المقاله تحت باب نصوص شعرية في
28/07/2008 06:00 AM GMT
دائرةٌ محكمة تشتدّ إلى الداخل هنا وتصعدُ إلى هناك لكنها دائرة من زعانف وصَدَفٍ وعناكب وشباك هي أرضي وأنا أتسلّقها مثل مركزٍ مشطوب وأفقد في كل امتدادٍ يداً أو عيناً .. وقلباً وعلى ذا فالقرصان الموضوع على الرايات هو وجهي وعظمتاه سلاسلي بين هذه الحلقات .. ولربما أنا امرأةٌ ففي الجنوب نهرُ تشبّثي بالبحر وحَمْلي رحلتَه وعلى أزمر رأسُ غلمتي المجنّح إلى أبراجها السماء فلعلي فتىً ولم ابلغ الحلم لأني لا أسأم هذا التطوّح في البلاد فيا أيتها العرائس قفي مع مواكب رجالكن وأهداب نخيلهم ويا عمر الأثني عشرة استبْقِني فما زالت تطاردني ساحرةُ السنين الشمطاء لأكبر ولستُ أكبر ففي الدائرة بحلمي المقلوب أعدّل رأسي وأواصل جردَ تحوّلي الذي ينتهي بامّحاءٍ أو بنسخ ولربما أكون ولربما أجمع الخيوط المتدليّة لنسلٍ هائمٍ إثر أطواقِ حمامه وأجبِّرُ الجناح وأتدرّج إلى دلافين وجزر وأمواج أعماقي مختلفةٌ ودوّاماتي بصّاراتٌ ينظرْنَ فيهن حتى يحملن بغريق يلدُ الأصداف ويتكوّن في دائرة محكَمةٌ سِيَرُ سراطيني الملتقطاتِ الغروبَ في حفرهن والشروق وضاحكٌ بمائه المغرمُ بإنقاذي لكَ قبلتي واصطيادُ أصوات البحر بصمتي لكَ ألواني واختراعي الأشكالَ كلها لكَ الحبُ وقد تجمّعتِ الدائرة للضمّ ولمّ تقاسيمك يا عازف البيتِ أسماكاً ومرجاناً ويرقات خذ بي مخمّلةً على فرشك وصرْ عجائب صرْ فتنةَ الزهرة الذابلة ثم انتفضْ سراجاً من جديد في الدائرة أذرعي الممتدة تشتدّ إلى الداخل أو تصعد إلى هناك الظلامُ فينا ومن حوالينا ومبضع الحلم يسافر يتقصّى شعابَ الحياة أكفّنُ بها بقائي بعواصف وبصداها بالشمس وبجانّها والأبواب باللآلئ المتقافزة مع الرياح هكذا أجمّع أيامي وأسدّدُها بيضةً شأن نيةٍ في أزاهر وتُرب اللسعُ مُضمَرٌ والإزهارُ في اللفافة والتحرّر من القيد في القيد ليحكمك الدورانُ أيها البلد المتعرّج شأن قبلةٍ غير مكتفية فأنتَ الجبل وأنت الواحة النائمة دون نخل وأنت القتلى وأنت القاتلون وأنتَ اصطباغُ دجلتِكَ بدمكَ وأنتَ الغمدُ المطعون وحراشف الطعنِ تكتسبُ الأسماءَ كل حين تتلوّن بالتحول وبالموت الميت الحي السائر المردوم تشتدّ هنا وتصعد إلى هناك لعلك الصدَفَةُ وأنا المولود لعلي الشجرة لعلك الجبل الذي أنامها واشتعل إنها الدائرة المحكمة
|