العراق لا ينتج فجلا

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
20/03/2008 06:00 AM
GMT



«لو كان العراق ينتج فجلا هل نفكر بالوصول اليه؟، أكيد لا ، لكنه ينتج نفطا ولهذا تم احتلاله». هذا ما قاله حرفيا رجل أميركي من مركز دراسات في تقرير لفضائية «الجزيرة» قبل ايام. بكل موضوعية وعقلانية نضيف، من هو صاحب المصلحة العليا في بقاء الاوضاع مشتعلة في العراق؟، غير من يدعي انه دفع ويدفع نحو ستة تريليونات دولار هي كلفة حرب العراق بحسب دراسات وتقديرات الاقتصادي الأميركي العالمي جوزيف ستيغلتز الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد. وللضعاف في الرياضيات وامور المال فان التريليون الواحد، يعني ألف مليار دولار. بقاء الاوضاع مشتعلة في العراق لن يعطي المجال للقوى العقلانية ان تطالب بانهاء الاحتلال الاميركي للعراق، ولو عاد الهدوء واسترخى المواطن العراقي قليلا فإن المطالبات بتسليم البلد لأهله سوف تتصاعد. اذن أميركا صاحبة المصلحة الاولى في استمرار العنف في العراق، كما ان من يدعم «المقاومات» في العراق هو ايضا صاحب مصلحة فيما يجري. ايران ايضا لمصلحتها بقاء الاوضاع العراقية على حالها، وهي عندما تقبض على مقاليد الامور في العراق من خلال رجالاتها وحلفائها من مصلحتها ادامة دوامة العنف بحسب اجندتها الداخلية والخارجية وبحسب تماس اختلافها مع الاميركان في الموضوع النووي. واسرائيل «بيضة القبان» الاميركي في المنطقة من مصلحتها تأجيج الاوضاع في العراق وتبني تفسيرها «للخطر الايراني» الذي تدعي انه الاخطر على امنها. لنلاحظ ان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني بدأ الأحد الماضي، جولة إقليمية منح الرئيس بوش عنوان «السلام» كرسالة لها غير أن كل الدلائل والقرائن تشير إلى أن مواصلة الحرب على العراق وأفغانستان وضمان «سلام» إسرائيل بتبني تفسيرها « للخطر الإيراني» وتخفيض أسعار النفط هي الأهداف الحقيقية لجولة الرجل ذي المعدن المعجون بسائلي الدم والنفط اللذين تنبعث رائحتهما في حله وترحاله. في الثالث عشر من الشهر الحالي قال تحليل لمؤسسة «اوكسفورد انالاتيكا» ، التي تضم أكثر من ألف خبير من جامعة اوكسفورد البريطانية وجامعات ومعاهد أبحاث عالمية كبرى، إن الإدارة الأميركية في عهد بوش «تجد صعوبة متزايدة» في التأثير في أحداث الشرق الأوسط لكنها بدل أن تظهر «تغييرا في استراتيجيتها» فإنها تبعث تشيني من اجل «إسناد سلسلة من السياسات - والصراع العربي الإسرائيلي ليس اقلها – التي ينظر إليها دوليا بصورة متزايدة بأنها سياسات غير فعالة أو ذات نتائج عكسية» . وخلص تحليل «اوكسفورد انالاتيكا» إلى أن جولة تشيني «تستهدف كما يبدو وقف انزلاق مريع في الأوضاع الدبلوماسية والاستراتيجية (الأميركية) أكثر مما تستهدف تحريك العملية (أنابوليس) إلى الأمام، وان توقيت هذه الجولة بعد وقت قصير من جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إنما «يقترح بذل جهد عاجل للحد من الاضرار» ، دون أن يقول التحليل نصا إن جولة رايس كانت فاشلة. وهذا الفشل لسياسات إدارة بوش الخارجية في الشرق الأوسط ونتائجها «العكسية» التي اشار اليها خبراء «اوكسفورد انالاتيكا» في تحليلهم يجد تعبيراته لدى تشيني ورئيسه في فقدان مصداقيتهما داخل الولايات المتحدة نفسها ، حسب استطلاعات الرأي العام ، وفي حربيهما في العراق وأفغانستان اللتين تواجهان احتمالات فشل واقعية جدا بعد خمس وست سنوات على التوالي من شنهما.