المقاله تحت باب نصوص شعرية في
03/04/2008 06:00 AM GMT
على عسل في وعاء أمي ينام الباب بعين واحدة ويتقي بأخرى فأمي يقظانة نائمة وقنبلة موقوتة البكاء تقبل وسائد الغائبين وترنو من خلل الدموع إلى صورته المؤطرة فترى الموت بلبل في عينيه فتشبع الجياع من جرس في همسها فلا خبزة في الدار ولا أب يهبط من صورته في المساء المساء الذي يلون الأفق بنحيب الأرامل لتشرق الشمس العراقية تتطاير لحماً ودماً
*************
الأبواب موصدة إلا باباً واحداً يقفز عزرائيل على عتبته موقعاً على أسماء من تبقى منا في شجرة مسكونة بحفيف الموت
**************
كل مساء تفتح أمي كتاب الوجع وتقلب سيارات الإسعاف للنساء العاطلات حولها وهي تنقل الخـُدَج من القتلى وقتها يصبح الباب نافورة للنحيب
***************
قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وقفت أمي سنبلة فوق الباب معلقة ذهبها في مطرقة وحباتها في خشبة فبابنا أمي غيمتان مفتوحتان ورحم يحتضن التراب فلا تلمسوا الأبواب فهي أرحام أمهاتنا
************
منذ أن بدأت الحرب نـُزهتها اليومية وهي توزع الأعلام في الأزقة صارت الأبواب باباً واحداً
************
بعد أن مل الانتظار ورأى أمي رماداً في صـُرَّة نفض الجدار عن ذراعيه وتوكأ على عصاه ومضى يبحث عني باباً بنظارتين تشتعلان أسى في الطرقات فمِن أجل مَن ؟؟ خرج حبيبي ولم يعد ....
************
بابنا لم يحلِق لحيته فلقد اشتبكت بلحى الأزقة التي تنام في التوابيت
*************
الجدار الذي يحمل صليبه ويجره خائفاً في الأزقة تاركاً أمي على عتبة في مهب الموت هـــــو بــيـــتـــي هكذا رأيته لحظة اخترقت الرصاصة قلبي
*************
الأبواب عوانس فلم يخطب باب باباً أبداً
***********
بالفحم الأسود يرسم الطفل غيوماً كثيفة على الباب منتظراً أباه عله يحمل في يده مفتاح المطر
***********
بعد منتصف الليل يغمض الباب عينيه لينام وحين يسمع وقع خطاي ينهض دون صرير فأرى أمي ترتب ما تبقى مني وتقودني ماشية على أطراف قلبي خوف أن يرانا أبي
***********
من قبلة تبرق في باب نصف مفتوح فز قلبي وفرَّ كعصفور يلتقط ماتبقى من خفقتها ليبني عشه بين اُمَيّن
**************
كل المصاب تستبدل أمي الحِرْزَة ذات السبع عيون بأخرى والباب بأخرى والباب يئن هي الآن معلقة على الباب أماً بسبع عيون
****************
أما آن لأبوابنا الملطخة بالدم والحناء والعويل وبكاء العوانس أن تطير بأثوابها مبرقة مرعدة ليرى العالم غيومه الجديدة
*************
الأبواب مفتوحة في حي الأسرى وموصدة في حي الشهداء ولا أبواب في حي المفقودين لأنهم يعيشون في زرائب من تنك ولا حي للقتلى بعد سقوط الصنم فهم لم يلفتوا انتباه احد من القادمين ما دام الأمر لا يتعلق بذويهم ولا يملكون الخِبرة الكافية لتسمية الشهداء بموسيقى السيارات المفخخة
*************
الأبواب شائكة فللداخل آلاف المسامير وللخارج حصته وان مات سلخاً ودَفراً وصبرا
*********** في الأزقة ونحن نتقافز كعصافير ضالة كنا نعرف أبوابنا من رائحة الخبز المعجون بطيبة أمهاتنا وألآن أنى لنا أن نعرف أبوابنا ؟ ورائحة الموت واحدة
***********
منذ خمسين سنة والسيد فرج لم يكن موجوداً بين الباب والكوسَر فمن قتل فرجاً ؟؟
*************
الأبواب الأبواب الأبواب لم لا تطرقونها وانتم تموتون خلفها !؟؟
*************** في الغبش الطري تتثاءَب الأبواب ألآفاً من الحمائم بيضاء ترفرف فوق وجه الصبية القانطين وتجمع شمل العائلة في وطن دِيَكَة قمر يصدح في السماء يطبع قبلته فوق رؤوس النجوم وهو يخبأها نجمة نجمة بين جناحيه فتعتريها هَزّة تلمس الأبواب نشوتها وهي تنفتح على نور تفايض في الحقول التي احترقت ثمارها ولم تجد سيدها عند الباب
|