طقـوس كلالة نوري: لا أكتب بلا مكسرات! |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات تقول الشاعرة العراقية المغتربة كلالة نوري: ليس لدي طقوس محددة ودائمة أثناء كل عملية للكتابة حتى لو أردت ذلك. وتضيف: طقوسي مختلفة تتبع نفسيتي والمكان الذي أعيش فيه والمتغيرات التي تحصل في جزئيات حياتي والدنيا حولي. ولكن ما يمكن أن يسجل هنا من حيث الثبات نوعا ما هو عدم وجود وقت محدد ومخصص كأن يكون نهارا أو ليلا وربما هذا أيضا لكثرة تنقلي هنا وهناك. الكتابة عندي تكوم مراحل الدهشة نحو شيء ما، فكرة ما، حادثة ما... ومراحل الدهشة للمواضيع التي تؤثر علي لا تُحدّد عندي بالليل أو بالنهار... بل يعتمد على مرحلة وصول المفاجأة للذهول الذي يتوقف عندها النظر (بالعين) لتنظر بفكرك وقلبك واللغة الأدبية التي تكتب بها سواء كان شعرا أو نثرا.. المشي مهم جدا لي لأقيس عليه حدود ذهنيتي للموضوع الذي أريد الكتابة عنه. في فترة من فترات حياتي حين كنت أسكن في مدينة الموصل في العراق كان من (العيب) أن تمشي امرأة كثيرا رغم ذلك كنت أكتب لكن ليس بسهولة. كان لدي أصدقاء أدباء شباب من الموصل يتحدون تلك (الجريمة النكراء!)... كانوا يجدون لي حلولا (لِشَرعَنة) المشي! وكنت بالتأكيد حينها لم أصل المسافات التي أريدها. وحين كنت أتوقف عن المشي لمدة طويلة كنت أتوقف تقريبا عن الكتابة أو أكتب وأمزق كثيرا! في أحد الحوارات التي أجريت معي في تلك الفترة سألوني إن كنت أؤمن بمصطلح الكتابة الأنثوية والذكورية. قلتُ إنني أؤمن من باب يخصني ككاتبة فأنا لا أستطيع المشي لأنني امرأة فكيف أستطيع أن ألغي تأثير ذلك أثناء الكتابة... قبل الآن كنت اكتب على صوت الموسيقى، الآن أجند حواسي كلها مع الكتابة (السمع والبصر والفؤاد). البرد عامل قوي بالنسبة لي لغزارة الكتابة وكأنني أحتمي بالقصائد.. حتى حين كنت في العراق وحتى 2004 والآن أيضا حين أزور الوطن في العطل الدراسية فإنني لا استطيع الكتابة في الحر بسهولة.. لدي قصيدة اسمها ''في الصيف لا تكتب القصائد''. الثلج هنا حيث أعيش يلهمني جدا، أحب الثلج وكنت أتمنى دائما أن يكون الشتاء والبرد أطول فصول السنة.. وبما إنني ليس لدي عادة التدخين أو الشرب كما معظم الأدباء إلا أن لدي طقسا كتابيا ربما مضحكا أو مزعجا في حالات للآخر الذي يعيش معي وهو المكسرات (اللوز الفستق وحب الشمس الخ..) ويا لتعاسة حظ من يرافقني في حياتي إذا كان قد قضى على المكسرات دون أن أعلم، وإذا كان الوقت ليلا فمن غير المنطقي المغامرة بالخروج من أجل مكسرات الكتابة!! ليس مهما وجود الإنسان الذي أحبه قربي قبل الكتابة أي مع قرب بدئي في الكتابة، ربما وجوده أثناء الكتابة يسبب لي حساسية في تشكيل الحروف! أما بعد الكتابة فقربه مني سيكون رائعا لكلينا، لأنني أكون وديعة وهو سعيد بزوال أزمة المكسرات دون كسور! |