صدر قبل بضعة أشهر كتاب قيّم للمؤلف رشيد الخيون بعنوان ( المشروطة والمستبدة ) طبع ونشر مركز الدراسات الإستراتيجية وقد حوى الكتاب على معلومات قيّمة وأراء فذة عن حقبة من الزمن مر بها العلماء من الطائفتين في بدايات القرن العشرين وما رافق ذلك من فتاوى وأحداث .
ولكن بعد قراءة الكتاب وجدته لا يخلو من هفوات أوقع نفسه فيها ولا اعلم هل عن قصد أم قلة اطلاع أو إنها جاءت من مصادر ضعيفة ولكن بالنتيجة تعتبر شطحات صدرت منه .
الشطحة الأولى في ص 59 أشار الخيون إلى العملية الانتخابية في العراق وقال ( إن مصير العملية الانتخابية والديمقراطية برمتها تأثرت بفتوى المجتهد آية الله علي السيستاني بغض النظر عن مصلحة الناخب وشخصية المنتخب أصبح الناخب أو الناخبة ملتزمين بفتوى تأييد هذه القائمة أو تلك فهي الطريق إلى الجنة وخدمة وطاعة آل البيت وهذا بحد ذاته تسفيه للعملية الديمقراطية ومصادرة باسم الدين )أليست الديمقراطية الخضوع للأكثرية مع ضمان حقوق الأقلية ؟ فإذا كان اغلب الشعب العراقي من الشيعة الذين يلتزمون بآراء السيد السيستاني فهل هذا يعني إن العملية الانتخابية تأثرت ؟! وأحب أن أوضح إن السيد السيستاني لم يصدر فتوى بوجوب انتخاب هذه القائمة أو تلك ولكن كان جل اهتمامه هو إنجاح العملية الانتخابية ولعلك أدرى بذلك ولا يحق لك إن تجهل ما تلقاه الشيعة من اتفاقيات النقيب وكوكس وما تبع ذلك من ويلات إلى الساعة ندفع ثمنها ، ومن جانب أخر أثبتت الانتخابات إن الشيعة هم الأغلبية المطلقة في العراق على عكس ما ادعاه بعض ضعاف النفوس ، وادعائك إن المشاركة في الانتخاب هو الطريق إلى الجنة فهذا كلام عيب جدا إن يصدر منك فالكاتب مسئول أمام الله قبل أن يكون مسئول أمام قرائه ، من أين لك هذه الافتراءات وان طريق الجنة هذا أو ذاك فوالله لقد جنيت على قلمك وعلى الشيعة في العراق ، عيب هذا يا رشيد .
الشطحة الثانية في ص 164يقول المتجني على الحقائق ( وقعد في داره خائفا ـ السيد كاظم اليزدي ـ يترقب وقد أرادوا قتله لكن رؤساء إعراب النجف وهم من أهل الغيرة....)وفي الهامش علقت على كلمة الأعراب فكان تعليقك ليس في محله وهو إن السيد الموسوي أشاد بإيمان الأعراب مخالفة لقول القرآن فيهم وهو يعلم إن أعراب النجف ليسوا هم المقصودين في الآية فما الداعي إلى الهامش ؟!
الشطحة الثالثة في ص 169كتب عن جهاد العلماء ضد الانكليز هذا نصه (لأنها كانت تدافع عن مستعمر أخر هو المستعمر العثماني )كيف تجرأ وكتب هذه الكلمات إلا إذا كانت غايته تدليس الحقائق أو قصور في الفهم فهل كان جهادهم الدفاع عن العثمانيين أم عن الإسلام والوطن ياخيون لقد خيبت الظن والله .
الشطحة الرابعة في ص 213( لقد لعبت المنافسة بين المراجع دورها أيضا في الحث على ترجمة كتاب النائيني الى العربية خلافا لرغبة مؤلفه وكان ذلك عملا قريبا من نفس المرجع الديني أبي الحسن الاصفهاني ، الذي كان يشعر بمضايقة من وجود الإمام النائيني ) لا أقول أكثر من مع الأسف عليك ياخيون وياخاقاني الذي اسرد في كتابه شعراء الغري عن وجود مضايقات بين العلماء ، ولا اعلم هل اختلاف العلماء في تفسير أية أو حديث يعني هذا مضايقة ،اقرأوا جيدا كتاب قصص وخواطر العلماء للكاتب البحراني عبد العظيم البحراني حتى تطلعوا عن كثب على أخلاقيات العلماء وكيف هي العلاقة بينهم .
الشطحة الخامسة في ص 245 وفي الهامش ذكر ما هذا معناه ان الحجاب الذي يريده الله ليس بضمنه حجاب الشعر واستدل بآيات قرآنية تأمر بالحجاب ولم تذكر الشعر من ضمنه ، يا أخي المؤلف لماذا تقحم نفسك في مجلس تذم من وراءه وتحشر قلمك فيما لا علم لك به وأنت ذكرت آية استشهدت بها عليك لا لك وهي ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) حيث كانت النساء سابقا أي في عهد الرسول (ص) يقمن بلف الخمر على الرأس فقط وكان الجيب وهو الثوب الذي لايؤدي إلى إخفاء الصدر فامر الله عز وجل بوضع الخمار بطريقة يحجب الراس والصدر مع السماح بإظهار زينتهن والمقصود هو أماكن وضع الزينة وهي الوجه والكفين والقدمين مع جواز إظهار الأذن أو المنع حسب ما تراه المرأة نفسها ( تفسير الميزان )، فمن أين لك إن الشعر لم يكن ضمن الحجاب ؟ ومن ثم ألا تعلم إن الكثير من الآيات تكون السنة المحمدية هي الموضحة للغموض الذي لا يفهمه أنا وأنت .
الشطحات كثيرة في الكتاب ولكن هذا الذي استطعت من الكتابة عنه ،راجع فكرك ثم قلمك ولا تتجنى على ما لا علم لك به |