أعوام
وأنا أهيم في البراري
افترش الرمال
التحف الزرقة
كل المد ن التي عبثت بأثدائها
وأنا انظر إلى السماء
سقطت
كل الشفاه التي مرت على جسدي
وأنا أحدق بالظلمة كالضرير
ماتت
كل الرفاق الذين تبولت معهم
أمام بارات الوطن
وفوق أرصفته
رحلوا
القلوب التي رسمتها
على جذوع الأشجار
الأسماء التي حفرتها
على جدران المدارس
الخطوط التي نقشت
على جدار الزنزانة
الأخاديد التي التصقت
على وجهي
............................................كلها اختفت
لم يعد لي إلا الصحراء
حيث الرمال
والفئران البرية
تتناسل
و تكتم أحزانها
حتى تضمحل
لم تعد لي إلا الريح
تحمل لنا المد ن
والأنهار
والأصدقاء
تتقاسمنا الصحراء
تحتسي الكؤوس
تسرد لنا الحكايات
ثمة رجل يصلي
عند بوابة المدينة
......... هلك
طفل احتسى النفط
بدل الحليب
..........أصيب بالعمى
فتاة شنقت
بعد أن تسوقت الحب
والحزن
الريح تسرد الحكايات
وأنا أتلوى معها
يدركها النعاس
أسوي لها شعرها
احملها بالأصداف
والأحزان
والدموع
وبعض السيوف المتثلمة
تحملها
و تعود إلى المدن المسلوبة
وقلبي يهتف خلفها
لمن هذي الشفاه النازفة
والشعر المقطع بالسيوف
زفير من هذا
الذي يعصف بالدم ؟
خيول من
تلك التي تركل الأفق بحوافرها؟
من هذا الممدد
كنهر من الدموع ؟
والعواهر تستحم فيه
بأثدائها المتدلية كالحبال
وأمواجه المشمئزة
كوجوه باسلة |