فاطمة الربيعي : المسرح العراقي لا يزال بخير رغم الاحتلال

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
05/05/2008 06:00 AM
GMT



فاطمة الربيعي فنانة من جيل عمالقة الفن المسرحي العراقي ، استطاعت خلال مشوارها الفني الطويل ان تكون واحدة من رائدات المسرح العربي، لايمانها برسالة الفن ودوره في توجيه الحياة. بدأت التمثيل في المسرح من خلال التحاقها بفرقة شباب الطليعة حيث تتلمذت علي يد شيخ المسرح العراقي الفنان بدري حسون. تخطت أعمالها المسرحية حاجز ال 32 مسرحية بعدما برعت في تجسيد شخصية الام العراقية المعذبة والزوجة المغلوبة على أمرها .
شاركت في محافل فنية عديدة وحصلت علي جوائز وشهادات تقدير تسع مرات وتم تكريمها في مهرجان قرطاج المسرحي عام 1999
الراية القطرية التقت بالفنانة العراقية فاطمة الربيعي عقب تكريمها عن مجمل أعمالها المسرحية في مهرجان المسرح العربي الاخير بالقاهرة فأعربت عن سعادتها البالغة بهذا التكريم الذي تعتبره تكريماً لوطنها العراق الذي يمر بظروف صعبة ومؤلمة وقالت أتمنى ان يأتي يوم نحتفل فيه مع كل المبدعين العرب على مسارح بغداد.

# بداية هل تعتقدين ان الفن العراقي قادر على العطاء وسط الحصار والاحتلال ؟
- بالطبع فالفن العراقي هو في حد ذاته يمثل تحدياً للظروف الصعبة وتمرداً علي الواقع المر واختراقاً للمستحيل ببساطة وعفوية وتميز لتجاوز محنة الاحتلال فمازالت هناك مدارس عراقية تبلور مفهوم المسرح بوصفه فن المواطنة والسلام كما ان معظم المحافل الفنية تحتفل بالفن العراقي والفنانين العراقيين الذين تركوا بصمة واضحة في أعمالهم

# لكن رغم ذلك يغيب الفنان العراقي عن الدراما العربية ؟
- هذا كلام غير صحيح فالفنان العراقي من خلال مشاركته المتنوعة بأعمال درامية تليفزيونية ومسرحية وسينمائية حمل روح النضال والتحدي والكرامة ولكن نجاحه يحتاج إلي فرصة واجواء ملائمة لاستخراج طاقاته بالاضافة إلى حاجته إلى توفير الدعم سواء من القطاع العام أو الخاص من أجل العودة إلى الساحة الفنية بقوة ونتمنى ان يتغير الحال في المستقبل بما يليق بالفنان العراقي المبدع.
وقد شارك الفنان العراقي في مسلسلات درامية عربية متميزة منها مسلسل الكبرياء يليق بالفرسان وفيلم المسألة الكبرى وغيرها من الأعمال.

# وكيف ترين حال الدراما العربية هل تعيش مرحلة تراجع ؟
- لاشك ان الدراما العربية في الوقت الحالي تشهد موجة من الاعمال الهابطة التي تعد إفساداً للذوق العام وتشويها للرسالة الفنية ودورها وهذا ما يدعو إلى انحراف المجتمع والاستهانة بقضاياه المصيرية

# إلي أي درجة استطاع المسرح العراقي تجاوز هموم المسرح العربي ؟
- المسرح العراقي يتميز بتمسكه بالموروثات الحضارية والعادات والتقاليد الاصيلة وقد عملت النصوص العراقية على اشباع الجمهور فكرياً وجمالياً من خلال حثه على الايمان بقضية الصمود ومقاومة الاحتلال فالمسرح العراقي ما زال ينبض بالطاقة والحب حتى وان فاض بالشجن .

# إذن لماذا ابتعدت عن المسرح لمدة خمس سنوات ؟
- ليس ابتعاداً ولكنه كان غياباً ضرورياً لاعادة ترتيب بعض الامور وكانت عودتي للمسرح بمثابة حياة بالنسبة لي خاصة أنني عدت من خلال عمل مسرحي قوبل بصدى كبير من جانب النقاد والصحافة والجمهور وهو عرض لوركا وجسدت خلاله شخصية سيدة ترفض العنف وتطالب بالسلام والحرية وقد مثلت المسرحية دولة العراق في مهرجان الرور الألماني وكان العرض من اخراج واعداد السيدة عواطف نعيم

# أعمالك المسرحية الاخيرة تركز على قضية العراق فأين أنت من القضايا الأخري ؟!
- اهتمامي الأول هو القضية العراقية ولكن هناك مواضيع أخري سبق وقدمتها في أعمال درامية ومسرحية فمثلاً قدمت شخصية الجارية اللعوب التي لا يهمها سوي إشباع رغباتها في مسرحية الثعلب والعنب وجسدت شخصية الام الكادحة والزوجة البطلة في الشيخ ضاري وبنت البلد الشجاعة في أعالي الفردوس.

# باستثناء فاطمة الربيعي أين باقي الفنانات العراقيات ؟
- الفنانة العراقية جزء لا يتجزأ من ثورة الفن العراقي فهي متواجدة وبقوة في الاعمال الدرامية وجسدت شخصيات واقعية عبرت عما يجول في مجتمعنا العربي فيما يخص قضايا المرأة وأوضاعها وقضايا الوطن العربي ككل.

# لقبك النقاد والجمهور بسيدة المسرح العراقي إلي أي مدي يؤثر فيك هذا اللقب ؟
- أعتز وأفتخر به جداً وأعتبره اكبر جائزة منحها لي الجمهور ولكنه ايضاً يشعرني بمسؤولية اكبر تجاه كل عمل أشارك فيه .

# ماهي الشخصية التي تعتزين بها ؟
- شخصية أم عطية في مسلسل النسر وعيون المدينة وهي شخصية خادمة مكافحة صبورة وبالرغم من بساطة الشخصية الا انها تعد واحدة من أهم أعمالي التي نالت إعجاب الجمهور بشكل كبير .