تعثرَ تيهاً اناء السحر / ولما اراد النهوض انكسر / وغص بساط صباحاتنا بثغر دمانا وفيه احتضر / فلمّ الاغاني وحقل الندى واحصى الغبار فمد الكدر / على حد قولي ينام البشر لان المنيات تخصي البصر / وان السرور على بابنا تتبع خيط الاسى فانتحر / على حد قولي فان المطر تهجى همومي فاحنى الظهر / ومن نبضها طال نخل الشجى فصارت اناشيدنا في خطر / على حد قولي تدلى الشجر لهمس الحروف وثقل الحذر / جمعت بقايا ابتساماتنا وكل الذي ظل منه الاثر / فلم استطع مسح بعض الذي على وجنتي اليتيم انحدر / مددت رموشي لاحلامنا / لكل الذي لم يطله الضجر / فلم أرَ الا تصاويرنا ونحن نبوس اقحوان الصغر / وايقظت فجر ابتهالاتنا / فحلق منها رفيف القمر / تذكرت تاريخ صبر اللمى فهب العذاب وفاض النهر / وحين تحسست جمر المنى فلم أر الا بقايا حجر .
اشربي صفاء حنجرتي
لا سيما انك خيط شفاف في ناقة العنق
مملوءة خاصرتي بشاي الانكسار
وضميري خيمة لأصطدام البرق في تاريخ الخشب الذابل
في خارطة الكذب
اشربي حسرة البحر وأنين الجبروت
الذي يستهدف فراشة الجمال
التي ترفرف مثل جبل مدفون في حلم الأراجيح الملونة
في جذوع الأطفال الذين يُبَسْمِلُون كبلابل يوم القيامة
أو كذباب زقاق متخلف
اشربي خطوتي الجريئة
وتنبهي لهضاب الأدعية في نسغ فؤادي
انها اكبر من كل ما تدوسه قامتي الخائبة
مثل دخان الرغيف المؤجل في ذاكرة الغزالة
يالصفاء نظر الحيتان في صحراء الرغبة التي أمتلكها
مثل عدائي لعصفور خبيث يلتقط قلبي ويترك مصيدة الأمل
مثل سرابِ حذاءٍ يمتلكهُ كتاب عتيق عابق بالتنويم
ولائذ بمصير الضفدع الذي يغني
عن قوة الرياح القادمة التي تكرهها غيمات الحيرة
في شعر عاشقةٍ تغزلُ فرحتها بسيل دماء طيوف الانتظار
اشربي ضوء الأنبياء وبريق الكهوف
وَتَصَوُّف اعتكاف النخيل وانظري قليلاً
الى عصير العصور اللذيذ وحكمة تيجان الأئمة
أنتِ صديقتي
وفي رئتي حنان السماء ودماء المغلوبين
التي طرزتُ بها ثوب البنفسج ولياقة الرازقي
وغرور السنبلة.
اشربي تعب الحكمة وصلافة البساطة وعراء الشرّ
أهذا كل ما تملكهُ كؤوس الأذْكياء وبنادق الاغبياء
وطهارة الذين فقدوا بكارتهم من شعراء سلطنة بنات الوالي
المتغيّر كحرباء الكيمياء في مختبر الدهشة؟
أشربي امتناعي عن النبض ووقوفي في محكمة البؤس
رافضاً ميلاد الأباريق التي تطهر وجهَ الذئب
وتصنع من ذبول الماء كهرباء للحيلة والخصام.
يأسرني تراب الميتين وسكوت المرحين وخيط النمل
نحو عقل الصباح أو غباء الشتاء او لحظة وداع جاهلٍ سعيدٍ
أو عقلٍ مقرفٍ بالفقر واللذة
اشربي عشق النهر لأسماكٍ محطمة بالرحيل العذب
وهي تصلي مثل شمس مؤمنة أو قمر مؤدب
أو بكاءٍ لِقَلَقٍ مجنونٍ أو ذهول لَقْلَقٍ مغلوب على سره
أو دوران رأسٍ لنبي غيور
تعطش القبّرات لدموعه النابضة بالحرية وازدواجية المطر.
أشربي طهر الياقوت المقتول
وادخلي حرب الحب
وفرح الهزيمة
وقبلة الخلاص.
صدقيني
انك تَسْبَحين في الموت البطيء الذي تعاني منه خيبتي
احبكِ وانت تحرقين بساتين انشودتي المعلقة
في خطوتك القادمة من دمي
من شريان توسلاتي
التي تنمو وفق معادلة لا يمكن ان تكون
ما دامت العناكب تغزو آيات المسرة
وسلسبيل المقهورين
ورغيف الدموع المبللة بغناءٍ ريفي لنخيل العائلة.
اشتغلي بحمامة رفضي واشربي لهفتي الى احلى ما خلق الله
الى ثغرك الجميل وحسرتك العذبة
وجوعك النبيل وجرأتك الصامتة
وخجل عينيك الغافيتين في عطشي
في جدولي المتجذر في قامة اقبالك عليَّ
في صباح رشيق أو عند مساء أهيف
ايتها الوطن المذبوح من الحلمة الى الخال المبتهج
وفق ابتسامتي التي يحاصرها أنذارُ رقيبٍ سخيف.
آه يا صديقتي المدللة مثل مَلِكٍ مرحٍ ومُسدَّس عاقرٍ ونَهدٍ مُستَبِدّ... مثل فمٍ باكرٍ صارَ يعلمني التيمّم
ايتها النسمة النبية متى تذوبين في شيطان ذهولي
مثل شهوة السكّر في قهوة المصيبة المرة
آه أحبك متى تشربين حيرة الديك الذليل
وانتظار طفلة يتيمة لوالدِ مبذر
مثل عيد مخبول
يا صديقتي الرقيقة
مثل كتاب مؤجل وابتسامة ضائعة وعزيز ثمل!!
آه أيتها الطيف الحالم بين أهدابي ونقطة في الرأس اتخيلها..
آه يا صديقتي المبللة بعطش السواقي الآفلة
أحبك وحياةِ حزني الممتد من مدرسة عينيكِ
حتى اساطير انتظاري
آه لو عندي ما يْمسَحُ من ذاكرتي
فرحاً مقتولاً وأميراً طائش وسلاحاً مغلوباً مثل بلادي.
قادمٌ من جذر الطوفان عبرتُ دوائر أزمنة مغلقة
تتشابهُ سلسلة الخيبة في ذرة تفكير الجنس النائم
يتثاءبُ معجم إنشاد الشجر المازن
يتناسلُ خيط غباء الغبرة يا معجزة الحنطة
يا خشب المركب يا محترقاً من قلق المسمار السامر
يا خبث الانظار المثقوبة بالاحباط
اسْتَلْقَيْتُ على ذاكرة الطين المالح
لا أدري كم جيل مرَّ ولم يتيقظ أجلي
رغم الماء ورغم الرمل ورغم البرق
جذراً أرى وبذرة ودماء سيقان فأين السنبله؟
خيلي تواكب كربلاء
ومحنتي وحدي
وعقل الارض يشرب كبريائي وهو يرفع شامتاً رأسي
ويستجدي الطغاة ويلعق التغيير
يا فزع الحفاة وحيرة البلهاء يا حزن الحصاة وثورة اللبلاب
يا عطش المطر.
آتٍ بذكاء الجمرة من يستوعب رحم الرعد
وتلك ذئاب الماضي ترفع راية تجديد القتل
حداثة ذبحي
تتعكز باسمي تلعن تاريخي بنشاط وتمزق ثوبي
وتحيك عباءتها من خيمة أطفالي
عادت معركة الاحزاب تمص شغافي
تسحقني
وتشيّد لعبتها الاولى
آبار النفط اتفقتْ أن تحرق أوتاد ضلوعي
يئستْ فانْتَفَخَتْ من اوداج انيني
من لحم بناتي
قادمٌ لمحنة الرغيف
والآخرون تورطوا منذهلين يشترون دمي
فارغة قارورتي ممتليءٌ شحوبي وعاقر مستقبلي.
Don’t speak
مثقوب جيبي سقفي جرحي مغزل جورابي حمّورابي وحظي مثلما وطني
ابكي أمسحُ حزني من يدري أمسحُ دمعي بغباءٍ أمسح حبراً صينياً
Don’t speak
صار انقلاب: الفأرة ترقص واللبلابُ انتعش
وامرأتي تَغَيَّرَتْ طباعها وَقَلَّلتْ طلباتها
واستولى البنزين على غزلي.
وطن مثل حبة الاسبرين.. مثل جبال الألب.
Don’t speak
أحلى ما في أصدقائنا الحلوين المؤدبين
الذين ذكورهم أحلى من أناثهم انهم يقفون ونحن نمُرّ
وأنا اكبر كذاب في العالم. هذي اللحظة.
الافضل ان تبقى بمكانك يا كفني، أقصدُ يا وطني، لا املك شيئا فيه اخفيك من العفنِ، الافضل ان تبقى مبتهلا تعزف انهارا من وسن، ما يجديك سواك وقد نحلتْ مرآتك يا اطرف مظلوم، يا اترف ممتحن، اقف الان حدادا لحياتي في ظل الموت لرمشة عين هي عمري.. عفوا هي تاريخ المحنِ.. آه يا صديقتي المسكينة الوديعة، صديقتي التي تحتلها الخديعة، صديقتي التي داس على شبابها القطار، فصارت الدماء في الرمان واسعة الانتشار، صديقتي الوحيدة مثل صحيفة الى الان لم تقل ايّ شيء، لانها مقطوعة من شجن، او لانها خارجة من ثقب حاجب، يا صديقتي النشيطة مثلما الذبح مثلما الاختطاف، او مثل وزارة التجارة، التجارة التي اختصرت وزارات الزراعة والصناعة والنفط والكهرباء واحتلت الصدارة، صديقتي التي تعاكس الامطار والرياح والاحزاب وتشعل السجاره صديقتي التي تعيش فوق مستوى الغنى عن اي شخص او اجارة آه يا صديقتي اللطيفة مثل نكتة عن الذين التهموا جيوبنا ونحن في سعادة، في غاية السعادة، صديقتي الطيبة التي تسحرها الفضيلة والغفيلة والعبادة/ صديقتي التي تدعو لاربعين وتترك الآلاف، لأنها لا تعرف الحساب والزيادة، صديقتي التي تبحث في الاخبار عن جراده!!
صديقتي التي من مقتل الزعيم، بال على آمالها البعير، صديقتي التي استلقى على احلامها السرير، صديقتي التي تحجُّ كلما ضاقت الى قبر الامير، صديقتي التي تطوف يوميا على عيد الغدير، ولا غدير، ولا عيد ولاهم يفرحون، سوى الهذيان من ضجر الفقير، گضيّت عمري بالحفر، واطفالي كبروا من زغر، الله يا طعم الفگر، ما بيع روحي للشمر، اشكر امي انجبت شاعرا صالحا للشرب يشريني العاطلون عن الحياء، يا صديقتي الحاسرة العواطف، مثل برتقالة في سندس الابالسة، او مثل سنجاب يمرّن اختفاءه في غابة المشاكسة، صديقتي التي تحفظ مثل البلبل الجداول، جدول الضرب وجدول اللطم وجدول المسلسلات كما تحفظ عن وجه حب النشيد الوطني وعلي وياك علي وعيوني مساهرات الليل وعيون الخلك نومه وغريبة الروح وغريبة من بعد عينچ ييمّه، وغريب على الخليج الفاطمي!!
صديقتي التي تحرق جدها اهانات الضيوف وهم يفلترون انوفهم من عذابنا الذي تنفس الحروب، من طفولتنا المستباحة، انهم لا يطيقون مأساتنا الماضية واحزاننا الصافية، صديقتي التي تنافس البنسلين، صديقتي التي تحتقر اللبلاب والمتملقين، صديقتي التي تحتكر الشعر والسحر والياسمين صديقتي التي لها تستورد الالبان والمخللات، وتكتم الاحلام والامنيات، صديقتي التي تحفر في البومها المفارقات، وفي مذكراتها الديون ووصفة الطبيب وفهرس الثورات، صديقتي التي تئن مثل دولة محتلة تحت وطأة اخطائها الشائعة، او فوق محنة الغازها الشائكة... آه يا صديقتي!!
آه يا صديقتي الكثيفة الابتلاء مثل والد لم يلدْ سوى حسرة واحتضار عندما ينحني المستطيلْ
عندما يثقَبُ المستحيلُ كل ضلع كما ينبغي يستقيلْ
وأسانا يسيلْ آه يا صديقتي الساخنة المشاعر مثل امّ ضمّها همٌ جماعيُّ عنيد كطائر الفينيق.. اهملته الزلازلُ والبراكينُ الكذوبة عندما تُسكبُ الدائره
عندما يصبحُ المغْلقُ الكوب والمحبره تسقط الاغنيات زجاجَ ندى
مزحةً حائرهْ وتمرّ الحياةُ سرابَ خطى
لحظة عابرة
آه يا صديقتي الظمآنةُ الظمآنةُ مثل واحة هَجَرَتها الأيائلُ المتعَبَات العاشقات.. اشكر أُمي أنجبتْ شاعرا صالحا للشرب عندما تشمئزّ اقحوانه
يسلقُ الشعرُ صورته الذابلهْ ثم يرمي الكرات على لعنة القافلة
آه يا صديقتي الناعمةُ الخذين مثل نملة في مجلس النواب تخدم الوطن آه آه عندما تتبعثرُ هندسةُ السنبله
تختفي لغةُ العائلة ويصيرُ الاسى ضحكةً قاتلة.. آه يا صديقتي البعيدةُ العصية مثل ألفةٍ حالمةٍ مثل وطنْ مترَفَةُ مثل سماع المطرْ مثل لصيقٍ غادرٍ مثل ندى مثل ابتلاءْ آه يا صديقتي التي تشغلها السياسةُ والكوارثُ
وصبغُ الشعر والاظافرِ.. وفِقْهُ الطلاقْ.. ان العقاربَ التي غيّبتْ ثلاثة ارباع عمرنا تعاود الظهور بالتناوب وتسحق كلّ شيء جميل تمرّ به بلا حياءْ ثم تتهمنا بأننا اخذنا حقنا!! آه آه آه أية تهمة يالها من تهمة آه آه ارسلني النذل الى الخياط وكأنّ جراحي وقتيّه آه يا صديقتي الحاسرة العواطف مثل برتقالة في سندس الابالسةْ يا صديقتي الخاسرة مثل كنز خلوق.. مثل فم خيّطهُ الحياء مثل انتفاضة قسَّطَها التجارُ تقسيطاً مريحاً بين افواه الثعالب صديقتي التي تنظف الماء تعقمُ الجداولَ بالعذوبة القدسية يا صديقتي الحلوةُ الحلوةُ مثل قميص مقطوعة الازرار على صدرٍ مراهقٍ ليلة رأس السنة كلما قلت اقطع خيط التلاقي فزّ قلبي حزينا وقال انا عراقي آه يا صديقتي المؤدبة مثل فراشة قدمت شايها وكوتها جمرةُ الملعقة.. مثل أسنان كسَّرها الأقرباءُ واستمرتْ تقضمُ المكارمَ عند عين الشمس.. يا صديقتي المنزوعة السلاح.. أنزعوني كلّ شيءٍ لو ينزعونَ من قلوبهم دوامةَ الغائله يا صديقتي المكسورة الخاطر مثل ذنْبٍ كئيبٍ مساء يوم القيامةِ او عنْدَ وقتِ الغروبْ يا أحلى نصٍّ مفتوح في آخر حبةِ قمح في ثغرٍ عاشق يا صديقتي الحائرة مثل رياض احمد بين منكر ونكير يا رخيصةً الثمن.. مثل دمي.. مثل دم العراق.. مثل وقوفي ضد طاغيةٍ شرس آه يا صديقتي السيئة العائله.. مثل وردة ذابلة.. في جنينةِ المشعوذين..انا سطوة المظلوم انهش ما تبقى من كياني يا صديقتي الصابرة التي تعاني، من خصامها لي لغيابي وانشغالي.. كما تعاني من انقطاع الماء والكهرباء ودورتها آه.. آه.. يا صديقتي الرائعة مثل شفةٍ ورديةٍ لمياء.. تمضغُ مأساةَ النساء مصباح يوم العيد.. يا صديقتي العاثرة الحظ مثل طفلة سقطتْ من هودج دون أن يدري احد، توقفَ التنزيلُ، تآمر التأويل، اذّن المؤذنُ الاولياءُ اغلقوا ابوابهمْ متظاهرين لكن ماكنة الكذب اشتغلتْ في شأن آخر.. غير انّ الرأس وَتَّدَ نخلة في الارض. |