الزقاق الاول
من أراد أن يأخذ من الحب الحظ الوافر والنصيب الكافي فلا بد له أن يطبق كل ما يريده حبيبه على حالات نفسه ملئها التوازن والود المتبادل حتى يستفيد من روح حبيبه استفادة كاملة .. وينبغي بل يجب على قلب الحبيب أن يجل أذا ذكر اسم حبيبه .. وإذا سمع أو اطلع على أفعاله الحسنة وسلوكه الرائع تراه يزداد حبه ومكانه في قلبه , وهنا يتحقق المعنى الواقعي لطاعة الحبيب
الزقاق الثاني
العاشق لا يتجاسر في محضر عشيقته, والحبية لا تتجاسر في محضر حبيبها .. أن للحب مقام مقدس يجب أن لا ننتهك حرماته الوجدانية والأخلاقية ولا فرق هنا في القدسية سواء كانت باطنية أو تعود إلى المملكة الظاهرية للحب .. فغير ممكن أن يكون قلب العاشق نورانيا بحبه ولا يكون اللسان والكلام والعين والنظر والسمع والاستماع نورانيا . فالعاشق النوراني هو الذي تكون جميع قواه الملكية والملكوتية منيرة ملئها الحنان والرحمة ويجب أن تكون الإنارة مركزة على الحبيب الذي أوقدت هذه الإنارة من اجله لكي يهتدي الطريق طريق الحب والعشق والهيام والتناغم والمحبة والخير والعطاء والإنسانية . فمضافا إلى هداية حبيبه إلى السعادة والحب المستقيم يكون مضيئا لسائر العشاق وأهل الحب ويهديهم إلى طريق مدرسة الغرام.. وان أول درس يجب أن يتعلمه رواد هذه المدرسة هو أن تعتمد على حبيبك وتثق به فتقطع الطمع عن ما تجده في طريقك وجامعتك وعملك والشارع والمناسبة وبعبارة أدق أن لا تطمع أن تتعرف على غيره وتصبح كالذي يجمع الأرقام.. عليك أن تحط رحل حاجتك المعنوية والمادية على باب الغنى المطلق وهو ( الحب الاول) .
الزقاق الثالث
حقيقة الحب هو العروج إلى مقام القرب والوصول إلى مقام الحبيب .. والسعي من اجل التربع والجلوس في قلبه واخذ مكان في جميع جوارحه وأحاسيسه ومشاعره وعواطفه وهواجسه .
فالوصول للحبيب أو المعشوق أو المقصود أو الغاية يلزم على القاصد أن يكون متطهرا من الإطماع والرغبات الوقتية الآنية الزائلة والمصلحة والمصالح الحيوانية !! ..
وعليه أن يعلم أن ما تقدم هي أشواك هذا الطريق وهي موانع العروج إلى ما تحب فمن شروط الحب والدخول في مدرسته واخذ مقعد في صفوفه يلزم رفع الموانع السالفة الذكر كي تتصف بالعاشق النظيف الذي يريد أن يدخل عالم نور الحب من خلال مدرسة العشق .. فان لم تلتزم بما مر لا يكون لك أي حظ من حضور دروس الحب والعشق والغرام والهيام والحنان والدفء التي تلقى على مسامع وقلوب رواد مدرسة الأرواح العاشقة المغرمة المتناغمة المتعانقة
( أمتعكم الله بها )
الزقاق الرابع
يجب على كل عاشق أن يبدل أوصافه وأخلاقه السيئة إلى الأوصاف والأخلاق الكاملة ويفنى في بحر الحب والحبيب والعشق والمعشوق والغرام والمغرم. هذا البحر الذي لا يدرك عمقه وأسراره وجماله وكنوزه وعطائه ورونقه وصفائه ألا من غاص فيه وجرب عمقه .
ولكنه بحر ذات حدين لا يقبل الخطأ فان كنت لا تجيد فن الغوص فانك ستغرق وتموت ولا مكان ومجال واحتمال للنجاة خطئك يعني موتك !! إن بحر العشق والحب بحر متلاطم غير متناهي عنيد ذو كبرياء واستعلاء ملئه الأنفة ولكنه يملك القدرة على أن يبدل الأرواح المظلمة المتعبة بأرواح بيضاء مشرقة ويحقق لمن يتفنن الإبحار أن يضمه إلى مملكته وجوده ولؤلؤه ومرجانه ويصافحه ويضيفه إلى أسماء الجمال العائمة على أمواجه وهي تصافح الشمس وتتوضأ بالسحاب وتتبادل أطراف الحديث بجلسة سومرية عراقية يتخللها ضوء قمر ربي .
(( المنعطف ))
من خلال الأزقة الأربعة الأنفة الذكر حاولت أن اغسل نفسي ونفوس بعض العاشقين بماء الحب الدافئ الطاهر وبأ رتياض مقدس يطهر القلب الذي هو محل الحب أو سر الحب وبصلاحه تصلح مملكة العاشقين وبفساده تفسد كلها !!.
إن أعظم المشاكل التي تواجه رواد هذه المملكة أو المدرسة هي قذارة الجهل التي لا يمكن تطهيرها بسبعة أبحر وأعجزت رواد مدرسة العشق العظماء . وياريت جهل وحسب وإنما جهل مركب والذي احسبه منشأ الداء العضال لهذه المملكة المقدسة الرائعة .. وخطورته تكمن في إنكار مقام وتضحية ومعاناة الحبيب أو المعشوق.
وان العاشق الذي يحمل الجهل المركب تراه دوما يعتمد مبدأ سوء الظن ضد القلب والإنسان الذي عشقه وهام به . ولهذا تراه لا يتقدم خطوة إلى مملكة الحب أو مدرسة العشق . ولا أكتمكم إنني وجدت هذه الكدورة كدورة (( الجهل المركب )) تطفي نور الحب الذي هو مصباح طريق المملكة .. وتنطفئ بها نار العشق التي هي براق العروج إلى المقامات السامية التي تتناغم بها وعليها قيثارة المتحابين ونغمات العاشقين .
ولهذا ترى صاحب الجهل مخلد في ارض صبخة لاحياة فيها ولا حبيب يتفقده ويأخذ بيده إلى الحدود حدود مدرسة الحب أو حدود مملكة العشق . ومن صفات العاشق العاقل أن يحذر هذا المنعطف الذي لا يخلو من خطورة .
وأخيرا بكت حبيبتي وبكيت !!! |