موشّحاتُ الموت |
المقاله تحت باب نصوص شعرية قال الأطباءُ : انتبه.. على خدِّ الوطنْ ما بينَ طاغيةٍ ومحتلٍّ نُـقشّرُ موتَـنا اليوميّ ؛ ينـفتحُ الصباحُ على انفجارٍ ، تهربُ الأسماءُ من أجسادِها ، تتناثرُ الأشلاءُ والأيديْ ، وتنهمرُ الدماءُ من السماء.. فسامحيني إن نسيتُ شروقَ وجهكِ في القصيدةِ ، سامحيني إن تذكّرت ُالضحيّةَ والكفنْ. ****** لا تهربي أنا ليس قلبانِ يحتملانِ هذا العنف .. يا قمري لا تهربي .. من قلبكِ الحجري: إن المحبَّ يحبُ بدرا .. ******** الموت يمشي في المدينة ، يقطف الازهار والاطفال باقاتٍ يقدمها هدايا للبكاء ، يهزه فرح غريب حين يعلن عن دموع الانبياء ، يعود في كلتا يديه غنائم الهستيريا وغدُ الثكالى والذين يمارسون الحزن في أقصى الأنين.
******** جادك الموت إذا الموت همى يا عراقاً بين أيدي الحرسِ ضاقت الارض بأهلي مثلما يشتكي المخنوق ضيق النفسِ كلّما مدوا الأيادي للسما سقطت قنبلةٌ في المجلسِ !
******** الموت يمشي في المدينة ، يدخل المقهى ويشرب في هدوء شايه ، يتـنفس الجدران والكلمات ، يطفو فوق افكار الزبائن ، جالسا ساقا على ساق يتابع نشرة الاخبار ، يضحك من ضحاياه ، يراقب غمغمات الجالسين .. لا أصدقاء له سوى المتساقطين. ******** هل درى حامي الحمى أنّ الحمى* لم يـعـد يحميه حـامٍ أو وَلـي ؟! بلد أغــرقَهُ نـهرُ الـدمـا وارتـدى حجّاجُهُ وجـهَ عـلي ولصوصٌ ذبـحـوهُ عندمـا ذبـحوا بـابلَ باسـم المـوصلِ ! ******** الموت يمشي في المدينة ، يكنس الاشجار والتاريخ ، يبتزُّ التحية من صباح الناس ، يسخر من اشارات المرور ، يلاحق الفتيات ، يحترف التخلص من شرود الآس ، يدخل في الدكاكين الصغيرة ، يسرق الاشياء والبسمات ، يعبث بالمتاحف والتراث .. وحين ينغلق المساء ، يلوذ كالخفاش بالليل الحزين ... ******** لم يـكن حُـلْميَ إلاّ : ربّـما .. ربـما أشدو عــراقَ الحُـلمِ كان صوتي .. عندما كنتُ فما أينَ صوتي الآن .. بل أينَ فمي؟ ذلـك المـوتُ الذي مسّـهما مرَّ قربي ، مسَّ جلدي .. ودمي! ******** الموت يمشي فيّ ، يسرق من يديّ الموصلَ الحدباءَ ، أحلامي ، مصابيحَ الحقيقةِ ، أصدقائي ، أمنياتي ، قبلتي لحبيبتي خلف الشبابيكِ البريئةِ ، غرفتي قرب النجوم ، مكالماتي وهي تلهث .. تطمئن على المدينة ، نكهة الجغرافيا: باشطابيا ، سوقَ النبيْ ، الميدان ، قبر البنت ، باب الطوب*، جامعتي ، غدي ، شِعري على ضوء الشموع مع انطفاء الكهرباء ، الموتُ يسرق كل شيء من يديّ ، الموت يسرقني .. ويترك لي الجنون ... ! ******** كلٌّ يحنُّ لأهلهِ .. هيَ منهلكْ وأنت حـبُّك ما هلكْ! أخّرتني شوقاً إليكْ أهديتَ لي صورَ الهموم وأنت في عينِيْ .. ملَك! ******** أنا لا أسمّي كحلَ عينيكِ المساءْ
فالطائرات تمزق الأفق الجميلْ أنا لا أسمي لونَ خديكِ الزهور إنّ الشظايا مزّقتْ أفقي .. وأوراق التأمل والذهولْ ***** سأقول : أنت جميلة كالأمنيات شهيةٌ كالخبز ِوالأملِ وعجيبة كالذكريات .. لذيذةٌ كالحلم أو كبراءة القبلِ ******** ******** نصوصكم غبيةٌ .. زرع بلا حراثةْ تباً لكم يا شعراء الحرب والحداثة! ******
عَ البوري البوري .. هيه!* أنشرُ منشوري .. هيه! ما أغبى اللعبة .. هيه! مانشيتٌ سُبة .. هيه! بشرٌ كالنملة .. هيه! يُقتل بالجملة .. هيه! عـ … شرة عـ … شرون ثـ…لاثون …! ألمع اسمي ، أكنس قلقي ، أرتدي براءتي البيضاء ، أتلفع بالصلاة والحب ، سأستقبلك بكامل أناقتي .. أيها الموت !
******** انتهت المحاضرةْ مظاهرة! ******* ما بينَ طاغيةٍ ومحتلٍّ نُـقشّرُ موتَـنا اليوميّ ؛ ينْغلقُ المساءُ على انفجارٍ ، تصعدٌ الأسماءُ نحو الله ، ينكسر الوداعُ على الرحيل ، فعانقيني تحت نرجسة التأمل ،
قال الأطباء : انتبه.. ودعِ الكمدْ خذ ضمّةً ، قبل الجنونِ ، من الحبيبة .. على خدِّ البلدْ الشعبُ روحٌ ، والبلاد هي الجسدْ *موشح "جادك الغيث" للسان الدين الخطيب ، كما هو معروف ، معارضة لموشح ابن سهل الاندلسي:
هل درى ظبيُ الحمى أنْ قد حمى قلبَ صب حله في مكنسِ فهو في حـرٍّ وخـفق مـثلمـا لعبتْ ريحُ الصبا بالقبـسِ *باشطابيا ، سوق النبي ، الميدان ، قبر البنت ، باب الطوب مناطق وشواهد تراثية معروفة في مدينة الموصل. *"البُوري" بالدارجة العراقية تعني (الانبوب) أو (عمود الكهرباء) وهذا المقطع احالة الى أنشودة تراثية في مدينة الموصل حيث يشبك الاطفال الايدي ويشكلون حلقة وينشدون: ع البوري البوري .. هيه شدّة قدّوري .. هيه ما احلى ليلى .. هيه ع تّلعب جولة .. هيه عشرة .. عشرون .. ثلاثون ... الخ. |