المقاله تحت باب في السياسة في
23/11/2007 06:00 AM GMT
عَـبـر تاريخ الاوطان والملل نرى ان للقوة والجاه الاثر الكبير على الانسان جسدا وروحا ، وأقوى الاثرين صلابة على الانسان هو الاثر الروحي .... لان الاثر الجسدي ياتي بالعُـنوة والاكـراه والرهبه وهو سريع الزوال ولانه لم ياتي برغبة وقـناعه ..... بيمنا الاثر الروحي على الانسان ياتي بالدراية والاختيار وله الديمومة والثبات...... وعليه فان علماء الدين الكرام قاطبة ولجميع الاديان السماويه وما دونها، أصحاب الكتب المقدسه وغيرها ..... هــم ملوك وسلاطين بل اُمـراء على ارواح الناس مستمدين هذه القوة والسلطه من وحي روحي رسالاتهم اعني اديانهم ومعتقداتهم ، لكونها حسـّاسه وسهلة الدخول الى النفس البشريه ، وهكذا يعـلم الجميع ان هناك الاجيال الكثيره والكثيره جدا التي تخرج الى الحياة تخضع بالفطره للعلماء الروحانيين الذين سروا عليهم اباءهم واجدادهم فيسيرون خلفهم ومن دون اختيار .ا وعلى كل هذا وذاك يأتي دور رجال الدين الافاضل الفعال والمؤثر في المجتمعات .... فبيدهم الاثنين رُقيّ و أنفلات المجتمع .... هم اصحاب القرار لمعظم الشعوب ، وسلطانهم لايقل شأنا عن سلطة الحكام والانظمه بل يفوق عليهم في غالب الاحـيان، وخطورة مساسهم لروح الانسان اقوى من المساس البدني عليهم .ا نـقـول لقد انحـصـرت صراعات رجال دين العراق خاصة ورجال دين العالم اجمع على فئتين ... الاولى :- السير وراء أنظمة السلطات ومناصرتهم لدوافعهم الشخصيه .. لمعرفتهم الوافيه بانهم ملوك على ارواح الناس حيث الدعم المادي والمعنوي من قبل الحكومه . أما الثانيه والقليله هي فئة السير الواعي والمسؤول وراء الشريعه السماويه والبعيده عن السياسات والحكومات والانظمه . فاؤلئك الذين حشروا اشخاصهم مع السلطات هم سبب بلاء و انفلات المجتمع وسبب كل النعرات القوميه منها والطائفيه وهم مسببي ويلات الشعـوب بكل البلدان، وهكذا الحال بالنسبة للعلماء المتقوقعين في شراك الاحزاب والتجمعات فصار توجههم واهتمامهم للحزب والتجمع وليس للوطن بعيدين عن امور الناس ومتطلباتهم ....ا فهذه المأساة ظاهره في كل الاديان ومعتقدات البشر.... وماعلى الانسان الواعي إلاّ السير وراء العلماء المفكرين لا المتهورين، التقاة النجباء داعية الخير المعاصرون لشؤون مجتمعاتهم حتى يَرسوا الى ساحل الامـان والخير والعدل. أما في شأننا العراقي الألـيم ... فتأتي مسوؤلية الناس وحدهم في اختيار رجل الدين المناسب الواعي داعية الخير الى الانتماء الوطني البعيد عن كل النعرات الطائفيه او العرقيه والذي نفتقده هذه الايام في عراق الخير . إن أيّة عملية هدم في حياة الانسان سهلة وسريعه بينما عملية البناء هي الاشقى والاصعب وتستغرق شهورا بل سنينا طِوال ، خاصة اذا جاء البناء للمجتمع المتعدد الحضارات والقوميات والاديان كبلا د وادي الرافدين ..... الذي جرى ويحدث الان في عراق الخير هو عملية هدم لوعي ومبادئ المجتمع الذي تربى عليها منذ دهور وجره الى عصور الجاهلية المتمثلة حاليا بنظام طالبان سابقا في افغانستان .... فبدأ الارهابيون بتاسيس دولتهم الطالبانيه في العراق والتي أسموها بما شاءت ألسنتهم وباشروا كدولة في الظل بواجباتهم الاوليه ابتداءا بالقتل المتعمد للناس المدنين وتدمير دورالله (جل وعلا) وباقي افعالهم الارهابيه والوحشيه التي لم يفكر ايّ انسان على وجه الارض انه يمكن ان ياتي زمان علينا ونرى ونسمع هذه الجرائم والمجازر ...... فماذا لو وصلوا الى السلطه لاقدر الله وماذا ستكون منجزاتهم ؟!! أمـــا الان فان رجال ومفكري العراق الخيرون من سياسيين او وجهاء المجتمع امام مهمة صعبة ومعقدة الا وهي مهمة بـنـاء المجتمع العراقي المتنوع من جديد ، بل من الصفر...... فنحن امام سنين مديدة لبناء المجتمع العراقي المطعون من كل جانب ، وهذه العمليه تحتاج لقيادات سياسيه ورجال دين واعون يفظلون حب الوطن على حب المذهب والمعتقد او الدين او العرق .
|