعزل عن المجتمع الجديد بكل ما فيه واما ان تنخرط تماما فيه . الطريق الاول يعني العزلة والمرض والكآبة وبالتالي الفشل في كل شيء، اما الطريق الثاني فهو الاعتدال واكتساب تجارب جديدة من هذا المجتمع الذي يستطيع ان يقدم لك كل شيء اذا استطعت ان تثبت انك قادر على انتاج اشياء جيدة ومفيدة، لقد قررت ان انخرط في المجتمع الجديد وحفرت بالصخر من اجل ان اكون واحدا من المنتجين الجيدين ونجحت في النهاية ولكن بعد صراع طويل لم يكن دون خسائر باهظة. |