|
|
العراقيون موحدون من بايدن الى شذى حسون |
|
|
|
|
تاريخ النشر
17/10/2007 06:00 AM
|
|
|
لماذا لانناقش خطة بايدن بهدوء ؟ربما ثمة من يقول ان هذه الخطة التي تحولت الى قرار تبناه الكونغرس الاميركي بالاغلبية امر خطير لايمكن السكوت عليه . وحين ينبري من يقول ان هذه الخطة غير ملزمة للادارة الاميركية التي اعلنت صراحة عدم موافقتها عليها فان الجواب ياتي سريعا هذه المرة من طارق الهاشمي الذي قال ان الخطة غير الملزمة الان يمكن ان تكون ملزمة غدا .وبين هذا وذاك من الاراء تجد من يلفت نظرك الى توحد العراقيين سنة وشيعة ــ باستثناء الاكراد كما يرى المغرضون ونصف المغرضين ـــ لرفض هذا القرار . وهناك من بين الكتاب والصحفيين سواء من كتاب الافتتاحيات او الاعمدة من هلل فرحا بهذه الوحدة الجديدة بين الشيعة والسنة حفاظا على وحدة العراق ومن يلفت نظرك الى اهمية هذه الوحدة التي يتمنى ان لايغلبها غلاب . وازاء ذلك لاتجد سوى ان تقول لهؤلاء الفرحين بهذه الوحدة ان العراقييين سبق ان توحدوا ازاء قضايا بعضها ( تافهة ) للاسف مثل فوز شذى حسون ببرنامج ستار اكاديمي .. الم يمنحها العراقيون سبعة ملايين صوت ؟ ثم توحد العراقيون خلف الفريق الوطني واطلقوا لعدة ساعات زخات هائلة من الرصاص راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الابرياء لكن بنيران صديقة هذه المرة وليس بنيران الحرب الاهلية التي تشتعل بين الطرفين عندما لاتكون هناك شذى حسون جديدة تتنافس على لقب فني او منتخب وطني يتنافس على لقب قاري . اما خطة بايدن فلها حكاية مختلفة .. ولعل السؤال واجب الطرح هو .. لماذا طرح بايدن وسواه مشاريعهم سواء كانت لاغراض تقسيمية مثل مايرى المتخوفون على وحدة العراق او لاغراض فيدرالية مثل مايرى المتخوفون على وحدة العراق ايضا لكن من منظور اخر وهو الخوف من عودة الدولة المركزية ثانية باسم هذه الوحدة .ونحن ازاء فهم قد يبدو مختلفا وشديد الارتباك لمفهوم الفيدرالية ( الاتحادية ) من جهة او التقسيم على اسس عرقية او طائفية من جهة اخرى . ويتضح في سياق هذا الاختلاف ان الدستور العراقي النافذ لم يحسم على مايبدو هذه القضايا الاشكالية . واذا كان قد حسمها لغويا كمواد دستورية فانه لم يزيل المخاوف المترسبة على امتداد عقود من الزمن بين المكونات الرئيسية للشعب العراقي وهم الشيعة والسنة والاكراد . فكلما مررنا بازمة من اي نوع نعود الى المربع الاول واذا جدول المخاوف ثابت لايكاد يتزعزع . فالشيعة وهم الان اغلبية حاكمة لايزال الخوف من الماضي يهيمن عليهم . والسنة وهم الان اقلية مهمشة طبقا للمعادلات السياسية الحالية يخشون من المستقبل . اما الاكراد الذين هم ضحية التاريخ المشترك للانظمة العروبية التي حكمت باسم الدولة القومية فانهم يخشون الحاضر . واذا عدنا لخطة بايدن ( مجلس الشيوخ ) كقاسم مشترك بين المخاوف التي اشرنا اليها فاننا نلاحظ ان الشيعة والسنة توحدوا لرفض الخطة انطلاقا من شعورمشترك لكليهما بامكانية امتلاك الماضي والمستقبل عند زوال الازمة الراهنة التي يحمل كل طرف الطرف الاخر مسؤولية حدوثها والنتائج المترتبة عليها . في حين ان الاكراد الذين ايدو رسميا خطة بايدن من منطلق انها لاتتعارض مع الدستور فانهم وعلى مايبدو في عجلة من امرهم لكسب الحاضر طالما انهم كانوا ضحية الماضي والمستقبل لايزال في علم الغيب . واستنادا الى هذه النظرة دعت حكومة اقليم كردستان شركائها في الوطن من احزاب وقوى سياسية الى عقد مؤتمر حول الفيدرالية في اربيل لكي يعرف كل ذي حق حقه . اذ ربما هناك نقاط غامضة ينبغي ايضاحها بشان هذه الفيدرالية التي تبناها الدستور العراقي قبل اكثر من سنة ووافق عليها كل من دخل العملية السياسية .غير ان مايلفت النظر من وجهة النظر الكردية هو ان ماجاء به بايدن لايكاد يختلف عما اقره الدستور .. فلماذا خرج ملايين العراقيين مؤيدين بهتافات وعراضات واهازيج للدستور الفيدرالي بينما عارض نفس هؤلاء العراقيين خطة بايدين وكان هناك فهمين او منظورين للفيدرالية اوالاتحادية . ثم ان حكومة اقليم كردستان قالت للعرب ( شيعة وسنة ) كلاما صريحا وهو ان ( العراق العربي ) مقسم من الناحية العملية بين الشيعة والسنة . وبصرف النظر عن كون بايدن تدخل في شان عراقي محسوم وفق الدستور وان كل ماجاء به لايعدو ان يكون مزايدة انتخابية مفهومة في هذا الوقت من تاريخ الانتخابات الاميركية فان مايجب التوقف عنده هو ان كل مايجري سببه الخلافات الشيعية ــ السنية التي لاتقف عند حد .. فهم مختلفون على قانون اجتثاث البعث مثل ماهم مختلفون اذا كان عبد الناصر الجنابي يستحق الاقالة من البرلمان او قبول الاستقالة .وبين هذا وذاك فان طبول ( الوحدة الوطنية ) تقرع طالما ان العراقيين موحدون من بايدن الى شذى حسون . |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ حمزة مصطفى
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|