:
المقاله تحت باب مقالات و حوارات في
23/11/2010 06:00 AM GMT
الكلمـة
كانت السماء شاسعة ، بيضاء وصافية وخالية ، ولم يكن هناك نجوم ولا قمر ، لا شيء غير الريح وشجرة تنتصب في الفضاء. وكانت تلك الشجرة تنغذى من الغلاف الجوي ومن النمل الذي يعيش عليها . اما الريح ونمل الشجرة والغلاف الجوي فكانت جميعها تدار بقوة (الكلمة) . ولكن الكلمة لم تكن شيئاً يُرى .. وإنما هي كانت قوة تمكن شيئاً من خلق شيء آخر. وذات يوم انزعجت الريح من الشجرة ، لكونها تعترض طريقها ، فهبت عليها بكل ما تمتلكه من قوة إلى أن اقتلعت غصناً من مكانه ، وطار ذلك الغصن الذي كان يحمل النمل الأبيض ..طار في الهواء لوهلة ثم غادر التيار الهوائي وسقط على الأرض . وأحس النمل الذي كان يقتات على ورق الشجرة بأنه قد أصبح بدون طعام تقريباً ، لذلك فقد قرر أن يأكل كل الأوراق الموجودة في الغصن مرة واحدة . وفعلاً أكل النمل كل الأوراق الصغيرة ، ولم يترك سوى ورقة كبيرة واحدة للتغوط عليها . ولقد ظلّ براز النمل يتراكم ويتراكم على الورقة الكبيرة حتى كوّن تلة كبيرة . وعندما أصبح النمل بدون طعام تماماً بدأ يتغذى على ذلك البراز والذي كان كلما مضغه النمل زاد حجمه وتضاعف ، إلى أن أصبح جبلاً هائلاً . وكبر ذلك الجبل وكبر حتى بلغ شجرة الأصل . اتكأ الجبل على الشجرة وأصبح في متناول النمل أوراق كثيرة يأكلها ، ولكنه كان قد اعتاد على النمط القديم لحياته إلى الحد الذي تعذر معه تغيير ذلك النمط . لذلك فقد استمر النمل في مضغ برازه إلى ان خلق شيئاً ضخماً جداً اسمه الأرض . ولأن الريح كانت تلسع العالم بالبرد فقد تحوّل جزء كبير من ذلك البراز حجارة ( حقاً إن خلق العالم بوسطة النمل قد تحقق خلال مراحل بطيئة واستغرق وقتاً طويلاً) ولقد مات خلال ذلك الكثيرمن النمل بقي كثير منه أيضاً على قيد الحياة . وذلك الذي بقي على قيد الحياة استمر في عمله إلى أن خط الجبال والوديان على الأرض . وذات يوم بعثت ( الكلمة ) ريحاً هوجاء أدت إلى تكوّن جليد أبيض على الأرض . تبعتها ريح دافئة أذابت الجليد وأحالته إلى ماء . وظلت الأرض هكذا مقيمة فوق قمة شجرة . وذات يوم لمس أحد الجبال جذور الشجرة واخترقت الجذور الأرض ، وسرعان ما نبتت الغصون والحشائش بحيث اصبح للعالم ، إضافة إلى الماء ، العشب والأشجار . وفي يوم من الأيام قدّم الغلاف الجوي مخلوقات تتحرك في الهواء : تتكلم وتصرخ وتبكي . ولقد استقرت تلك المخلوقات على الأرض وخلق كل منها صوته الخاص : طيور ، وحيوانات ، وبشر .. لكلٍّ صيحته الخاصة . ولأن الطعام شحيح فقد أرادت الحيوانات أن تأكل شجرة الأصل . وعندما منعها الإنسان من فعل ذلك ثارت الحيوانات وتمردت ، الأمر الذي جعل الإنسان يدعوها إلى الوادي ويشن عليها الحرب . وبدأ الطرفان يتراشقان العصي والحجارة . وكانت حرباً طاحنة عصفت فيها الريح بقوة وزمجرت المياه ومات الكثيرون قبل انتهاء الحرب . واُقتيد بعض الحيوانات أسرى لدى الرجال بينما هرب البعض الآخر إلى الغابة . ولكن الحيوانات التي هربت إلى الغابة بدأت بمهاجمة البشر وافتراسهم . وبذلك حلّ الشر في العالم : الجريمة وأكل البعض للبعض الآخر . واستمر الوضع على هذه الحال لفترة من الزمن حتى إذا ما وجد الرجال أن عددهم بدأ يتناقص بحدة شنوا حرباً أخرى على الحيوانات ، حرباً لم يحدث مثيل لها في العالم مرة أخرى ، إذ بدأت الأرض بالاهتزاز حتى أن أجزاء منها قد تكسرت وانخلعت عن مواضعها . وبعض تلك القطع التي سابت قد توهجت بفعل الحرارة وتناثرت في الهواء . وتلك القطع هي التي كوّنت الشمس والقمر والنجوم . ولقد سطعت الشمس اكثر الجميع لأنها كانت مصحوبة بالنار في الوقت الذي تناثرت فيه القطع التي كوّنت القمر والنجوم بدون نيران .. لكنها بعد ذلك أخذت تشع أيضاً من خلال ضوء الشمس ، ذلك أنها لم تكن سوى أقراص شفافة ورقيقة ، ولأن أشعة الشمس كانت تمر من خلالها . وعندما انتهت الحرب كانت الكثيرمن الاشياء قد اتخذت لها وجوداً ومازالت موجودة لحد الآن : الأرباب ، والمطر ، والرعد ، والبرق . وفي زمن الحرب اعتاد الرجال أن يصلوا للريح والشجار وأشياء أخرى من أجل طلب المساعدة . وفي تلك الأيام كان للبشر أرباب أكثر مما هو معروف في يومنا هذا . وإضافة للريح والأشجار فقد صلى الناس للرعد أيضاً . وعندما انتهت الحرب وُلد خروف بذيل طويل وقرن طويل مدبب .. وكان فرحاً جداً بانتهاء الحرب فرحاً جعله يصاب بالجنون . وبدأ ذلك الخروف يقفز ويلعب حتى قذف نفسه في الهواء . ولقد عام ذلك الخروف طويلاً في الفضاء فمسته النار التي في الغلاف الجوي . ومذ ذلك الوقت والرعد والبرق يحدثان عندما يهطل المطر بغزارة . ويقال إن ذلك الخروف قد قتل ( الكلمة ) أخيراً ليصبح إلهاً للعالم بدلاً عنها . ولقد هيمن ذلك الخروف على كل شيء : الأرض ، والقمر ، والنجوم ، والأشمس ، والمطر ، والبرق ، والرعد . ومن وقت لآخر فإنه يهبط إلى الأرض لمحاربة بعض الأشجار الضخمة التي لم تلتهمها نيران الحرب . وهذه الأشجار هي : ماخالاتي ، وبومبوكينزا ، ولانجزي ، وأعداؤه الرئيسيون من الخراف . وذات مرة ضرب البرق شجرة لانجزي وأراد تدميرها ، ولكن الخروف عندما أحنى رأسه لاجتثاث الشجرة أفلتها من يده وأصبح وضعه بالمقلوب . وكانت الشجرة سريعة المبادرة، فاقتطعت ذيل الخروف . ومنذ ذلك الحين لم يحاول الخروف قتل شجرة لانجزي قط ، وبدلاً من ذلك عمد إلى تدمير كل الأشجار والبيوت التي تعود إلى أُناس لايعبدون تلك الشجرة . فلقد كان هناك في تلك الأيام أرباب من الأشجار . وذات يوم استطاع رجل يعبد أحدى تلك الأشجار – الآلهة أن يخترع دواءً له المقدرة على جذب الأشياء البعيدة وإجبارها على الاقتراب . ولقد نظر ذلك الرجل إلى شجرتي لانجزي القويتين والكاملتي النمو ووضع الدواء عليهما . وبينما كان الخروف ينزل المطر ويجول في السماء برعده وبرقه اقترب من تلك الشجرتين ، فإذا بالدواء يجذبه ويسحبه إليهما . وأدى ذلك إلى نشوب نيران غضبه فاهتاج وحاول أن ينتزع نفسه منهما ، ولكنه كان ملتصقاً بهما .. رأسه ناتئ على أحدهما ، وجسده على الأخرى . وليومين ظل الخروف على هذا الوضع بينما كان نثيث المطر ينزل من السماء . وبعد صراع من اللانجزي دام يومين حررنفسه . ومنذ ذلك الحين أصبح من المتعذر على البرق في ابينان ويوكنجا ويوبانكوا – حيث حدث ذلك – أن يحطم شجرة لانجزي بعد ذلك أبداً . ولم يكن للبشر الأوائل أرباب يعبدونها ، ولكنهم اكتشفقوا ذلك ومارسوه بعد الحروب العظيمة . وكثيرة هي الأرباب التي فرضت العقوبات على البشر . وأحد ذلك الأرباب ( وكان شجرة ) رأى الكثير من الرجال يأتون إليه لسؤاله عن زمان انتهاء الحرب وعن وجوب انهائه لهم . ولقد قال لهم الرب : - سأعاقبكم ، حتى تتذكروا بأن لاتطلبوا المساعدة من العناصر . بعد ذلك سأل الرب الرجال الذين جاؤوا يطلبون المساعدة عما إذا كانوا يوافقون على إنزال العقوبة بهم . فقال : - أنتم البشر الذين احتفظتم بالخروف . وأنتم الذين صنعتم الحرب فقدتموه إلى الجنون فطار على الهواء وقتل ( الكلمة ) والذي منها انبعثت كل الأشياء التي تزيّن العالم . حسناً أنا الأخ الأصغر للكلمة ، وإني أخبركم – لقد كنتم عظاماً ولكني سأقزّمكم بسبب كل الأشياء التي فعلتموها . وستستمرون في التضاؤل حتى يصبح طول الواحد منكم اقل من نصف طوله الحالي ، وفي النهاية ستلتهم عالمكم النار . wapangwa story - من تنزانيا
( 8 ) أصل الشلل
أ ) خلق الأرض: في البدء كان الماء يغمر كل شيء . ولقد بعث الودومير ، الإله الأعظم ، أوبوتالا ( أو أوريشانلا ) من السماء إلى الأرض لكي يخلق الأرض اليابسة .. ولقد هبط أوبوتالا بواسطة سلسلة معلقة في السماء وهو يحمل معه صدفة حلزون مملوءة بالتراب وقطع من الحديد وديك. وعندما وصل وضع الحديد على الماء فنثر التراب فوقه ثم وضع الديك في القمة . بدأ الديك ينبش التراب بأضافره فانتشرت الأرض واتسعت طولاً وعرضاً . وبعدما خلقت الأرض هبط بقية الأوريشا (الآلهة ) من السماء لكي يعيشوا في الأرض مع أوتبالا . *** ب ) خلق الإنسان: صنع أوتبالا الإنسان من الأرض . فبعد أن صاغ الرجال والنساء أعطاهم إلى (أولوديومير) لكي ينفخ فيهم روح الحياة . وذات يوم شرب اوتبالا نبيذ النخل .. ثم راح بعدها يخلق الأحدب والأعرج والأبهق والأعمى . ومنذ ذلك اليوم فصاعداً أصبح ذوو الحدب والمصابون بالبهق والعرجان والعميان وجميع ذوي العاهات مقدسين لأوبتالا ، وإن حرم عليهم شرب نبيذ النخل . وأوتبالا لايزال هو الإله الذي يعطي للجنين وهو في رحم الأم شكله. *** ج ) أوتبالا يحطمه خادمه: في البدء لم يكن هناك سوى أوريشا (إله) واحد هو أوتبالا ، وقد كان لأوتبالا خادم يحبه كثيراً ويخدمه بكل إخلاص . وذات يوم سأل الخادم أوتبالا بأن يعطيه مزرعة ، فأعطاه أوتبالا قطعة أرض ، ولقد أنشأ الخادم عليها مزرعة وابتنى لنفسه كوخاً عند قدم تلة . وكان أوتبالا غالباً ما يجيء للاستراحة في كوخ الخادم . ولكن نفس الخادم سولت له الشر فراح يخطط لتحطيم أوتبالا . وذات يوم رأى الخادم أوتبالا وهو قادم من بعيد بردائه الأبيض فاختبأ وراء التلة ، وعندما اقترب أوتبالا قذفه الخادم بصخرة كبيرة حطمته إلى مئات القطع . وعندما انتشر خبر تلك الكارثة ، ذهب اوريميلا ، إله الوحي ، لجمع أقصى ما يمكن جمعه من القطع . وعندما جمع أكثر من نصف القطع أودعها في ثمرة قرع مقدس وأسماها ( نلا-أوريشا) أو اوريشا العظيم ، ومنذ ذلك الحين أصبح هناك مئات الأوريشا ( الآلهة ) الصغار في العالم . ***
د ) أوتبالا يفقد عينيه: ذات يوم ذهب أوتبالا ليستحم في النهر ، فاستخرج عينيه ومحجريهما ووضعهما على ضفة النهر . ويينما هو يستحم جاء إيشو ، الإله الخصم ، وأخذ عيني أوتبالا ومحجريهما ومضى . وعندما خرج أوتبالا من النهر واكتشف الأمر أصبح في يأس شديد وجزع لأنه لن يستطيع أن يواصل مهمته في خلق البشر . جاءت الإلهة ( أوشن ) ووعدت بمساعدته .. وبسحرها وجمالها استطاعت سحر ( إيشو ) وحمله على أن يعطيها عيون أوتبالا ، ثم ذهبت إلى أوتبالا وقالت : - سأعطيك عينيك إذا علمتني سر الميرنديلوكن – تلك هي الطريقة المقدسة للآلوهية بستة عشر كاوري _ ولم ترق الفكرة لأوتبالا ، ولكنه في النهاية أذعن لأمرها .
***
هـ ) أوتبالا وصديقه شانكو: قرر أوتبالا ذات يوم أن يزور صديقه شانكو .. وشاور الوحي في ذلك الأمر ، ولكن الشارة جاءت في غير صالحه ، فقد حذره البابالو ( أو راهب الوحي ) من الذهاب ، وإلا فإن كارثة ستلحق به ، أو سيكون الموت محيقاً به . ومع ذلك فقد أصر أوتبالا على الذهاب ، فاقترح بابالو قرباناً يجنبه الموت ( من دون أن يجنبه الألم والمعاناة ) ونصحه بأن لا يعترض أوينتقم .. وبهذه الطريقة فقط يستطيع النجاة في رحلته . بدأ أوتبالا رحلته ، وقبل أن يقطع مسافة طويلة التقى أيشو جالساً على جانب الطريق ، وفي يده قدر مملوءة بالزيت ، ولقد طلب منه أيشو أن يساعده في وضع تلك القدر على رأسه . وبعد أن فعل أوتبالا ذلك ، سكب إشو الزيت فوقه ، ولكن أوتبالا لم يتذمر ، بل ذهب إلى النهر واغتسل . كرر إيشو خدعته ثلاث مرات ، وأوبتالا لا يعترض أو يتذمر . وعندما اقترب من مملكة شانكو رأى أوتبالا حصاناً هارباً ، فامسك به .. وكان ذلك الحصان يعود لصديقه شانكو، فلما ظهر خدم شانكو الذي كانوا يبحثون عن الحصان ظنوه لصاً واقتادوه إلى السجن . ولسبع سنوات لازم الشؤم مملكة شانكو ، إذ أجدبت المحاصيل وأجهضت النساء . ولما شاور شانكو الوحي قال له بابالو ( راهب الوحي ) : - رجل عجوز يمكث في السجن وهو بريء . فأجرى شانكو تحقيقاً في الموضوع واكتشف بان ذلك الرجل العجوز لم يكن إلا صديقه أوتبالا ، فأفرج عنه شانكو في الحال وأعطاه رداءً أبيض وهدايا كثيرة وأولم له الولائم . Yoruba Stories - من نايجريا
( 9 ) لماذا السماء بعيدة؟
في البدء كانت السماء قريبة جداً من الأرض . وفي تلك الأيام لم تكن بالانسان حاجة لأن يحرث الأرض .. إذ أنه كان متى ما جاع يقطع ، وببساطة ، قطعة من السماء ويلتهمها . ولكن السماء غضبت لأن البشر كانوا يطمعون بها فيقطعون منها أكثر مما يستطيعون أكله فعلاً ويرمون البقية إلى أكوام النفايات . ولأن السماء لم تكن ترغب بأن تنفى إلى أكوام الفضلات ، فقد حذرت الإنسان من مغبة فعله وهددته بأنها ستبتعد عنه إن لم يتعقل ويرشد . خاف الإنسان من تحذير السماء وامتنع من طمعه لفترة من الزمن ، ولكن إمرأة شرهة اقتطعت ذات يوم قطعة كبيرة جداً من السماء ثم أكلت منها ما استطاعت أكله من دون أن تستطيع إتمام القطعة بأكلها ، فنادت على أهل القرية من أجل مساعدتها ، ولكنهم هم أيضاً لم يستطيعوا اتمام اكل القطعة مما حدا بهم في انهاية إلى رمي الفضلة الباقية في كوم النفايات . غضبت السماء غضباً شديداً ورفعت نفسها عالياً في الفضاء ، وأبعد بكثير مما يمكن أن يمكن أن يكون بمتناول يد البشر . ومنذ ذلك الحين توجب على الإنسان أن يكد ويكدح من اجل لقمة عيشه . Bini Story - من نايجيريا
( 10 ) الصباح والمساء
كان الصباح والمساء أخوين . ولكن أباهما الرب ماهو لم يكن يعدل في معاملتهما ، إذ كان يعطي ابنه البكر – الصباح- ثروات كثيرة وخدماً وأشياء عديدية لاتحصى ، بينما لم يحصل أخوه الأصغر – المساء - إلا على قرعة يابسة مع نوعين من الخرز (نانا وآزامون ) هما الشيئان الوحيدان اللذان لم يوهبا للصباح . وذات يوم مرض الصباح واشتد عليه المرض وقال الطبيب إنه يحتاج من أجل معالجته إلى خرزتي نانا وآزامون . خرج أتباع الصباح للبحث عن الخرز ولم يكن يملكهما احد سوى المساء . سألهم المساء : - كم من المال تعطوني مقابل هاتين اللؤلؤتين ؟ قالوا: - مئة كاوري( ) لكل خرزة . أعطاهم المساء الخرزتين وشفى الصباح من مرضه . وعندما أصبح المساء لوحده فكر وتمنى لو يمرض الصباح مرات أخرى عديدة لكي يتمكن من الحصول على المزيد من قطع الكاوري ، ثم تذكر أمراً ما وهو أن الصباح عندما يقترب من اوراق القرع فإن تلك الأوراق تلتف على نفسها وتنغلق . لذلك فقد هيّأ اوراق قرع مفتوحة تماماً لتسقط تحت قدمي الصباح . وبذلك أوقع الصباح في المرض مرة أخرى . وهكذا جعل المساء أخاه الصباح يمرض المرة تلو المرة ووقتما يشاء هو . وبالتدريح استطاع المساء أن يستحوذ على كل ملكية أخيه من الكاوري . وبدأ أتباع الصباح بالابتعاد عنه والالتفاف حول المساء ونعتوه ملكاً عليهم وأعطوه اثنتي عشرة صفحة لكي يصاحبوه ويغنوا له : الملك سيدع أتباعه ينتظرون في الشمس وإلا سيتمرد الأتباع المساء هو وقت مجلس الملك المساء ملكنا . Fon Story - داهوم
( 11 ) أصل السمك
في البدء أشرق( ) الشمس في السماء يحيط به أطفال له . وبزغت القمر في المساء محاطة بأطفالها هي الأخرى ، ولكن الحرارة كانت من الشدة أثناء النهار بحيث لم يتمكن الرجال من مغادرة أكواخهم ، وأصبح من المستحيل عليهم ، تبعاً لذلك ، الحصول على الطعام . لذلك فقد شعروا بالسخط على تلك الحياة . ولقد فكرت القمر بهذه المسألة وذهبت إلى الشمس كي تراه حول ذلك الموضوع . قالت له : - إن أطفالنا يسببون لنا المشاكل ، والرجال يتذمرون منهم . دع لك واحد منا يجمع أطفاله في كيس ويرميه في النهر . ثم ذهبت القمر بعد ذلك وجمعت كمية من الحصى الأبيض ووضعته في كيس جاعلة الشمس يظن أنه مملوء باطفالها ، مما دعا الشمس إلى جمع أطفاله هو الآخر بكيس وتبع القمر إلى النهر حيث رمى كل منهما بكيسه إلى الماء . ولكن ، وعندما أقبل المساء ، لاحظ الشمس بأن القمر كانت محاطة بأطفالها مما جعله يقول بغضب : - لقد خدعتني ! وغداً سأخرج أطفالي من الماء ! وفعلاً راح الشمس لإخراج أطفاله من الماء في اليوم التالي ..ولكنه ما أن أخرج أحددهم حتى مات بين يديه . ومات طفل آخر واثنان وثلاثة ... وكان بمقدور الشمس رؤيتهم وهم مشرقون ، ولكن من دون ان يتمكنوا هم من رؤية والدهم مرة أخرى . لذلك فقد ترك الشمس بقية أولاده في الماء خوفاً من أن يقتلهم جميعاً إذا ما أخرجهم منه .
ومنذ ذلك الحين كره الشمسُ القمرَ وظل يطاردها كل يوم ، دون أن يوفق في الإمساك بها إلاّ في بعض الأحيان . Fon Story - من داهومي
( 12 ) العلجوم أو ضفدع الطين
عندما حل الموت لأول مرة في العالم ، أرسل البشر رسولاً إلى شيكو يسالونه فيما إذا كان الأموات يستطيعون الرجوع إلى الحياة والعودة إلى منازلهم أم لا ؟ فقد اختار البشر الكلب رسولاً لهم . ولكن الكلب توانى وتسكع في الطريق ولم يذهب مباشرة إلى شيكو .. وكان العلجوم قد استرق السمع وعرف بامر الرسالة ، ولأنه كان يريد إنزال العقاب بالجنس البشري فقد سبق الكلب ووصل إلى شيكو قبله وأخبره بانه قد أرسل من قبل البشر ليبلغه رغبتهم في عدم العودة إلىالعالم بعد الموت على الإطلاق . قال له شيكو بأنه يحترم رغبتهم تلك وسينفذها ، وعندما وصل الكلب لاحقاً ومعه الرسالة الأصلية رفض شيكو تعديل قراره .. لذلك ، وبالرغم من الاحتمال القائم حول بعث الإنسان فإنه لمن المتعذر عليه العودة بنفس الجسد والشخصية . Ibo Story - من نايجيريا
( 13 ) الحرباء والسحلية
عندما حل الموت في العالم لأول مرة أرسل الإنسان الحرباء تتحرى السبب ، فأخبر الرب الحرباء بأن تبلغ الإنسان أنه إذا رمى عصيدة مشوية على جثة فإنها تعود إلى الحياة . ولكن الحرباء تباطأت في طريق العودة ، وكان الموت قد أخذ يتفشى بين البشر ، لذلك فقد أرسلوا رسولاً آخر هو السحلية . وصلت السحلية إلى مقام الرب بعد الحرباء ، ولقد أغضب الرب وصول رسول ثان فأخبره بأن على الإنسان أن يحفر حفرة كبيرة في الأرض ليدفن فيها الميت . وفي طريق العودة سبقت السحلية الحرباء وأوصلت رسالتها أولاً ، وعندما وصلت الحرباء كان الأموات قد دُفنوا وانتهى الأمر . لذلك ، وجزاءً للإنسان على قلة صبره فلقد تعذر عليه أن يولد مرة ثانية . Margi Story - من أفريقيا الوسطى
( 14 ) السلاحف والبشر والحجرة
خلق الرب السلاحف والبشر والحجارة . ومن كل نوع خلق الذكر والأنثى ، وأعطى الحياة للسلاحف والبشر بينما حرم منها الحجر. ولم يكن أي نوع من تلك الأنواع قادراً على إنجاب الأطفال ولكنهم بدلاً من ذلك كانوا لا يموتون بعد أن يكبروا ، ولكنهم يعودون إلى شبابهم من جديد . وقد تمنى السلحف لو أن لديه أطفالاً ، فذهب إلى الرب من أجل تلك الأمنية ، ولكن الرب قال له : - لقد أعطيتك الحياة ، ولكني لم أعطك السماح لإنجاب الأطفال . لكن السلحف عاود زيارته للرب وكرر طلبه .. حتى قال له الرب أخيراً : - أنت تأتي دائماً وتسألني عن الأطفال .. ألا تدرك أن الأحياء إذا ما أنجبوا وتكاثروا ، توجب عليهم الموت بعد ذلك . قال السلحف : - دعني أرى أولادي ولأمت بعد ذلك . فحقق الرب له رغبته . وعندما رأى الإنسان ما تحقق للسلحف ، أراد هو الآخر الأطفال لنفسه . ووجه الرب نفس التحذير الذي وجهه للسلحف . وهو وجوب موته إذا ما تحقق له طلبه . ولكن الإنسان قال : - دعني أرى أولادي ولأمت بعد ذلك . وهذه هي الطريقة التي جاء بها الموت والأطفال إلى العالم . والحجارة وحدها هي التي لم تتمنَّ الذرية ، لذلك فإنها لن تموت أبداً . Nupe Story - من نايجيريا
( 15 ) عقوق الإنسان
عندما خلق ( آباسي ) البشر خشي أن يصبحوا أنداداً له ، لذلك فقد حرّم عليهم سكن الأرض . ولكن زوجته ( آتاي ) قالت إن هذا لا يمكن أن يحدث ، وإن مخاوفه لا داعي لها . لذلك فقد سمح للبشر بأن يستقروا على الأرض ولكنه حرم عليهم تدبير شؤون طعامهم ، وجعلهم يأكلون معه في السماء . وعندما يقرع الجرس فإن في ذلك دعوة لهم للمجيء وتناول طعامهم . كما حرّم عليهم التزاوج وإنجاب الأطفال ، لأن ذلك سيجعلهم ينسون الرب . أطاع الرجل أوامر الرب ، ولكن المرأة بدأت تحرث الأرض وتنتج طعامها الخاص . وسرعان ما وجد الرجل طعامها أحلى وأطيب من طعام السماء ، ونسي الرجل ربه ، وأخذ يحرث الأرض مع المرأة وعاشا سوية كزوج وزوجة . وذات يوم سأل ( آباسي ) عن المراة فأجابه الرجل بأنها مريضة ، ولكننه في الواقع كان قد أخفاها بعيداً لأنها كانت حاملاً . ولقد أنجبت المرأة ولداً ومن بعده بنتاً . ولكن (آباسي ) كان عالماً بما جرى وقد قال لزوجته ( آتاري ) بأن مخاوفه كانت صحيحة ، فلقد نسيه الأنسان . لكن ( آتاي ) قالت : - ولكنهم لن يكونوا أنداداً قط . وأرسلت الموت إلى الأرض ، فقتل الرجل والمرأة وأورث الخلافات والتنازع بين أطفالهم. Efik Story - من نايجريا
( 16 ) نبتة الحياة
شيدا ماتوندا هو الذي خلق كل الأشياء ، وبعد أن خلق الأرض والماء والنبات والحيوان ، خلق امرأتين واتخذهما زوجتين له .ولقد ماتت زوجته الأثيرة إلى قلبه ، فدفنها شيدا ماكوندا في كوخها ، ولازم قبرها ليسقيه كل يوم . وبعد فترة من الوقت بدأت نبتة صغيرة تنمو من القبر ، فسعد بها شيدا ماتوندا سعادة شديدة لأنه أصبح متأكداً من أن المرأة سوف تقوم من جديد . ولم يكن يدع زوجته الأخرى من الاقتراب من القبر . ولكن بينما هو في الخارج ذات يوم ، غالب زوجته الثانية الفضول ، فدخلت الكوخ تتلصص ، ولما رأت النبتة اشتعلت غيرةً ، فقطعت النبتة بفاس . سال دم المرأة الميتة وملأ البيت . ولما عاد شيدا ما تيوندا ورأى الدم أخذ منه الخوف كل مأخد ، وقال : - لقد قتلتِ ضرّتك وسببت الموت لكل الرجال والحيوانات والنباتات . ومن تلك المرأة الباقية انحدر كل الرجال . Nyamwezi - من تنزانيا
( 17) الفاكهة المحرمة
خلق الرب الإنسان الأول بمساعدة القمر . ولقد جبل جسده من الطين ، ثم غطاه بالجلد وسكب الدم فيه . ودعا الرجل الأول ( باتشي ) ، وثم طلب منه ، هامساً في أذنه ، أن ينجب أطفالاً كثيرين ، وان يملي عليهم القاعدة التالية : ان يأكلوا من أية شجرة إلاّ شجرة واحدة هي شجرة الثاهو . ولقد رزق باتسي أطفالاً كثيرين جعلهم يمتثلون لتلك القاعدة . وعندما تقدم به العمر وشاخ تقاعد وسكن الجنة وكذلك فعل أولاده من بعده بعد أن شبوا وشاخوا من دون أن يخلوا بالقاعدة . ولكن إمراة حاملاً شعرت ذات يوم برغبة لا تقاوم لأن تأكل ثمرة من شجرة الثاهو ، وطلبت من زوجها أن يقطف لها شيئاً منها . رفض الزوج في البداية ، ولكنها عندما ألحت عليه أذعن الزوج لأمرها . وتسلل إلى الغابة في الليل وقطف ثمرة من فاكهة الثاهو ، وقشرها وخبأ القشور في أجمة ، ولكن القمر رأته ، وأخبرت الرب بما رأت . غضب الرب فأرسل الموت عقاباً للبشر . Efe Story - من الكونغو
( 18 ) الإبريق والسلة
قرر الشمس وزوجته أن يهبطا إلى الأرض ليوم واحد ، ولقد حمل الشمس إبريقاً بينما زوجته القمر سلة ثم استدعيا كل البشر والحيوانات والأفاعي . قال الشمس : - لقد جئت لأرى من هو أعلمكم وأكثركم حكمة . لقد جلبت معي شيئين : وكل واحد منكم سيتقدم ويختار شيئاً واحداً ثم يرميه إلى الأرض . فقدمت المرأة إيسامبا واختارت الإبريق . ثم تقدمت الأفعى وأحتارت السلة . وتخاصمت الاثنتان حول من منهما ستكون الأولى في رمي الشيء المختار إلى الأرض . وأخيراً أمر (كيولا ) زوج المراة ، برمي الإبريق إلى الأرض . رمت إيسامبا الإبريق إلى الأرض فمات . ثم رمت الإفعى السلة ، ولكنها لم تمت . قال الشمس للمرأة وزوجها : - لقد وجدت الأفعى أكثر حكمة منك .من الأن فصاعداً لك مطلق الحرية لأن تفعلي ما تشائين ، لأنك في كل الأحوال ستعودين إلى الأرض . ولأن الأفعى قد أظهرت الحكمة ، فمن الآن فصاعداً ستكون لها القدرة على استبدال جلها كلما تقدم بها السن ، وبذلك تجدد حياتها . لذلك فإنها ستمتلك السم الذي يمكنها من لدغك . أما أنت ، أيتها المرأة ، فيتوجب عليك الموت ، لأنك رميت الإبريق إلى الأرض . Issansn - من تنزانيا
|