سبحان الله تعالى والإجلال الى ملكوته المقدس وسماواته العلى وملاين الصلاة والقبل لمحمد العظيم وعلى بيته الأطهار واصحابه الأخيار والى الصالحين ممن عقدوا العزم بموالاته إلى يوم الفصل العظيم .
مخابئ الأيام والأقدار ترفدك بعزائم الأمور وطهارة المورد وجنائن الخلد وان سبر أغوار الناس يأتي من خلال العلاقة الروحية والمهنية والإنسانية وغيرها وتأسيسا على ما ورد وحصرا 1965 وفي يوم تشريني صدر أمر تعيني معلما في مدرسة المتنبي الابتدائية التابعة الى مديرية تربية لواء المنتفك ( الناصرية ) لقد غمرتني الغبطة والانشراح ولم أتمالك نفسي لذلك الهوس الجنوني الذي أصابني نتيجة الصك ألغفراني الحياتي الذي تحقق للتو سبحت في فيض من الأماني والامانيات وغدوت في تلك الحدائق الوردية متأبطا امر التعين الوظيفي وأسرعت صوب نهر الغراف السومري لغرض المباشرة , انتظرت بفارغ من الصبر العبارة ( الطبكه ) كما يحلو للعامة تسميتها وما هي الا دقائق وانا في الصوب الاخر من النهر امتطيت دراجتي الهوائية التي هي الواسطة الوحيدة للنقل آنذاك لقلت وسائط النقل الحديثة وانعدام الطرق المعبدة ورحت أصارع بقوة تلك الدراجة التي اشتريتها للتو بثلاثة دنانير لا غير تعرضت خلال الرحلة لتيارات هوائية عنيفة كادت ان تصرعني أرضا وتسرق فرحتي التي جاءت بي الى تلك القيعان والفيافي , سلكت أكتاف الأنهار الشديدة الانعطاف والانحدار وسببت لي الكثير من الإحراج اما عبور الأنهار والترع فهي سراط مستقيم بشري لان مقاطع تلك المجسرات من جذوع اشجار النخيل التي ترك عليها الزمن بصماته فأحالها الى اعجاز نخل خاوية والحق يقال ان تلك الاراضي والقيعان التي اخترقتها الدراجةكانت شديدة الخضرة والرواء تشابكت عندها الانهار والنهيرات والمصطحات المائية الجميلة وكانت بحق شراين واوردة بشرية تتصل بالقلب تستلطفه عله ينجدها ويرفدها بالمزيد من المياه لتسقي تلك المزارع الغناء ركنت دراجتي الهوائيه صوب سياج المدرسة الطيني ودلفت صوب ادارة المدرسة هب المدير وزملائي المعلمين لاستقبالي بحفاوة واحتضان ملتمسين مني نبذ المتاعب التي رافقتني خلال ألمجي طالبين الصبر والجلد لان التعليم رسالة تتطلب الأعباء والمشاق الغاية منها ارساء وبناء جيل عراقي جديد والله صدقت النبوءة وقطفت الثمار وجاء الزمن الوردي اخذ المدير بيدي صوب التلاميذ للتعريف بهم وتركني في الصف الخامس الابتدائي هالني ذلك الجميع الوسيم من التلاميذ ونظراتهم الثاقبة واجسامهم الممتلئة وهندانهم الحسن علاوة على جمالهم الإلهي الذي قل نظيره انني في باحة حضرية وليس ريفية أحاطت جموع التلاميذ بي وكأنهم في معرفة سابقة بي ولا اخفي سرا كنت من الرياضيين البارزين ولكل يعلم ما لمعلم الرياضة من حظوة ومكانة من لدن هؤلاء التلاميذ بدأت التعرف على أسمائهم مشيرا الى احدهم ما اسمك ؟ أجاب بثبات اسمي
( عبد الجبار جخيم تميم الرفاعي ) كان وسيما يضرب عليه الخجل والحياء واستفسرت من الاخر فا جاب بلهفة وندفاع اسمي ( كاطع نجمان الركابي ) وكان كزميله .... ولله دره انهم اليوم قادة في زحمة الحدث العراقي انهم سنابل الخير العراقي وحصاد بركة المعرفة وادوات الفعل الخير وحزمة الضوء الواعد ومشكاة النور المتوقدة فالأستاذ عبد الجبار الرفاعي من فلاسفة العراق الشباب وصاحب مؤسسة فلسفة الدين والكلام الجديد وانه شخصية إسلامية عالمية ومستشارا في رئاسة الجمهورية واما الاستاذ كاطع نجمان الركابي فهو من مستشاري دولة رئيس الوزراء فالحمد لله على تبوئهما مقعدين في صدارة الامة العراقية لقدتوطت العلاقة بيننا فمن التلمذة والاستاذ الى ترابط جدلي وروحي حتى اكمالهما الدراسة الاعدادية ظل تزاورنا الاسري يزداد رسوخا وعطاءا وبعد نضوجهما الفكري تعلقا بالثورة الاسلامية الفتية فكرا وحدثا عالميا كما كان لتاثرهما بالمفكر والداعية قدس الله سره الشهيد محمد باقر الصدر الاثر الكبير في نضوجهما الفكري والسياسي والاجتماعي و شهدت مجالسنا نقاشا فكريا وسياسيا واسلاميا يصل في بعض الاحاين حد الاحتراب المؤدب وكان السيد شويع الموسوي الداعية المبجل له حصاد السبق في هذا التحاور الفكري اشتدت الخطوب بهم وبدء ازلام النظام بقتفاء اثرهما وتم تأشير قريتهم ( الحواس ) خصوصا وعشيرة ال بو حمزة عموما خطوطا حمراء غادر على اثر ذلك الى خارج العراق تعرض أبناء هذه العشيرة إبان النظام البائد الى القسوة وتخومهم الى بعبع للنظام اعدم الكثير منهم وملاحقة الباقين على الحياة حتى وصلت الحالة بالنظام التبرم من كل ابناء العشيرة متوعدا مسحها من الخريطة تواصل اتصالنا ومرة السنين وسقط النظام الفاشي وعند عودتهم الى ارض الوطن لم تبارح مخيلتهم ذلك الأستاذ والأخ والصديق وابن العراق المسلم المتحضر توافدا لزيارتي في عقر داري مستذكرين تلك الايام العجاف فاتحين ذلك الشريط الحياتي الجميل وابنائي ينصتون الى ذلك السفر الخالد اليوم يقف العلامة الدكتور عبد الجبار الرفاعي في رحلة عقائدية حديثة أصول الدين والكلام الجديد عبر مؤسسته يرفد المكتبة المسلمة برحيق علمه الاحدوثي لكي يجني المسلمون عطاءه الثر ويدفع بعجلة الإسلام المحمدي نحو القمم والعلياء ومغادرة السلوك التقليدي والنهج الجامد الذي اساء الى الاسلام والمسلمين ومن خلال ذلك نعبر المعاير الجامدة والنصوص الصماء اما الاستاذ الجليل ( كاطع نجمان ) يقف في الخنادق الامامية مع دولة رئيس الوزراء في ملحمة اسطورية عراقية قل مثيلها يجران بقوة وشكيمة السفينة المبحرة إلى بر الأمان والتي تناخا على إغراقها كل حقراء العالم وسفلة العرب وتكفيري الشهوات وابناء المجون وسقطة المتاع وان الغد لناظره قريب وسوف ينتصر الحق وتذهب الرياح الصفراء الى صقر فسلاما لكما ايها البارين من استاذ واخ وصديق عراقي مسلم وانسان من ابناء لحمة ادم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد |