القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ الامريكي يوم الأربعاء الماضي ، قد أسقط القناع عن الغول ، ليكشف عن وجهه القبيح باعتباره " مدمِّرا ً " للعراق وليس محررا كما زعم سـَدَنة البيت الابيض ودهاقنة مجلس الشيوخ وجنرالات البنتاغون .. فهم يريدون للعراق الواحد الموحد ، أن يغدو ثلاثة كيانات طائفية
هشة ، في تحدّ ٍ سافر لإرادة الشعب العراقي ، وللمجتمع الدولي الذي عرف العراق عضوا كامل العضوية ـ بل وفي تحدّ ٍ للقانون الدولي ووثيقة " الشرعة الدولية لحقوق الانسان " والتي نصت في القسم الاول / ملحقها " ب " من الشرعة الدولية للحقوق المدنية والسياسية ـ / المادة الاولى ، على إنه : ( لجميع الشعوب الحق في تقرير المصير ، ولها استنادا الى هذا الحق ، أن تقرر بحرية كيانها السياسي ) .. ولقد قررالشعب العراقي مصيره منذ دهور ، ولا رجعة عنه حتى لو تواجد صوت طائفي أو عرقي نشاز يستمرئه خارج سرب الشعب الموحد .
أما الادّعاء بأن دواعي التقسيم ، هي إعادة الأمن والاستقرار ووضع حدّ ٍ للمرض الطائفي المستفحل ـ فهو زعم باطل ، لأن المحتل هو الذي هيّأ مناخ اللا استقرار عندما تعمد حل القوات المسلحة ، مثلما هو الذي غرس بذور الطائفية في بعض مواد الدستور .
حسنا فعل السيد رئيس الوزراء برفضه فكرة التقسيم ... غير أن هذا الرفض الرسمي ، يجب أن يُشفع برسالة جماهيرية عبر تظاهرات عارمة تنديدا بالقرار واستهجانا له ، مع المطالبة بالسيادة العراقية الكاملة ووضع جدول زمني لانسحاب " السكاكين متعددة الجنسية ".. فقرار مجلس الشيوخ الامريكي ، يعني بالضرورة ، عدم اعترافه بسيادتنا واستقلالنا الوطنيَين .
على الاحزاب الوطنية العراقية ومنظمات المجتمع المدني ، حشد طاقاتها لأدانة هذا التصرف الامريكي الخطير ، وعدم الركون الى كونه غير ملزم التنفيذ من قبل البيت الابيض ... فقد تكون جملة " غير ملزم التنفيذ " بالون اختبار لمعرفة ردود فعل الجماهير الشعبية العراقية واحزابها ومنظماتها .
ليكن شعار " العراق أكبر من أن يُبتلع .. وأصغر من أن يُجزأ " جوابا على قرار مجلس الشيوخ الامريكي . |