ثقافتنا بين وزير هارب ووكيل متسكع

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
26/07/2007 06:00 AM
GMT



مسكينة هي الثقافة العراقية بصفتها الرسمية حينما يتولى امرها المتخلفون وانصار الرجعية المتخلفة, ولعل اتعس الوزرات العراقية منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة هي ما مرت به وزارة الثقافة العراقية خلال حكومة المالكي, فقد تم جعلها محاصصة بين السنة والشيعة بمعنى اخر بين تيارين او مذهبيين مختلفين في كل شئ على الصعيد السياسي طبعا, حسنا.

جبهة التوافق عينت خطيب جامع يحمل شهادة الاعداية وحصل على الدكتوراه في فترة متاخرة من معهد تاهيل الكادر الحزبي الذي انشئه النظام السابق لاعضاء الفرق والشعب, ما علاقته بالثقافة ,لاشئ الرجل اخذته العزة بالنفس ورفض التعين اول الامر . وقال انه لايعتقد في نفسه الصلاح لهذا المنصب, وبعد فترة قبل الاستيزار واستطاع تحويل الوزارة الى منبر من منابر الخطباء والوعظ والارشاد الدينيسياسي ليتحول فيما بعد من جعل الوزارة وكرا ارهابيا بامتياز, ولم يكتفي الوزير بهذا فقط بل وكعادة الوزارء الجدد تحولت وزارته والدوائر التابعة لها الى ممارسة اعلى انواع الفساد الاداري ,المطابع ذات المنشا الالماني تم بيعها الى القطاع الاهلي بدون وصولات, الورق المخصص للشؤون الثقافية اختفى وشوهد في اسواق بغداد, ....الخ, ثم كانت الطامة الكبرى ان الوزير اصدرت بحقه مذكرة توقيف ففر هاربا الى جهة مجهولة تاركا الوزارة بدون وزير , اما وكيله الاقدم فسلام عليه حيث حل وحيث ارتحل لااحد يشاهده اطلاقا يقال انه يمارس لعبة التخفي,

حينما استوز اسعد الهاشمي هرب الوزير واثرالجلوس في بيته مقابل استلام راتبه المغري, هو من الائتلاف العراقي بمعنى هو ايضا من الاتجاه الديني , وحينما عاتبه رئيس الوزراء( لاحظ ان رئيس الوزراء بفعل المحاصصة يعاتب فقط) قال ان الوزير يريد قتلي حينما طلب مني ان اذهب الى الوزارة والكائنة في شارع حيفا مستخدما مصطلح( العلاسة) . وارتضى الجلوس في البيت, وبعد هروب الوزير ,اختفى وكيله ايضا .

شوهد في لبنان, يقضي فترة الصيف هناك,

اما الوزارة ومشاكلها فهي ليس من اختصاص الجابري, وحينما يساله المقربون ويلحون عليه في العودة لادارة ما تبقى من الوزارة يرفض ويمتنع مبررا ربما يخرج الوزير او يعود بصفقة (وتلاص الامور.) وعلى قوله يكون شكلنا غيرر جميل لو عدنا الى البيت مرة اخرى. هكذا تضيع وزارة الثقافة بين المحاصصة الطائفية التي استوزرت لنا من هم لايصلحون لاي شئ .

والعتب بعد ذلك ليس على المحاصصة فقط بل يقع على هذه الكتل السياسية التي تجاهر بحب الوطن والحرص عليه وهي تستوزر من لا كفاءة لهم كيف يصح هذا الامر , في بغداد وفي حكومة الاخ المالكي كل شئ جائز. ما دام العتب موجود ومادامت العلاقات الشخصية هي التي تحكم البلد . كيف تم اختيار هذا الوزير ووكيله

ابحث عن نوعية العلاقة التي تربطهم بكتلهم ستجد ان الوزير اقرباء احد المتنفذين في الكتلة وتجد وكيله ايضا من معارف المتنفذين والذي قضى شطرا من حياته في احدى دول الجوار. الكفاءة اختفت واختفى الاثر الثقافي العراقي , تاركين كل الهموم على عاتق المنظمات المدنية (اتحاد الادباء ,نقابة الصحفيين , اتحاد الصحفيين. ) هم وحدهم من يقوم بهذه الاعباء حرصا منهم على وطنهم المتاكل حرصا منهم على تاريخهم الثقافي. حرصا منهم على استمرار الحياة.