غريب امرنا نحن العراقيون لا ندري متى نستقر وناوآ إلى جادة الصواب ونبتعد عن النفاق والازدواج إنها مصيبتنا التي نرفض مغادرتها وتبقى صنيعتنا إلى يوم يبعثون فنحن نحب ونكره نمدح ونقدح نبكي ونضحك نسبوا ونترحم أنها المصيبة والطامة الكبرى . هذه الأحابيل والمواصفات أوصلتنا إلى ما نحن عليه وأصبحنا أضحوكة الدنيا وأقاصيصها الطازجة وأفلامها المفبركة وتسويقها الإعلامي الباهت وفضائياتها النزقة ربنا انزل علينا رحمتك بعد أن حلت بنا الحرائق من كل حدب وصوب فنحن نطنب في وصف العراق ونمزق خارطته العصماء ونعظم حضارتنا العريقة ونضحك على نبو خذ نصر وحمو رابي وصلاح الدين نرقص الدبكة الكردية ونغمز على الهجع الجنوبي ونذكر الجو بي الغربي ونهرب من الجالغي البغدادي يستمع الكردي إلى داخل حسن وحنينه الشجي ويعزف عن حرف الهجاء العربي وينكب على قراءة القران الكريم ويسخر من الأبجدية العربية يتعاطى مع دين الله ويهرب من العرب أصحابه يعشق محمدا ويغادر سنته العروبية يحب صفي الدين الحلي وألوانه الزاهية ويرفض العلم العراقي يلعن النظام ألصدامي وأعوانه ويرفض حكم العدالة بهم حتى وان كان صحيحا ونزيها ويهرب ويسوف من التصديق على تلك الأحكام يبكي حلبجة وذكرياتها الدامية ويطالب بالإفراج عن رجالاتها المنفذين البشعين يالها من سخرية . !!
نطالب بالفدرالية ونرفض الحرية والديمقراطية وفضائهما الرحب ونصدر أحكاما ملكية ونطارد نظرية التفويض الإلهي التي تنهج الوراثية في الحكم ونعد الناس بالانتخابات الحرة ونتخلى عن المنتخبين بسرعة إنها المفارقات نتهم الناس بالفساد والإفساد ونمارسه عنوة وبقوة نطالب بإنسانية الإنسان ونظلمه نحارب التهجير ونهجر الآخرين ننشي المليشيات ونطلب من الآخرين تسريحها نتصرف كأفراد ونوقع الاتفاقات وندعي الدستورية وأغلبية النواب ينتخي بالعراقية عند محاصرة الدول ويغازل الانفصال والاستقلالية ينهج الدين الإسلامي ويتخلى عنه بالمذهب ويسب ويلعن المذهبية يعوم الطائفية ويدعي بطلانها إنها المسخرة ينادي العراق للجميع ويحتكر لنفسه العقارات والأموال والمدن والضياع والمواقع تقام المهرجانات والاحتفالات في كردستان وبالغة العربية وتحضر الوفود من شتى الدول العربية وشبيبة الكرد يرفضون تعلم العربية وبعد عشر سنوات ستختفي والى الابد المفردة العربية بعد رحيل الرواد الأكراد وعندها تحتاج كردستان إلى جمهرة من المترجمين فلماذا هذه القسوة والعزوف عن لغة القران يا أخوتنا الكرد ولقد خرج العديد منكم علماء في علم النحو وكتبوا القصيدة الشعرية والأدبية إذن لمصلحة من الهروب من اللغة العربية .
واليوم تصدح حناجر المطربين والمطربات العرب في ارض كردستان إذن لمن يغني هؤلاء وقد عزف الشباب الكردي عن تعلم اللغة العربية إذن أقولها بلا حياء أن مهرجان اربيل لسان المطرب عربي والإذن المتلقية كردية وهم بذلك لا يفقهون من الغناء شيئا إنها المفارقة لا غير وإذا كان أخوتنا الكرد يرغبون بدعاية سياحية وإعلامية ومردود اقتصادي لكردستان فهذا بحثا أخر . فاذا قال ماجد المهندس ( غاب الكمر وتنيته )) فما ذا يعرف المستمع الكردي من هذه المفردات وإذا داعب وديع الصافي أوتار عوده وردد ( الحب هل الحرفين ) فماذا يجني الكردي انه طبعا يردد هربجي هربجي كردي وعرب رمز النضال فهي الأقرب إلى فؤاده والذي أريد أن أقوله وأدعو إليه ان يتطابق العمل مع الفعل وان نبتعد عن النفاق والازدواجية وان نقترب من بعضنا البعض الاخر ونبني عراق السلام والتحدي وان تتظافر جهود الكرد والعرب والتركمان وجميع الأطياف في إرساء دولة عصرية ديمقراطية يسودها التحضر وتغيب عنها الشوفينية والقومية والمزاد العنصري والابتعاد عن صفحات التاريخ الذي يحسه الجميع بأنه سفر سرمدي خالد . أقول ليتعلم العرب الكردية في المدارس العراقية وكذلك الكرد يتعلمون لغة القران والضاد وكذلك الإخوة التركمان وغيرهم وهذه هي الحضارة نفك طلاسمها ونسبر أغوارها لأنها منهجية الحياة ابنوا العراق من كردستان إلى عربستان من تلال حمرين الى شطوط العرب حتى هامات القائم وتخوم السموات (( السماوة )) الى جبل سنام الرابض والمطل بعنقه على مرافىء الخليج العربي .
المورخ والكاتب |
