قل يا ايها الكذابون ، لا أقرأ ما تكتبون

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
03/11/2007 06:00 AM
GMT



ربما كانت تلك واحدة من مشكلات الثقافة العراقية الآن وهي تتقلب بين زمنين لا ثالث لهما سوى اوسطهما القرقوز النهّاز الرجراج المائل مع الريح حيث مالت ومن هذا كثرة ومن الاول مثلها او ازيد ومن الثاني مثل حظ الاولين او انقص بالضرورة .

سقطت بغداد وديست ببساطيل رعاع الارض وحثالتها وشواذها وحراميتها فتبين الحرف الاسود من الحرف الابيض وسطعت الصورة وشعت الفضيحة فكان يا ما كان ان دجج الولد الشاطر حسان بدولارات الامريكان فأستوى على عرش الدكان وكتب ما لم يكن في الحسبان وفاز بنخب العواهر والغلمان حتى انفناء الزمان .

قلت له بحق صحبة عشرين سنة واخير دندنة ان قل كلمتك واحزم امرك وانصر ربعك فما هي دنيانا الا الى زوال وما يخلّدك غير مقال وارض بها حتى لو خرجت منها بزوج نعال . قال اخرج من داري يا وجه البومة فلقد شافتك الناس يوم الحومة ، اخنع من جرذ الدومة . قلت سأصيرها فضيحة ولتزعل سميحة ، فما اعاقتنا شحة شحيحة ولا اخزتنا قولة صحيحة ولا اغرتنا مائدة نطيحة . قال ربي استعيذ بك من شر هذي الحثالة وظلم ابناء الزبالة وحمق نذل سليل نذالة . قال وقلت وصام فصمت وعاد فعدت ورحنا ننطمر بين سجّاع ومسجوع ، يجلدنا الرافع والمرفوع ، والسر في ذمة هذا الجربوع . انفطر القلب المجروح ولابت لائبة الروح فأستعنت بالهوامش وبالمتون وبالشروح . اعددت العدة وتزودت لغزوة طويلة المدة ، اولها شدة وخواتيمها جنة ليست بها ردة .

هو اسمه الشاطر حسان واسمي منحوت من لوح البيان . قلت من تكن يا حيوان وقد عرفتك الرعية خصيا بين الخصيان وامك نورهان وفرجها مهبط حيامن القوم ، اراذلهم والولدان . ليس عليك من حرج ورويك يجمّل الهمج ، والسمسرة عندك الفرج .

قال ما بالك وقد زنى البغل بخالك وهذا مما رواه عبد الله ابن فاتك عن ابي داوود الحائك .

استغفر الله العلي العظيم ، فلم اك مما جاء به هذا الرجيم انما اردناها مخزاة ومخراة لكل كذاب سقيم ، فطارت عليكم شظاياها ، واحزنتكم سجاياها ، وقيحت افئدتكم خفاياها ، ووسخت مدامعكم سباياها ، وكنت كما انتم اتوجع ، وعند شميم البيان اتسكع ، وصحبتي الجاحظ والنفري وابن المقفع . الله الله على فلس الحلال . الله الله على ماء الزلال . البطن الخاوية اعظم من البطن الحاوية ، فنقطة الخاء رواية وقبة الحاء وشاية والعالم من جاء بآية ، تنزرع فوق قبره كراية . اشهد يا رب على خلقك الكاتبين ، الادباء والمثقفين والفنانين ، القوادين منهم والصديقين ، آمين واخيرها مغفرة ورحمة وراحة للناس اجمعين .

اسباب نزول وانولاد النص :

تلك مدونة وضوحها شديد ، كنت كتبتها بعد فروغي من قراءة مكتوب صاحب عتيق قال :

يحزنني يا علي ان ارى اليك وقد اتلفت روحك واضعت العائلة والعيال ، وكان بمقدورك ان تأكل وتكرع وتوصوص وتكتب في عام المحنة والمصاب ، لأن دورة التاريخ لن تتبدل واضحيات التحول لن تتغير وما وقع على بغداد قد وقع . استرح يا صاحبي واسترخ والو ما استطعت من عنق الكلام . الخلطة اعظم من ابجديتنا البائسة وبوصلتنا التائهة ، والمنتهيات قد تحققت بفعل المفتتحات . ازرع عينيك بوجه " نؤاس " الحلو واستحضر ساعة موتك وها انت ترى كم زرعنا من القبور على ارض الشتات والوحشة ، حتى صارت البلاد ، جغرافيا ومعنى ، مقترح جثة في حقيبة جوّابة . العبها يا علي يا صاحبي وعش لذائذها وطيباتها ولا تك من فصيلة المغفلين ، ضحية مجانية وغبية . لو كنت مكانتك ، لعشت !!