عذرا لأستاذي مدني صالح

فرح ..

استبشر ..

تقافز راقصا ..

أنا الذي فرح واستبشرت راقصا، لأنني وجدت فتاة الوركاء كانت مسروقة من المتحف.

من بغدادي، وليس من بغداد كم، تذكرتها جيدا عيون وآذان بدائية في صنعتها، ولكن ثمة حساسية في

صوغ الوجوه وإحساسا بالشخصية .

تذكرها فتراءت له ..

تراءت له كأنها معه ..

تراءت له صورة ..

تراءت له خيالا ..

وتراءت له طيفا ..

هكذا راسك أيها الشمرية المنتظرة.، تطابقت الصياغة والمقاييس، وسرقوك مرة ثانية

ولكن هذه المرة وطنك الصغير،، واسكتوا فمك على أن لاتنطقي بأي شيء، وأنا تعاملت معك

تعامل حساس، تعامل فنان نحات، رافد يني الأصل ليس لأنك فتاة الوركاء، ولكن فتاة عراقية

تعاملت مع الخدين والفم والذقن. وتعاملت مع العيون وتباطأت بهم ، لأنني كنت بحاجة

إلى طاقة حيوية تكون نافذة المفعول مع الروح والانفعالات الشعورية .

تراءت لي وكأنها حقيقة حاضرة معي بالرغم من أنها مسروقة، وأتذكر إني سألتها مرة

وتحديدا في عام 1999، وسالت سميرا ميس في الألف الثاني قبل الميلاد .

انتظار تحب الفواكه بلا استثناء، ولكن من أين أجيء بنبو خذ نصر ليبني جنائن معلقة

لها وفتاة الوركاء تحب الفواكه، ورباب تحب التين الأسود كما قال صابر، في مقامة

مدني صالح الأولى . قرر صابر أن يصعد الشجيرات، وقرر فنان الرافدين بناء الجنائن

وبدا السباق: واشتد الصياح فتاة الوركاء انتظار الشمري ، ورباب مدني صالح، وسميرا ميس

نبوخذ نصر. أسماؤكم الثلاثية رجاء بلا ألقاب وقلت إنا هم رافدينيون عراقيون وجاء دوري

لأفرغ حيويتي، وأحولها خطاب رمزي امزج به النظم العاطفية، والوجدانية، لأنها الوسيط بيني

وبين هؤلاء وأنا الفائز منهم ، لأنني حولت كل المدركات إلى صور تشكيلية وكانت بعدي

فتاة الوركاء تكبر وتتبختر وتمشي مختلة على الرمل، مثل الطاووس. لم أر أحدا مثلها ولا هي

مبالغة في شكلها، ولكن وجدت شيء لم أعطيه، ولا يمكن إرجاعه، أنها مسروقة هذا الأمر هين ؟

تظهر فيما بعد . أنها متخفية نعم ولكن إنا الذي نقبت عنها فوجدتها وأنت تأخذها لماذا؟

هي ملك بغداد، ملك الرافدين، ملك النهرين، أرجعها؟ إلى أخواتها لتعمل مع كان وأخواتها

شغلي الشاغل الآن هي ؟ فتاتي الوركاء وانتظار وسميرا ميس أنها خصو صيتي إنها

حضارتي السومرية، لتجعليني في قلق نفسي أيتها العراقية وأنت في دار الغربة

مع أخواتك. فكي الأسر عنهم لننطلق بلغتنا العربية . لنحتفل مع سومر بكينونته الطينية

بالبساطة، ومظاهرها البدائية أوصليني لأبلغ لب الحقيقة، في نقاء الوجود كما وصلت

رباب مدني، ووصلت سميرا ميس، نبو خذ نصر، وبقيت أنا أراوح لعل فتاة الوركاء ترجع

وانتظار تعود وانوب عن الالهه ( انانا ) واله ( دموزي ) وانشد الشعر :

حول كتفي عروسه المحبوبة كان يضع ذراعيه

حول كتفي ( انانا ) المقدسة كان يضع ذراعيه

كانت مثل ضوء النهار وهي تعتلي العرش

والملك كأنه الشمس وكانت كل مظاهر الفرح

تجري أمامها والطعام الشهي يوضع أمامه

وذوو الرؤوس السود يمرون أمامها على

دقات طبل أعلى من الرعد وقيثارة تنعش الروح

وأنا أقول صدقت ( يافريزر ) الشبيه ينتج الشبيه