أحزان السنة العراقية |
المقاله تحت باب نصوص شعرية 11شباط ضحكتك
أنت رهين محبسين قبضتهم والعراق قمركَ رهين فشلين فشلهم والعراق هاهم أمامك يتعثرون بأكياس البصل
هاهم ينامون بين جزز الصوف والخرفان المذبوحة انتفخت بطونهم بالطعام الرديء وناموا يشخرون عجزوا عن تسلق النجوم عجزوا عن تسلق النهار استبدّ بهم عجزهم الذي استبدلوه بالأسلحة –عدوة الحقيقة_ استبدت بهم الذئاب التي في داخلهم وهي خرائط يومهم الدامي يجر فريسته طريقة كلامهم المعوجة أباعرهم التائهة في الصحراء أنتَ سجين خرابهم وهم سيجينو نُبلك أنتَ ملاكٌ وهم شياطين أنتَ فردوس وهم جحيم أشارة منك تمطر الغيوم إشارة منهم تحترق المزارع ضحكة منك تخضر الأشجار ضحكة منهم تتيبس الطبيعة إضحك.. إضحك يا ولدي بضحكتك يعود الرعاة إلى أهلهم وتعود انت الى ينابيعك. 12شباط قرب الألواح الحزينة فكّرتُ أن اعبر هذه المستنقعات وأن أفكَّ الشباك عن أقدام الطيور ألقتني الأيامُ هنا قربَ هذه الألواح وأجبرتني على الرسم رسمت أسلاكاً وقطعتها رسمتُ جداراً ووضعت فيه نافذةً رسمتُ سجناً وفتحتُ قضبانه رسمتُ لغةً وفتحتُ أبوابها بالشعر يا ألهي.. لماذا أفكر بكل هذه الأقفال؟ تعودتُ أن أضعَ القاع ا لمظلم تحت قدمي وأصعد تعودتُ أن أتسلق الكحول إلى الأعالي أشياء كثيرة تبدلت ورياح مسمومة مرّت وعصور تلاشت فلماذا ألقتني الأيام هنا؟ قربَ هذه الألواح الحزينة لقد مروا من أمامي موثوقي الأيدي والعيون يقطرون خوفاً مثل خرافٍ مسروقةٍ من المعابد لماذا ألقتني الأيامُ وأجبرتني على الرسم أرسمُ قافلةً وأزيحُ سيّافها أرسمُ جُبّاً وأثقبه بأصبعي. 13شباط بغداد على الورق سأغسلُ قصائدي وأنشرها على حبل الغسيل وأحصلُ على صفحات بيضاء جديدة كان الدخانُ, في كلماتي ,كثيراً والدمُ كثيراً وكذلك الشظايا لا بد إذن من ورقٍ نظيف كي لا تتكرر أخطائي.. كي لا يأخذني الجبّ سأعيد ترتيب شوارع بغداد كي لا أقع في الوصف القديم عندها ستحصل الكوارث خارج أمكنتها: شعبٌ يزدحمُ على أبواب المسارح صالات الموسيقى محجوزةٌ لأكثر من سنة حانات بغداد مضيئة حتى الفجر معارض الفنون في كل شارع سوف أنُطركِ يا بغدادي وأنتِ تلمين ثيابك من المستنقعات وسأرى العائدين من المطارات يعبقون بروائح مدن العالم سوف أدعكِ تتنفسين على الورق وسأرسم شبابك الطافح بالورد لكني سوف أرفع قلمي عن الورقِ بعد لحظةٍ وكلُّ رجائي كلُّ أملي أن لا أراكِ تبكين أو تغتسلين بالدم أو تحترقين. 14شباط فالنتاين عراقي الأحمر لون الفالنتاين والأحمر لون العراق لا فرق.. فالدمُ الذي يملأ شوارع العراق أحمر والمال الذي يُسرقُ ليرات حمراء وخدود السياسيين، تحت الأضواء، من فرط (الخجل) حمراء وهواء الكراهية والأحقاد يتناسل أحمر والأقدام التي تتسابق إلى الكراسي حمراء العراق هو المحتفل الأكبر بالفالنتاين في العالم أنا لا أسخر.. بل أعرفُ تماماً كيف يكون التطرف العراقي أحمر وكيف يكون الحب العراقي الأشدّ حمرةً وكيف يكون القتل العراقي لا مثيل لحمرته ولذلك أقول أن القديس فالنتاين ولد في العراق وفيه لبس ملابسه الحمراء ثم خرجَ ونشر دعوته إلى العالم إذهبْ إلى المتنـزهات ستجد العشّاق في بيوتهم ينامون إذهب إلى المطاعم ستجد الأحبّة يشعلون الشموعَ في ذاكرتهم إذهب إلى النوادي ستجد العشّاق يخيطون، في خلواتهم، أفواههم الحمراء حسناً.. إذهب إلى المنطقة الخضراء ستجدها حمراء!! إذهب إلى الساحات العامة وستجد آلاف اللافتات المعلقة تنعي شهداء الحب وقد تحولت إلى حمراء! العراقُ موطن الفالنتاين وإلاّ ما الذي يجعل الحلاّقين يُقتلون وما الذي يجعل النساء السافرات يُقتلنَ ومن ينحر الشباب بسبب الجينـز أو الشورت كلها عادات غربية! لكن الفالنتاين عيد عراقيٌّ بامتياز لأن الأحمر هو الذي ينتشر في البلاد ولا ينافسه أي لونٍ آخر سوى الأسود. 15شباط أسبوعان السماءُ انشطرت نصفين نصفها حنّ عليك وصبّركَ ونصفها بكى لأجلك وأنتَ تقطرُ حزناً مثل سعفةٍ في الشتاء أي مروان.. غبارٌ يملأ البلاد وتاريخنا يتشقق مثل جلد قديم وتخرجُ منه الديدان أيامنا تغطسُ في حفر الرماد الخطايا تجرجر قسوتنا الصباحُ مثل نسور رمادية تهبط علينا وتمزقنا المساء مثل غولٍ مفرط في خرافته ذكراكَ تتدحرج في الريح مثل كرة شوك مروان.. لا يمكن أن نحيا بدونك لا يمكن.. إلاّ أن تعود رائحتكَ تملأ البيت وفي كل دقيقة نصطدم بجسدك لماذا لا تزورنا, ياحبيبي, مع صلاة الفجر ثم تختفي في حنجرة الديك! |