نغادرْكَ حينا ً ونلقاكَ حينا ونمضي بعيدا ً فنلقاكَ فينا
فأنـّى غَدونا وأنـّى أتينا رأيناكَ ظلا ً يفيءُ إلينا
وأنـّى تعنـّى ألينا حبيبٌ تكونُ الحبيبَ إلينا كلينا
فلولا رباكَ لكنـّا شتاتا ً ولولا حماكَ لكنـّا قضِينا
فوالله لولا مخافة َ ربي لأصبحتَ فينا صراطا ً ودينا
فأنتَ العراقُ أيُخفى العراقُ وهل للعراق ِ بديلٌ لدينا
عشقناك َ حرا ً تلوكُ المنايا إذا ما المنايا إليكَ عدينا
أذا ماآدلهمّتْ صروفُ الزمان ِ يردْ نَ العراقَ قتيلا ً دفينا
وفي الأصغرين ِ حفظناكَ عهدا ً نبيحُ الدماءَ له مرخصينا
بجنبيكَ عشنا كماء ٍ وطين ٍ فديناكَ ماءا ً طهورا ً وطينا
هجرناكَ خوفا ً على المرضعات ِ وعيل ٍ صغار ٍ إلينا بكينا
تصارخن َ لمّا رأين َ السيوفَ بكفِّ الغزاة ِ يقتـّـلنَ فينا
كأنـّا خرافٌ مُعدٌّ لنحر ٍ وصحب ُالخراف ِ لنا معرضينا
دماء ٌ تسيحُ ونحر ٌ ذبيح وصوت ٌ يصيح ُ كفانا سُبينـــا
تنادى علينا بغاثُ الطيور ِ وعارُ الرجال ِ ألينا أتينا
وكل ٌّ يقولُ اتبعوني لتنجو فنحنُ الفنارَ ونحنُ السفينا
ونحنُ الذين مسكنا الثريا ونحنُ الذين إليها سعينا
وحينَ أستفاقَ الصباحُ بداري رأيتُ البغاةَ لها بائعينا
بدرهم ِ بخس ٍ لجار ٍ حقود ٍ وسمسارُ ليل ٍ يسودُ علينا
سمعتُ الفراتَ لدجلة َ يشكو شقيقُ الفرات ِ أراكَ حزينا
إذا فرّقونا وصرنا فرادى سنبقى أخاكَ وتبقى أخينا
وكيفَ الفراقُ وبعضكَ مني وبعض ٌ لبعض ٍعشقنا سنينا
فإن جارَ فينا زمان ٌ رديءٌ سيأتي زمان ٌ له نستكينا
نعودُ فنمضي بأرض ِ السواد ِ فأسبقـْكَ حينا ً وتسبقـْني حينا
ونجري عجالى الى ملتقانا حبيب ٌ يضمُّ الحبيبَ الحنينا |