يولد الإنسان وهو في غاية الصفاء والنقاء وخالي تماماً من العيوب والذنوب وعندما تبحث في صفحاته تجدها خالية من كل الآثام التي ستثقل كاهله على مر السنين إذا قدر الله سبحانه وتعالى إن يطيل في عمره وكلما مد العمر جناحيه كثرة حسناته واثقلت كاهله السيئات، تلك الحسنات التي يحصل عليها بالعمل الحسن، والسيئات التي تأتي أليه بمحض إرادته تارة ورغما عنه تارة أخرى ، والإنسان يصنع مسيرة حياته بأرادته مهما تدخل الأهل في تربيته منذ إن يولد الى إن يصل الى السن التي لا يسمح لأهله بالتدخل في حياته الخاصة هذا في حالة وجود الأهل الذين يجيدون التربية وفق أسس ومعايير سليمة ، إما في حالة عدم وجودهم أصلاً ( فأقرأ على الدنيا السلام ) . ولا تخلوا حياة البشر من الخير والشر فهناك من يتخذ طريق الخير مساراً ثابتا له وعلى أساس هذا المبدأ تبنى حياته ومنه نستطيع أن نميز الناس الخيرين من (العلماء والأدباء والمكتشفين ورجال الدين الحقيقيين وبقية الناس الصالحين ) وغيرهم من البشر الذين أفادوا الإنسان بأفعالهم وأقوالهم وما قدمته أيديهم من اجل إسعاد البشرية ، يقابل ذلك من يسلك الطريق الأخر والذي يتناقض كليا مع الخير ولا يلتقي معه أبداً والذي منه يصنع اعتي أنواع المجرمين المحترفين وعلى أيديهم يتم تدمير خلق الله ، بعد أن يستخدموا كل فنون الجريمة المنظمة والعشوائية
بحق أو من غير حق وليس في قاموسهم مفردات ( العدل والرحمة والشفقة وكظم الغيظ والعفو عند المقدرة ) ...الخ من التي باستطاعتهم استخدامها لترك الناس يعيشون بأمان الله ، وهناك الفئة الثالثة التي تتخبط بين الخير والشر تفعل هذا وتسرع بان تنسخه بعد لحظات لتفعل النقيض ، وهذه الفئة هي التي تحاول إرباك ( الكرام الكاتبين ) الذين لم يتمكنا من تسجيل الحسنات والسيئات بنفس السرعة التي يقوم بها أفراد هذه الفئة ، ومن نماذج تلك الفئة صدام حسين وجورج بوش وهما رجلان حالهم حال بقية خلق الله من حيث التكوين ( الفيسلوجي ) وليس لديهم زيادة اونقصان عن بقية البشر من حيث العقل والأعضاء والخصائص والميزات الجسدية الأخرى، لكنهما اختلفا عن بقية اقرأنهم بأنهم سنحت لهم الفرصه بحيث تسلطا على رقاب الرعية في (العراق) حيث تمكن الأول من التربع على عرش السلطة من خلال استلامه (الراية )من خلفه ورفيقه البكر ، والثاني جاء من عبر المحيط الأطلسي و دخل العراق غازيا بقوة السلاح تحت شعار ( التحرير ) وارساء دعائم الديمقراطيه في هذا البلد المبتلى من النظام السابق, لكل من الرجلين مساوئ في العراق أثقلت كاهل الشعب وعانى منها الأمرين ولازال يعاني الى يومنا هذا ، ولهما في المقابل (حسنات متشابه) سجلت لهما في سجل الحسنات عسى آن تخفف من سيئاتهم ومساوئهم اتجاه شعب العراق يوم يقفا عند الميزان وأمام الله جلة قدرته ، ليعرف كل منهما ماله وما عليه من حسنات وسيئات والتي على أساسها
سيكون الحكم لله فيما يخص العقاب والثواب .
سوف لن أتطرق الى مساوئ الرجلين في موضوعي هذا لكون الأول قد ترك الدنيا ورحل لملاقاة ربه و(النبش في قبور الموتى حرام) ، وكذلك الثاني سوف لن اقترب من مساوئه لكوني أخشى على حياتي من
جنوده القذرين المتواجدين على ارض بلدي، لكوني لازلت في العراق ، وليسوا ببعيدين عني
وقبل أن ادخل بموضوع ( الحسنات ) التي استطاع صدام حسين الحصول عليها من خلال وظيفته كرئيس للشعب العراقي لثلاث عقود من الزمن ، أود أن أوضح بان الحسنا ت التي تسجل للإنسان تأتي من أفعال حسنه كبيرة كانت أم صغيرة كإطعام قطة جائعة أو أسقاء كلب يلهث من العطش أوالتكرم على (فيالق) الإشارات الضوئية من نساء ورجال وأطفال من الذين تراهم صباحا ومساءً وأياديهم ممدودة الى نوافذ السيارات التي توقفها الاشارات الضوئية بعد أن يجبرك ويقسم عليك بـ ( العباس ) أن تعطيه مبلغاً من المال ليسد رمق جوعه ،مبررا قوله بأنه يشحذ لعدم استلامه حصته من ( نفط بلاده ) لحد ألان وانه سمع من أبائه بان الباشا ( نوري السعيد ) قد وعدهم بذلك ولازالوا ينتظرون قرار نوري السعيد لحد ألان ، وهناك الكثير من الافضال و الحسنات التي يقدمها البشر لأخيه البشر لسد حاجته من شيء يفتقده ومتيسر ومبذول لدى الآخرين ،
أما الحسنات التي سجلت لصدام حسين فان الرجل قام بإطعام ( مليارات ) من ( دودة القبر ) تلك الدودة العمياء التي تقتات على الجثث بعد أن تطمر تحت الأرض ولولا لحم البشر لنقرضت هذه
الحشرة التي لها فضلاً علينا بعد أن نموت حيث تبتلع كل شيء جميل وسيء في أجسادنا وتخلصنا من الآلام والحسرات والجروح التي تملا صدورنا مما نراه في حياتنا اليوم والايام التي مضت والتي ترافقنا تحت الكفن ، فتصور عمق السخاء لذلك الرجل الذي دفن تحت الأرض وفي ( مقابر جماعية ) والمكتشف منها فقط أكثر من سبعمائة وخمسون ألف جثة بين رجل وأمراه وطفل ، وكل جثة لو افترضنا بان متوسط الدود الذي يقتات عليها أو الذي يخصص لها بـ (1000) دودة ، وبعد إجراء العمليات الحسابية المعقدة والمزعجة سنتوصل بان العراق يحتاج الى استيراد كميات كبيرة من{الدود مقابل النفط }على غرار { النفط مقابل الغذاء والدواء }واعتقد ولست متأكدا من ذلك بأن ( دود القبر ) التي في دول الجوارأغلبها قررت اللجوء الى
العراق وبطريقة غير شرعية وبدون جواز سفر لكون ( الخير) فيه من الجثث يعتبر لديها من الكنوز التي لانفرط بها أطلاقاً.
يضاف الى ذلك الضحايا الأبرياء الذين غادرونا بسن مبكرة خلال الحرب العراقية الايرانيه ولكي لانظلم الرجل سنضيف أليه جثث حرب احتلال الكويت وضحايا الانتفاضة الشعبانية عام 1991 م ، كذلك سجلت باسمه وللدود الذي التهمها له فيها حسنات .
أما ( السيد ) بوش و جنوده القذرين !! فليس لديه حسنات في ارض أمريكا لكونه مفرط في احتساء الخمره التي حرمها الله سبحانه وتعالى على جميع خلقه ، ففكر بغباء السياسيين وبدهاء الأغبياء
من غير السياسيين عندما تسنح لهم الفرصه بان يفكروا ، فوجد أحسن حل لغرض معادلة السيئات المسجلة
بأسمه بحسنات هو احتلال العراق وذبح الأبرياء من شعبه وبدم بارد وبشتى الطرق والوسائل ، ولكي لايقال له بأنه سرق فكرة الحصول على الحسنات من صدام حسين ، فقرر أن يطعم ( الكلاب السائبة ) التي تجوب شوارع العراق انطلاقاً من مقولة ( الرفق بالحيوان ) بدلا من أطعام ( دودة القبر المتخمة ) ولغرض إرضاء الجمعيات العالمية التي تعتني بـ ( حقوق الحيوان ) وتفنن الخبراء الأمريكان في تنفيذ أوامر( بوشهم المثقل بالذنوب ) واستطاعوا أن يكتشفوا شتى الفنون في جعل أجساد العراقيين الأبرياء تتطاير في الهواء ولمسافات بعيدة من مواقع الانفجارات العنيفة والمدوية والتي تعودت الكلاب العراقية الى الوصول الى موقع الانفجار
بعد أن تستدل على الموقع بواسطة أذنيها وانفها الذي لايخطأ وأصبحت لديها الخبرة بحيث تستطيع أن تخمن عدد الضحايا وهي في شدة جريها ومقياسها في ذلك قوة أو ضعف الانفجار ، كما أنها تستطيع أن تميز بان هذا انفجار سيارة (مفخخة) وذاك (عبوة ناسفة) والأخر( حزام ناسف) أما الاطلاقات الخفيفة فهذا يعني أن ركاب أحدى سيارات (الكيا) قد أبيدوا عن بكرة أبيهم بعد أن قتلهم الأمريكان لعدم احترامهم والتوقف بعجلاتهم خراج الشارع العام الذي يسلكه الرتل الامريكي ، وبعد أن يقوم عمال عجلات الإسعاف بجمع أشلاء جثث الشهداء على عجل خوفاً من انفجار ثاني قد يحصل في نفس المكان مما يسبب بترك الكثير من اللحم ليكون مائدة عامرة لتلك الكلاب التي تترحم لبوش ولاجداده النجسين والذين ينحدرون من نفس الفصيلة (الكلابيه ) الذين لايهمهم اللحم العراقي الطاهر بقدر مايهمهم الرفق بالحيوان . |