في بيتنا عيد .. |
المقاله تحت باب نصوص شعرية كان ياما كان .. كان لا في قديم الزمان .. ولا في حاضر الأوان .. كان في بيتنا عيد.. يمشي على أرجل.. يطير بلا أجنحة.. كان يرتدي حلوى ( الملبس).. و( كليجة ) تمر ( خستاوي) .. ويتعطر بأغنيات شواطيء دجلة .. مخضب الضفائر بأوراق الحناء.. أفزعوا عيدنا .. اختبأ خلفنا .. ارتجف بهم توسل.. أيتموه وهو في عز صباه .. لم يرحموه .. قسموه .. موتا ..ومقابر هنا ..وهناك باعوه أنقاضا.. كما قطعوا أرحامنا .. وأنسابنا .. تحت جنح الصباح .. دون حياء.. ذاك ابن علي .. وهذا ابن عمر .. وذاك صليبيا مستباح .. وهذا عيد مابين الطوائف .. وهذا عيد لمن يريد .. أن يتبرأ من الأعياد .. استوردوا أعيادا .. من منشئ أوربي .. بماركة ( مؤجلة ) .. بطعم الشعارات .. برائحة الأحزاب.. بنكهة الأمنيات .. كان على أبواب العيد .. ينتظر آلاف الأطفال .. وسط راحاتهم نقود.. تحمل أشجار النخيل .. مليون طفل يتيم .. أهدوهم بنادق ورشاشات .. قالوا لهم بهذه .. انبشوا قبور آبائكم .. بها تحررون أرض الميعاد .. أزدواجية اللعبة .. هات ..خذ.. هات .. اقتل ..صفق..ارفض.. اختلف.. لا اتفاق.. بعد الآن .. ألبسونا ثياب غيرنا .. أهدونا حضارة الغرباء.. عيد آخر في أحضان الجمر.. عيد جاء وعيون الأرامل.. معلقة بحبل السماء.. في ساحة التحرير .. بقايا من عيد قديم .. خلف ملحمة ( جواد سليم ) .. أنوف ممرغة بالضياع .. أجساد مبعثرة .. خلف لوحة (الطيور) .. فائق حسن أطلقها من أسر السجان .. آه ياعيد .. آه ياوطن .. لملم أفراحنا .. ارم بها آخر الألم .. أوهمونا بعيد مستورد .. يرقص على صوت الإطلاقات .. فكان العيد ونحن .. غرباء في الوطن .. |