أصل الحياة والموت : أساطير الخلق الأفريقية

:

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
01/10/2010 06:00 AM
GMT



فصول من كتاب

إعداد وتحرير : يوللي بييــر
ترجمة : ميسلون هادي

تقديـم

    إن لمن الصعب جداً أن تلتقي بتلميذ أفريقي غير مطلع على أساطير الخلق التوراتية، ولكن كم منهم يا ترى قد اطلع على أساطير الخلق الخاصة بشعوبهم؟ علماً بأن قصص تلك الأساطير هي على نفس الدرجة من الثراء والتنوع والإبداع، وهي إذا ما اعتُبرت أدباً خالصاً فإنها تشكل مادة مدهشة للقراءة مثلها مثل قصص التوراة .
    إن بعض الأفكار في أساطير الخلق هذه ستكون جديدة ومفاجئة للقارئ المربّى على التقاليد الإسلامية والمسيحية: ففي أسطورة الكونو-Kono  يكون الموت هو القوة الأصل في العالم ويسبق وجود الرب، وعند المالوزي- Malozi يبدو الرب فاقداً للقوة التي تمكنه من السيطرة على الإنسان. أما عند الإيجو-Ijaw  فإن الإنسان قد قرر بنفسه مصيره الخاص قبل مجيئه إلى العالم. أما الوابانكوا– Wapangwa فإنهم يمتلكون رؤية خيالية غريبة تقول بأن الأرض قد خُلقت من براز النمل، في حين يعتبر اليوروبا– Yoruba الرب مسؤولاً ومذنباً عن التشويهات التي تلحق بالإنسان. كما أنهم يفسرون وجود أكثر من آلهة متعددة بوصفها أجزاءً مكونة للوجود الإلهي المفرد.
    وجود هذه الأفكار تثير الانتباه لأنها تُلقي الضوء على علاقة الإنسان بالرب وعلى محاولاته للتوصل إلى نوع من التفاهم مع القوى الخارقة للطبيعة التي لا يمكن تجنبها. وبالرغم مما سبق فإن الأساطير الأفريقية تلك تتضمن الكثير من الأفكار المألوفة والمشابهة لتلك التي وردت في التراث الشرقي حيث يؤمن اليوروبا- Yoruba بأن الماء خُلق قبل اليابسة، ويؤمن الفانك- Fang بأن هناك خليقة أصلية قد لُعنت ودُمرت ليس بالماء ولكن بالنار. كما أنهم يؤمنون بوجودٍ منحدر من النعمة الإلهية، وهو– أي ذلك الوجود– يقوم كخصم للرب. إن عدداً هائلاً من الأساطير الأفريقية تتبنى وتنشئ الفكرة القائلة بأن الإنسان كان في الأصل يعيش في انسجام هو أقرب إلى الرب (مثل قصة البيني– Bini حول السماء المنبسطة قريباً من الأرض)، وبسبب من خطأ الإنسان نفسه فإن تلك العلاقة الحميمة آلت إلى الخراب.
    أما المالوزي- Malozi فلديهم قصة تذكرنا بقصة برج بابل– حيث يحاول رجل أن يصل إلى الرب بواسطة بناء برج عال في السماء. أما دافع الفاكهة المحرمة فيظهر بين الايف– Efe. وكثير من الشعوب تصف الرب وهو يخلق الإنسان من طين. وتتضمن أسطورة الاوباتالا–Obatala  لليوروبا بوضوح فكرة الخلاص من خلال المعاناة ، كما ويمتلك الوايانكوا من تانجنيكا مفهوماً عالي التعقيد والتجريد بأن الكلمة كانت هي القوة الأولية الباعثة على الخلق.
    وفي بعض الحالات يبدو التشابه بين تلك الأساطير والميثولوجيا التوراتية مثيراً للدهشة إلى الحد الذي قد يدفع المرء إلى التشكيك بوجود تأثير للإرساليات والبعثات التبشيرية. بيد أن جامعي هذه القصص تمكنوا من نفي مثل هذا الاحتمال. وبالتأكيد فإن الاتصال الثقافي مع الشرق الأدنى كان موجوداً في الأزمان القديمة وكان يمكن للقصص والأساطير حينذاك أن تُنقل بسهولة . ولكن الأهم من التأثيرات أو الاستعارات، كما نعتقد، هو الحقيقة القائلة بأن أفكاراً متشابهة تخطر في أذهان البشر في أماكن مختلفة وأزمان مختلفة، وبمعزل كل منهم عن الآخر. فقصة الفيضان أو الطوفان مثلاً موجودة عند الأسكيمو، ليبدو التأثير الشرقي المباشر على تلك المنطقة وكأنه مسألة لا تقبل الجدل( ). ثم أن ازتيك المكسيك بنوا إهرامات بالرغم من أنهم لا يمكن أن يكونوا على اتصال بمصر.
    على أية حال، ومن وجهة نظر أدبية، فإن أصل فكرة معينة تبدو مسألة ذات أهمية قليلة، قياساً بمسألة صياغة تلك الفكرة وروايتها بشكل معين وإعطائها الموقف أو الرأي الشخصي وأسلوب قصها، فهذا هو الشى المهم. إن رواة القصص الأفارقة وصانعي الأساطير قد أظهروا براعتهم وقدراتهم على الإبداع في قصص، لا تُعد ولا تُحصى، فسروا بها أصل الموت. أما الموتيف الأكثر شيوعاً، فهو الذي يُرسل فيه الرجل رسولاً إلى الرب والذي يوافق على مطلبهم بالحصول على حياة أبدية. ولكن خطأً ما يحدث في الرسالة ويخسر الجنس البشري العطية التي كانت قاب قوسين أو أدنى. وهناك لهذا الموتيف ما يزيد على سبعمئة نص معروفة في أنحاء مختلفة من إفريقيا. في بعضها يحرّف الرسول الرسالة ويصبح على هذا الأساس مسؤولاً عن موت الإنسان. وفي الأخرى يكون الرسول بطيئاً فيرسل الإنسان رسولاً ثانياً في أثره، ليغضب الرب من عجالة الإنسان وقلة صبره فيسحب منه هبته في الخلود. وفي قصص أخرى يكون الرسول خبيثاً ماكراً ويعطي الرب، عن عمد، رسالة مغلوطة. وفي بعضها يتدخل عدو للإنسان ليخرب الموضوع في اللحظة الأخيرة. وهناك نص بالذات، من تلك النصوص، رفيع المستوى يترك السؤال مفتوحاً وينتهي بالعبارة الآتية: "ومنذ ذلك الحين آمن البشر بأنهم لن يولدوا مرة أخرى".
    واضحٌ أن هناك عدداً كبيراً من تلك النصوص يفسر أصل الموت، حيث تأتي على ذكر ذلك الموتيف التوراتي حول الفاكهة المحرمة. كما أن هناك نصوصاً تنحى باللائمة على عصيان الرجل أو على غيرة المرأة. وفي إحدى تلك القصص يتاح لرجل ما الاختيار، ولكنه في النهاية يتخذ قراراً أحمق. وفي قصة جميلة جداً، يجلب أحدُ الرجال الموت إلى نفسه مقابل حصوله على نعمة إنجاب الأطفال.
    مجموعة صغيرة جداً فقط من تلك القصص مقدمه هنا في هذا الكتاب، والأساطير الخاصة بأصل الحياة والموت مقدمة، قبل كل شيء، كجنس أدبي. إنها قصص جيدة وآمل أنها سوف تحظى بنفس الإعجاب من الصغار والكبار على حد سواء. وقراءة الميثولوجيا الإفريقية سيساعد، في الوقت نفسه، على وضع الميثولوجيا المسيحية في مكانها الصحيح، لأنها غالباً ما تُدرّس في المدارس النيجيرية على أساس أنها حقائق وليست أساطير أو محاولات لتفسير علاقة الإنسان بربه، وقصص متضمنة حقائق مهمة. في درس للتاريخ في مدرسة نيجيرية معروفة سأل طالب حائر مرةً أستاذَه: من جاء أولاً، إنسان الياندرتال أم آدم وحواء؟ وأهمل المعلم السؤال ببساطة واعتبره سؤالاً فظاً لأنه هو نفسه لم يكن يفهم بأن ليس من الضرورة أن تتطابق الحقيقة مع الواقعة.( )

الأساطيـر

( 1 )
كيف خُلق العالم من قطرة حليب
 
     في البدء كانت هناك قطرة هائلة من الحليب ثم جاء دونداري- Doondari وخلق الحجر والحجارة خلقت الحديد
 والحديد خلق النار
  والنار خلقت الماء
 وخلق الماء الهواء
 ثم عاد دونداري وهبط للمرة الثانية .وجمع العناصر الخمسة تلك وشكلها بهيئة إنسان . ولكن الإنسان تكبّر .فخلق دونداري العمى .
 فغلب العمى الإنسان .
 ولكن العمى تكبّر هو الآخر ..
 فخلق دونداري النوم فغلب العمى .
 ولكن النوم تفاخر وتكبر هو الآخر..
 فخلق دونداري القلق ، فغلب القلق النوم .
 ولكن القلق تكبر جداً هو الآخـر……
 فخلف دونداري الموت .فغلب الموت القلق
 ولكم عندما تكبّر الموت هو كذلك.
 هبط دونداري للمرة الثالثة وأصبح كيونو الخالد .
 وغلب كيونو الموت
 
 - من مالي    Fulain Story

( 2 )
الموت والخلق

    في البدء لم يكن هناك من شيء سوى العدم ، وفي ظلمة العالم الكالحة عاش سا – SA "الموت" مع زوجته وابنته الوحيدة . ولكي يوفر له مكانا ما يعيش فيه فقد خلق (سا) بحراً هائلاً من الطين بوسائط من السحر .
     وفي أحد الأيام ظهر التنكانا- Alatangana الأله، وزار (سا) في مقامة القذر فأشمئز وروع من هول الحالة التي رآها .ولقد عنف "سا" بشده قائلاً له بأن قد خلق مكاناً غير مأهول وغير ذي زرع ، وبدون مخلوقات وبدون ضياء ولكي يعالج الأخطاء شرع التنكانا أولاً إلى تجميد تلك الأوساخ خالقاً بذلك الأرض ، ولكن تلك الأرض لا زالت تبدو عقيمة وحزينة لذلك خلق الحيوان والنبات من كل نوع . أما "سا" الذي اقتنع بتلك التحسينات التي حصلت لمكان اقامته فلقد عقد مع التنكانا صداقة حميمة واكرمه بضيافة ممتازة.
    بعد زمن ، سأل التنكانا ، والذي كان أعزب ، سأل مضيفه يد ابنته الوحيدة ، ولكن الأب تحجج وتعذر ، وفي النهاية رفض بصراحة أن يلبي الطلب . الشيء الذي دفع بالتنكانا إلى ان يعقد اتفاقاً سرياً مع الفتاة ويتزوجها بالخفية ولكي ينجوا من غضب "سا" فلقد هربا إلى زاوية بعيده جداً من الأرض .وهناك عاشا بسعادة وخلفا أطفالاً كثيرين :سبع بنات وسبع أولاد –أربعة صبيان وصبيات بيض اللون وثلاثة صبيان وصبيات سود اللون ومما ادهش الوالدين أن أولئك الأطفال كانوا يتحدثون فيما بينهم بلغة غريبة لم يفهمها الأبوان . ولقد انزعج التنكانا من هذا الأمر وقرر أن يذهب إلى "سا" ويشاوره فيه وبدون أي تأخير شرع في رحلته التي عزم عليها . ولقد استقبله حماه ببرود وقال :
- نعم ، هو أنا الذي عاقبتكم جراء إساءتكم لي ولن يتسنى لكما قط أن تفهما ما يقوله أولادكما . ولكني سأعطي البيض من أولادكم الفطنة والورقة والحبر كيما يدونوا أفكارهم بهما . وأعطي السود منهم المعزقة والفأس وذلك كيما يطعموا أنفسهم وينتجوا كل كا يحتاجونه بايديهم" .
كما أوصى "سا" التنكانا بأن يتزوج البيض من أولادهم فيما بينهم وكذلك السود . ورغبة من التنكانا في إنهاء النزاع مع حماه فلقد وافق على كل شروطه . وعندما عاد إلى دياره احتفل بزيجات كل أولاده . والذين اختفوا بعد ذلك في بقاع الأرض وولدّوا العرقين الأبيض والأسود ومن ذلك السلف ولد العدد الذي لا يحصى والمعروف اليوم تحت أسماء مختلفة من الفرنسيين والإنجليز والإيطاليين والجرمان من جهة والكونو والكوزري والمانون مالينك والتوما ياكوب من جهة أخرى . ولكن العالم الذي أصبح مأهولاً إلى هذا الحد كان لا يزال غارقاً في الظلمة . ومرة أخرى اضطر التنكانا إلى استشارة " سا" . فأمر كل من "التوتو" وهو طير أحمر صغير يبكر في الصباح ، والديك للذهاب والتماس نصيحة "سا" . بعدما فرغ "سا" من سماع الرسولين قال لهما :
- ادخلا البيت وسأعطيكما الغناء الذي ستدعوان ضياء النهار بواسطته حتى يذهب الرجال إلى أعمالهم .
  ولكن الرسولين عندما عادا غضب التنكانا ووبخهما قائلاً:
- لقد أعطيتكما المال والطعام لرحلتكما لتهملا واجبكما على هذا الشكل .الموت هو ما تستحقانه .
    ولكن سرعان ما غفر التنكانا ورحم بالرسولين عندما أطلق بعد قليل "التوتو" صيحته الأولى وكذلك أرسل الديك أول أغنية له . اذ ما كاد الطائران ينتهيان من غنائهما حتى حلت المعجزة وبزغ أول نهار . فظهرت الشمس على الأفق وشرعت في مدارها السماوي وفقاً لتوجهات "سا" . وبعد أن انهى الشمس رحلته ذهب لينام في مكان من جهة أخرى من العالم .لحظتها ظهرت النجوم لتعطي البشرية بعضاً من ضيائها . ومنذ ذلك اليوم تحتم على ذلك الطائرين أن يغنيا لدعوة الضياء . التوتو أولاً ومن بعده الديك.
    بعد أن وهب البشر الشمس والقمر والنجوم بهذا الشكل استدعى "سا" التنكانا وقال له :
- لقد أخذت مني طفلتي الوحيدة وبالمقابل كافئتك أنا بكل خير . وانه الآن دورك في أن تقدم خدمة لي . لقد حرمتني من طفلي وعليك الان أن تعطيني واحداً من أطفالك في أي وقت اختاره لدعوة ذلك الواحد . وسيسمع في احلامه عندما اختاره حسحسة قرع فارغ ، وسيكون هذا ندائي الذي يجب أن يُطاع على الدوام .
    حاساً بذنبه لم يمتلك التنكانا الا ان يوافق . وهكذا وبسبب من التنكانا الذي تمرد على العادة المتبعة والقاضية بدفع ثمن العروس ، توجب على الإنسان أن يموت.
 
 - من كونيKono Story

( 3 )
كيف انسحب الرب من العالم

    في قديم ، قديم زمان عاش نايامبي على الأرض مع زوجته ناسللي ، ولقد كان هو الذي خلق الغابة والنهر والسهل ، وهو الذي خلق كل الحيوانات :طيورها وأسماكها .. وأنه هو كذلك الذي خلق كامونو وزوجته .ولقد ميز كامونو نفسه بسرعة عن بقية الحيوانات ، واذا ما حفر نايامبي قطعة من الخشب يحفر كامونو واحدة لنفسه كذلك. وعندما نحت نايامبي كأسا خشبية نحت كامونو واحدة تخصه . وعندما طرق نايامبي الحديد فعل كامونو الشيء نفسه .وقد شعر نايامبي بالدهشة وأخذته الرهبة من الإنسان. وفي أحد الأيام صاغ الإنسان لنفسه رمحاً وقتل به ابنا ذكراً لظبية حمراء كبيرة .كما أنه قتل حيوانات أخرى كذلك وأكلها . ولقد وبخه نايامبي عن ذلك قائلاً له :
- أنت أيها الإنسان ، تصرفاتك سيئة .لماذا تقتل ؟ فهؤلاء هم أخوة لك ، لا تأكلهم : فجميعكم أولادي .
ثم طارد نايامبي الإنسان كامونو ونفاه بعيداً . وفي منفاه أكل كامونو لسنة واحدة ثم عاد وعندما وصل إلى المكان الذي يشرب منه الماء ، رأته كانكومبا الظبية الحمراء الكبيرة ، وذهبت تتحدث إلى ساسيشو الطير ورسول نايامبي وقالت له :
- هذا الذي رأيته هنا والذي يحمل الاناء السحري والهراوة ، أليس هو نفسه كامونو الذي قتلنا ؟
    وذهب ساسيشو ليبلغ الرسالة إلى نايامبي قائلاً :
- كامونو هنا ، لقد عاد .
فقال نايامبي:
- لقد سمعت بذلك . دعه يجلس .
    وقد طلب كامونو أرضا يحرثها فأعطي الحقول . وفي الليل جاء البافلو وعبث بحقول كامونو. لذلك فقد اصابه كامونو في أحد الليالي وارداه قتيلاً. وعندما انقضت تلك الليلة ووجد الجثة ذهب إلى نايامبي وقال :
- لقد قتلت البافلو.
فأجاب نايامبي :
- كله.
    فجاء كامونو إلى قدره الذي يغلي عقاقيره السحرية فيه فوجده مضمحلاً فذهب إلى كانكومبا وقال : اذهبي وتكلمي إلى نايامبي نيابة عنى .اخبريه بأن قدري قد اضمحل .
- كذلك تنتهي أشيائي أنا .
أجاب نايامبي .
    فقفل كامونو عائداً إلى قريته . وفي الليل جاءت الغزلان تسرح وتعبث في حقوله .فأصاب كامونو الذكر منه وأرداه قتيلاً . وحمل كامونو الذيل إلى كانكومبا وقال لها :
- لقد قتلت الغزال .
فذهبت كانكومبا إلى نايامبي الذي قال :
- دعيه يأكله .فأن الصيد هو هدية ترحيبي به .
وعاد كامونو مرة أخرى إلى قريته فوجد كلبه ميتاً فذهب إلى كانكومبا وقال :
- لقد مات كلبي .
قال نايامبي :
- حسناً ، لقد سمعت بذلك .
وعندما عاد كامونو إلى زوجته قال لها :
- لقد رأيت كلبي وقدري مع نايامبي .
ولم تصدقه زوجته وقالت :
- لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً .
    بعد شروق الشمس ، جاء الفيل إلى حقول كامونو ، فأيقظته زوجته فما كان منه إلا أن أخذ معزقته وأصاب بها من الفيل مقتلاً . بعد انقشاع الليل ذهب إلى كانكومبا وقال :
- اذهبي واعلمي لنايمبي بأني قتلت الفيل .
قال نايامبي :
-كله ، أنه هدية الترحيب بك .فأنا لم اهدك أي شيء منذ رجعت إلي .
فعاد كامونو إلى زوجته وقال لها :
- قال نايامبي بأن علينا أن نأكل الفيل .أنه هدية الترحيب .
  ولم يمض بعد ذلك وقت طويل حتى مات طفل كامونو فذهب إلى كانكومبا وقال لها :
- اذهبي وقولي لنايمبي نيابة عنه بأن طفلي قد مات .
فذهبا إلى نايامبي سوية وهناك وجد كامونو طفله يجلس مع نايمبي .
قال نايامبي :
- ان أشيائي كذلك تنتهي بهذه الطريقة .
ثم دعا نايامبي ساسيشو و كانكومبا وقال لهما :
- كيف لنا أن نعيش وبامكان "كامونو" المجيء إلينا بهذه السهولة .
 ثم أخذهما وذهبوا جميعاً ليعيشوا في جزيرة ، ولكن كامونو جمع كمية كبيرة من القصب ووقف عليها وانطلق يبحث عن نايامبي في جزيرته .ولقد نجر كامونو قارب كانو و أعطى لنايمبي كا ما جمعه من الحيوان والسمك . الشيء الذي أصاب نايمبي بالحزن إذ أنه قبل تلك الهبات دون أن يستطيع أكلها ، اذ أنها كانت من ذريته .
     وقرر نايامبي أن يغادر ذلك المكان بعد أن وصله كامونو ، ولجأ إلى جبل صنعه بنفسه ، ولكن حتى إلى هناك تبعه الإنسان . وأراد نايامبي الهروب مرة أخرى فأرسل ساسيشو وكانكومبا إلى بقاع الأرض جميعاً . ولكن أينما ذهبوا وجدوا أمامهم ذرية الإنسان ، الأمر الذي دعاهم إلى استدعاء العراف وسيمبوكيكي وقال لها :
- أرينا الجنوب ، أرينا الشمال .
ثم أرسلا كل الطيور للبحث عن ليتوما ، مدينة نايامبي الخرافية،دون أن يستطيع إيجادها واحد منهم . كما أنهم استدعوا نالونكوانا ، عراف نايامبي والذي تنبأ لهم بالنبوءة حيث أمسك بالعنكبوت ليوئي وقال :
- حياتك ، أيها الملك ، تعتمد عليه.
فأرسل نايمبي ساسيشو وليوثي للبحث عن مكان يستطيع نايمبي العيش فيه . وعندما عادا قالا له :
- لقد وجدنا مدينة .
ولكن نالونكونا أبى أن يقبل بها وقال :
- انهم لم يصلوا إلى المكان الصحيح بعد. وعليهم عبور النهر لاجل ذلك.
    وهكذا عبر كل من ساسيشو وليوئي النهر ووصلا إلى "ليثوما" . وعندما رجعا قالا:
- لقد وجدنا المدينة على الضفة الأخرى من النهر.
وقبل نالونكوانا بها . وسأل نايمبي الحيوانات عن رغبتها في اتباعه بحيث لا يمكن للإنسان مضايقتها ، ولكن الحيوانات رفضت قائله :
- لا يمكن لنا العيش الاهنا .
وقالت الظبية الحمراء الكبيرة :
- سأعيش من خلال سرعة في الجري لا يمكن للإنسان مجاراتها . وقال النو( ) :
- وأنا سأعيش بنفس الطريقة .
وآخرون كثيرون قالوا الشيء نفسه : سنعيش بواسطة خفة الجري .
أما السمك فقال :
- لا أخاف الإنسان ، سأعيش في الماء .
وقال فرس النهر :
- الإنسان ؟ سأقتله، فأنا أقوى منه.
وقال الفيل :
- وأنا كذلك
وقال البافلو والأسد :

- نحن كذلك .
وقال الضبع :
- سأجي له في الليل واقتنصه وهو نائم.
وقالت الأوزة البرية :
- سأعيش بجناحي .
وقالت الطيور الأخرى :
- ونحن كذلك .
وهلم جرا………
    ولكن نايامبي استمر يحاول اقناعهم لانه كان يعلم بأن الإنسان سيتفوق عليهم بمكره ، وقد قال لهم :
- اذهبوا جميعكم وأجمعوا الخشب .
فذهبوا وجمعوا حزمة كبيرة .
قال نايامبي :
- اغلوا ماء .
فاشتعلت النار وكانت أتون النار من الحرارة بحيث لذع حتى التربة .قال نايمبي :
- لنر من منكم يقدر على رفع قدر الماء من النار .
    وحاول النو ولكن الخوف غلبه . وكذلك ألم الخوف بكل من الغزال والظبي الكبير . وآخرون عديدون لم يصمدوا حتى للوقوف أمام النار فلاذوا بالفرار . أما اللذان بذلا أصعب المحاولات كان الفيل والكركدن . ولكن جلديهما احترقا وهربا هما الآخران إلى الماء . وهزمت جميع الحيوانات وأقرت بعجزها عن رفع القدر من النار .الأمر الذي دعا نايامبي إلى استدعاء كامونو على أثر ذلك . وإلى النهر ذهب كامونو وقومه ومعهم كؤوس خشبية وقرعات يابسة مجففه وقدور ملأوها بالماء .ثم نقعوا الأرض بالماء وسكبوا بعضاً منه على النار. فأنطفات النار وأخذوا هم قدر الماء منها .ثم ارسلوا رجلا منهم إلى نايامبي ليبلغه بذلك:
 - لقد رفعنا القدر .
  فجمع نايامبي كل الرجال والحيوانات وقال لهم:
- إذا كان هناك إنسان قد ولد اليوم فليجلب إلي . ولكن الإنسان رفض ذلك وقال :
- انه رقيق جداً ، انه مخلوق من ماء وحسب ولا يمكن أن يحمله أحد سوى التي حملت به.
قال نايامبي :
- إذا كان هناك حيوان ولد اليوم ، فليجلب إلي .
وجاء الحيوان بسرعة .
فقال نايامبي :
- ستمشي الحيوانات بعد ولادتها مباشرة أما الإنسان فسيجلس سنة كاملة قبل أن يمشي .
    ووافقت بعض الحيوانات على أن تغادر مع نايامبي وهي تلك الحيوانات المجهولة أنواعها بالنسبة إلينا. ولقد غادر نايامبي وزوجته ناسيللي مع ساسيشو وعبر الجميع النهر ووصلوا إلى "ليتوما" مدينة نايامبي ، وقد أخذهم إليها ليوئي العنكبوت.
- ليرجع ليوئي .
ولكن نالونكوانا قالت :
- لتصاب عينا ليوئي بالعمى ، حتى لا يمكن له على الاطلاق أن يجد هذا الطريق مرة أخرى ولكي لا يجلب كامونو إلى نايامبي .
ثم ارتفع نايامبي إلى الأعالي لوحده ، وعندما دعا كامونو كل البشر، وقال :
- لنبن برجاً عالياً نصل به إلى نايامب .
ثم أقاموا أعمدة خشبية على الأرض ، وثبتوا بعضها فوق قمم بعض وشدوها بأربطة من لحاء الأشجار وعلى هذا المنوال أقاموا برجهم الذي اصبح عالياً جداً ولكن بسبب وطأة الثقل تمزقت أربطة اللحاء السفلية وأنهار البرج ومات أولئك الذين كانوا عند قمته ، الشيء الذي جعل كامونو ينصرف عن محاولاته في الوصول إلى نايامبي . ولكن صار يقول كل صباح عندما تشرق الشمس :
- هذا هو ملكنا قد عاد .
ثم يحني جبهته إلى الأرض ويصفق بيديه ويقول :
Mangue, Mangue, Mangue,  Mulyete  - المجد ، المجد ، المجد ، للذي فوقنا  

    وعندما يريد الإنسان أن يخرج للصيد أو عندما يحلم أو يمرض دائما يصلي لنايامبي واهباً اياه الماء في كؤوس خشبية وفي ذلك اليوم لا يقوم باي عمل . كما ويذهب الإنسان دائما لعبادته عندما تغرب الشمس ، كما أنه يعبد ناسيللي زوجة نايامبي بشكل خاص عندما يصير القمر هلالاً . وعندما يموت الرجل فأنه يوضع في القبر ووجهه يقابل الشرق حتى يمكن له أن يعرف كيفية الوصول إلى نايامبي – وعندما يصل إلى ضفة النهر فأن نايامبي يستلمه (إذا ما امتلك علامات طقسية على ذراعية وثقوباً في أذنيه ) ويكشف أمامه الطريق الذي يقوده إلى الملك ، حيث يعيش بسعادة .
    وعندما تموت المرأة فإنها توضع بقبالة الغرب ، وذلك لكي تقترب من ناسيللي . وإذا ما عدم أحد تلك العلامات الطقسية على ذراعيه والثقوب في أذنيه فأنه سيعطى الذباب لكي يأكله. وإذا لم يقبل بذلك يكون عليه أن يسافر في الطريق الطويلة التي تضيق إلى أن تنتهي إلى صحراء مخيفة حيث يهلك من الجوع والعطش .
          Malozi Story  - من زامبيا
ــــــــــــــــــــــــــــ
3) ألنو : ثبتل أفريقي ذو رأس كبير كرأس الثور وقرنين معقوفين وذيل طويل .

( 4 )
كيف أصبح القمر أباً للعالم

    خلق الرب أنساناً اسماه القمر . ولقد عاش القمر بادي ذي بدء في قعر البحر. وعندما أراد القمر أن يذهب ليعيش على الأرض حذره الرب وقال :
- سوف تندم على ذلك ، أن الحياة في الأرض صعبة .
   ومع ذلك فقد ذهب القمر إلى الأرض ، لقد كانت الأرض في تلك الأيام خالية وغير مأهولة مما جعل القمر يشعر بالتعاسة وينتحب . فقال له الرب:
- لقد حذرتك ولكنك لم تسمع . ومع ذلك سأساعدك .وستكون لك زوجة وستعيش معك لمدة سنتين .
    وأرسل الرب نجمة الصبح لتعيش مع القمر . وجلبت نجمة الصبح معها النار من السماء . وكانت عندما تريد أن ترقد في كوخ القمر ليلاً تشعل ناراً وتنام على أحد جوانبها فيما ينام القمر على الجانب الأخر .  ولكن القمر تخّطى تلك النار خلال الليل ووطأ نجمة الصبح.
    في الصباح التالي لاحظ أن جسد نجمة الصبح قد انتفخ ، وبعد فترة ولدت أشجاراً وحشائش وجميع أنواع النباتات إلى أن أصبح العالم برمته أخضراً . وأخذت تلك الأشجار تنمو وظلت تنمو إلى أن لمست السماء . وأذاك بدأ مطر السماء بالهطول . وعاش القمر ونجمة الصبح حياة رغداء وهما يتغذيان على البذور والجذور . ولكن بعد أن انقضت السنتان استدعى الرب نجمة الصبح وارسلها لكي تعيش في السماء . وبكى القمر لثمانية أيام فاعطاه الرب زوجة ثانية وقال ستعيش معك لسنتين . ولكن يتحتم عليك أن تموت في نهاية تلك المدة.
    وذهبت نجمة المساء وعاشت مع القمر لمدة سنتين وفي اليوم الذي تلا الليلة التي نام فيها القمر معها، انتفخت بطن نجمة المساء ثم ولدت بعد فترة الماعز والخراف والبقر . وفي اليوم التالي ولدت الغزلان والطيور أما في اليوم الثالث فلقد ولدت الصبيان والبنات . وفي اليوم الرابع أرد القمر أن ينام مع نجمة المساء ولكن الرب قال :
- لا تفعل ذلك فلقد اقترب الوقت الذي توجب فيه موتك.
ولكن القمر عصى ونام مرة أخرى مع نجمة المساء . وفي الصباح التالي انتفخت بطنها فأنجبت الأسود والفهود والثعابين والعقارب . فقال الرب :-
- لقد حذرتك فلم تسمع.
    ورأى القمر أن بناته جميلات فوطأهن كذلك فحملن منه أطفالاً آخرين وأصبح هو ملكاً لعالم كبير جداً . ولكن نجمة المساء شعرت بالغيرة من بناتها فأرسلت ثعباناً ليلدغ القمر . وهكذا فعلت وتمرض القمر مرضاً شديداً وانقطع المطر عن الهطول وجفت الأنهار والبحيرات وماتت النباتات وحلت المجاعة . وتشاور الأولاد فيما بينهم عن كيفية إعادة المطر وقالوا :
- إنها غلطة القمر.
فشنقوا القمر ورموه في المحيط ونصبوا رجلاً آخر ملكاً عليهم . ولكن القمر قام من البحر وصار منذ ذلك اليوم يلاحق زوجته الأولى التي عاش معها بسعادة نجمة الصباح.
 من روديسيا  – Wakaranga Story

( 5 )
التـمرّد

        في البدء ، عندما لم يكن هناك من شيء سوى العدم ، لا الإنسان ولا الحيوان ولا النبات ولا السماء ، لا شيء .. عدا الرب ، وكان الرب يدعى " زيم"  .. ونحن ندعو الثلاثة الذين يكونون زيم بـ Nzame وmebere وNkwa ، ولقد خلق زيم في البداية الأرض والسماء وحجز السماء لنفسه ثم نفخ على الأرض فخلق الماء واليابسة بعضاً إلى جانب بعض.ولقد خلق زيم كل شيء : السماء ، والأرض ، الشمس ،القمر ، النجوم ، الحيوانات : كل شيء . وعندما انتهى من كل شيء نراه اليوم استدعى ميبر وكوا Mebere وNkwa وأراهما عمله،
فاجاب :
- هذا هو عملي ، أتريانه جيداً ؟
- نعم، لقد جئت بصنيع حسن .
فقال :
- هل تبقى من شيء يمكن عمله ؟
فأجاب ميبر وكوا Nkwa وMebere :
- نرى حيوانات عديدة دون أن نرى قائداً لها ونباتات كثيرة دون أن نرى سيداً لها.
  ثم أشارا إلى الفيل والفهد والقرد كسادة لتلك الأشياء ، الفيل لانه يمتلك الحكمة ، و الفهد لأنه يمتلك القوة والمكر ، والقرد لانه يمتلك الخبث والليونة.
    ولكن زيم أراد أن يفعل ما هو أحسن من ذلك ، لذلك فقد عمد الثلاثة هو و Mebereو  Nkwa إلى خلق مخلوق يشبههم إلى حد كبير وأعطى أحدهم القوة والثاني الحكمة والثالث الجمال . ثم قال الثلاثة :
- خذ الأرض . فأنت من الآن وصاعداً سيد كل الموجودات . وستكون لك الحياة كما نحن . وكل الأشياء تعود إليك .أنت السيد.
    ثم عاد زيم وميبر وكوا إلى الأعالي مكان إقامتهم . وظل المخلوق الجديد لوحده في الأسفل تطيعه كل الأشياء . ولكن مع ذلك بقي الفيل هو الأول يليه الفهد ثم القرد ، لآن أولئك الثلاثة كانوا أول من أختارهم زيم وميبر وكوا . ولقد دعى زيم و ميبر وكوا الإنسان الأول بـ"فام" " والتي تعني القوة . ولقد شعر الإنسان بالفخر بسيطرته وقوته وجماله لأنه بز بتلك الخصائص الثلاثة الفيل والفهد والقرد ، وفخوراً بقدرته على غلبة الحيوان فلقد نمى الشر في الإنسان وأصبح متكبراً لا يريد عبادة " زيم" مرة أخرى وقال يزدريه :
 ييي اوه لا ييي
 الرب في الاعالي والإنسان على الأرض.
 ييي اوه لا ييي
 الرب هو الرب
 والإنسان هو الإنسان
 كل في بيته
 كل لحاله؟
 ولقد سمع الرب الأغنية فسأل :
- من المغني ؟
 فصاح " فام" :
- أبحث عنه !
- من المغني ؟
- ييي أو لا ييي
- من المغني ؟
 صرخ "فام":
- ايه ! إنه أنا :
فاهتاج الرب واستدعى (زالان) الرعد :- تعال يا زالان وجاء ( زالان) يركض محدثاً جلبة هائلة : بوم ،بوم ، بوم ! وسقطت نار من السماء على الغابات . واحترقت المزروعات مثل مشاعل هائلة فوو ، موو، فوو! والتهب كل شيء.
    وكانت الأرض حينذاك مثلها مثل اليوم مغطاة بالغابات فاحترقت الأشجار والنباتات: الموز والكاسافا وحتى الفستق. كل شيء : الحيوانات والطيور والأسماك وهلك كل شيء ومات . ولكن الرب عندما خلق الإنسان الأول قال له :
- لن تموت أبداً.
    وما يعطيه الرب لا يأخذه مرة أخرى . فلقد احترق الإنسان الأول ولكن لا أحد يعرف شيئاً عما آل إليه . أنه حي ، نعم ولكن أين ؟ نظر الرب إلى الأرض فوجدها سوداء خالية وعقيمة وشعر بالخجل من ذلك وأراد أن يفعل ما يربا به ذلك ، فتشاور كل من زيم وميبر وكوا وفعلوا التالي : فوق الأرض السوداء المغطاة بالفحم ووضعوا طبقة جديدة من الأرض . وجعلوا شجرة تنمو وتنمو و تنمو وعندما تسقط إحدى حباتها تطلع شجرة جديدة وعندما تنفصل عنها ورقة تنمو تلك الورقة وتنمو إلى أن تأخذ بالمشي متخذه شكل حيوان : فيل أو فهد أو غزال أو سلحفاة ….الخ . أما عندما تسقط إحدى الأوراق في الماء فانها تسبح وتصير سمكة : ساردين أو سرطان أو محار …الخ.
    وازدهرت الأرض مرة أخرى وأصبحت على الحال الذي هي عليه اليوم ، والدليل على أن هذا الكلام صحيح هو : أنه عندما يحفر أحد ما  الأرض في أماكن معينة فأنه يعثر على حجارة سوداء قوية تتكسر في النار وتحترق .
    ولكن زيم وميبر وكوا احتاجوا إلى رئيس يقود الحيوانات الأمر الذي دعاهم إلى التشاور مرة أخرى .قال زيم :
- سنصنع إنساناً مثل (فام) .نفس الأرجل والأذرع ولكننا سندير رأسه ليرى الموت.
وكان ذلك هو الإنسان الثاني وأب الجميع ولقد دعاه زيم بـ "سكيوم" ولكنه لم يشأ أن يتركه لوحده وقال له :
- أصنع لنفسك زوجة من شجرة.
    وصنع "سكيوم " لنفسه زوجة وأخذت تمشي ودعاها –مونكوي- . وكان زيم عندما خلق "سكيوم " و"مونكوي" قد صنعهما من جزئين دعا الخارجي منه بـ”Groul” أو الجسد الآخر يعيش داخل الجسد بـ”Nsissim” وسيسم هو الذي يكوّن الظلال ، وأن سيسم هو الظل – لا فرق . وسيسم هذه ترحل بعيدا عندما يموت الإنسان ولكنها لا تموت .
    أتعرف أين تعيش سيسم ؟ أنها تعيش في العيون . وهي النقطة الصغيرة في الوسط ، وهذه هي سيسم .
 الأنجم فوقنا
 والنار من تحت
 الفحم في الموقد
 والروح في العين
 والغيم موت ودخان
    وعاش "سكيوم " و"مونكوي" بسعادة على الأرض وخلفوا أطفالاً كثيرين . ولكن "فام" الإنسان الأول الذي كان الرب قد سجنه تحت الأرض ووضع حجارة كبيرة لتغلق المدخل . فام الخبيث هذا حفر نفقاً تحت الأرض وظل يحفر إلى أن استطاع في أحد الأيام أن يطلع إلى الخارج ليجد الإنسان الجديد قد حل محله ، الأمر الذي أهاج " فام " وأغضبه .وهو الآن مختبئ في الغابات ليقتل الناس أو تحت الماء ليقلب قواربهم .
 ابق صامتاً
 فام يتنصت
 ليجلب السوء
  ابق صامتا
                  Fang Story - من الغابون