كنا نسمع ونقراء فيما مضى بان الهجرة تستخدم كمصطلح أكثرا تداولا على الطيور التي تترك مكانها لترحل جوا على شكل أسراب كبيرة أو صغيرة لتجد لها مكاننا ملائماً للتزاوج ووضع البيض وحسب المواسم في السنه وتلك الرحلة يطق عليها بـ ( الطيور المهاجرة ) وغالبا ماتحن تلك الطيور الي الأماكن التي ولدت فيها وتعود إليها في السنه القادمة لتبنيها وتعمرها من جديد لتضع فيها بيضها كما فعلها أبواها في العام المنصرم ومن تلك الطيور ( السنونو ) .
أما ألان وعلى وجه الخصوص في العراق ومنذ إن استلم الأمريكان مفاتيح بغداد من الأيادي القذرة للخونة التي كانت قريبة جدا من الرئيس الأسبق ( صدام حسين ) والذي كان يعول عليهم بأنهم من سيصد الغزو القادم من خلف الأطلسي وأوكل إليهم مهملة حماية بغداد وليس العراق بأكمله والذين خذلوه واسقطوا بغداد في لمح البصر بعد إن قبضواً ثمن خيانتهم ، نرى إن البعض من الكتاب المغرضين يطبلون ويزمرون هذه الأيام والأيام التي سبقتها بأن بغداد سقطت اثر خيانة وزير الخليفة المستعصم (مؤيد الدين محمد ) الملقب بابن ( العلقمي ) وكان ذلك سنة 654 هـ ، ويتركون ماهو أمر وادهي من السقوط السابق وهو سقوطها الأخير عام 2003 م وان أشار البعض منهم إليه كذلك ينسبونه الي ( ابن العلقمي ) الجديد الذي اتحدي أولئك الكتاب من يدل العراقيين علية وعلى محل سكناه ، ونرى في جانب أخر إن الكتاب أنفسهم يتباكون على المهاجرين والمهجرين ويلقون بالوم كله على الحكومة الحاليه ويصفونها بأنها اتفقت مع حكوماتدول الجوار وخاصة سوريا من عدم تجديد إقامة العراقيين فيها أو إيقاف منح تأشيرات الدخول إليها ويتركون الأسباب والمسببات الحقيقية التي أدت الي جعل تلك المسميات واقع حال مزري في العراق والتي جاءت وليدة إحداث شارك بها المهاجرين والمهجرين بأنفسهم ومن تلك الأسباب والفرق الحقيقي بين البعض والبعض الأخر :
1 0 المهاجرين اللذين تركوا العراق وأصبحوا في ملاذ أمن بعد إن اكتشف أمرهم ممن ارتكبوا جرائم بحق العراقيين الأبرياء وذلك من خلال تفخيخ وتفجير السيارات ونصب العبوات الناسفة والخطف والتسليب وانتهاك الإعراض وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الأبرياء الذين ذبحوا بـ ( سكاكين ) عمياء وعلى الهوية ولمجرد إن الاسم ( علي أم عمر وفاروق أم حسن وحتى إذا كان أسم إلام زينب أم عائشة ) وان لم يعثروا على تلك الأسماء يتجهوا للتحقق من اسم المنطقة التي يسكنها الضحية هل هي شيعية أم سنية ، وان هؤلاء الأشخاص من (المهاجرين) مطلوبون للعدالة العراقية ، وتراهم يصرحون بين فترة والأخرى أنهم ظلموا من قبل الحكومة وأصبحوا في عداد المعارضة في الخارج التي تحتضن وبسعة صدر مفتوح لكل من يقتل أبناء شعبه ويخرب كل شيء ويلجأ إليهم لغرض المساعدة والاستمرار بالعمليات الإرهابية من الخارج وبكل الوسائل المتيسرة
2 0 المهاجرين من (الفئة الثانية) واغلبهم من العوائل اللذين خرجوا من العراق باختيارهم بعد إن تركوا كل ذكرياتهم الجميلة فيه وتركوا الأهل والاحبه والأصدقاء والممتلكات والوظائف بعد إن ضاقوا الأمرين من تردي الحالة الأمنية التي سببها وشارك فيها مجرمو الفئة التي تم ذكرها في الفقرة (1) أعلاه ، وقد خسروا أناسا أعزاء عليهم راحوا ضحية الإرهاب والعنف الأعمى وقرروا ترك العراق من اجل الحفاظ على ماتبقى من الأرواح التي لم تطلها أيادي الجزارين .
3 0 المهجرين بسبب الحقد الطائفي الأعمى الذي أصبح بموجبة إن تقوم الأغلبية بتهجيرالاقلية من الطائقة الأخرى في المدن والقرى والقصبات من منطقة الي أخرى وطال تلك العوائل حيف كبير بعد إن اجبروا على ترك ديارهم التي نسفت بالمتفجرات إمام أعينهم ومنعوا من إن يستصحبوا معهم ولو رداء يقيهم برد الشتاء القارص ومنهم من نجا بنفسه من النساء والأطفال بعد إن شاهدوا بأم أعينهم رجالهم وأولادهم تقتل إمام أعينهم وتحرق جثثهم بالنار وتهدم عليهم المنازل التي أصبحت لهم قبوراُ فيما بعد لعدم السماح لهم بأخلاء الجثث ، وبعض العوائل استطاعت الحصول على جثث أولادها مقابل مبالغ طائلة دفعت الي جيران العمر السابقين .
4 0 المهجرين من (الفئة الثانية) من اللذين لم يداس لهم على طرف من قبل جيرانهم أو أهل محلتهم وقريتهم لكنهم خانوا الامانه وعملوا جواسيساً وادلاء خيانة على الموظفين والضباط والجنود من وزارتي الدفاع والداخلية بعد إن يترصدوا حركاتهم وسببوا بقتلهم من خلال المعلومات الدقيقة التي زودوا الارهابين بها من الذين يلهثون لتخريب العملية السياسية ، كما إن هناك عوائل قامت بإيواء المخربين الذين جعلوا من بيوتهم ورشاً لتفخيخ السيارات ومستودعات لحفظ أدوات القتل والتخريب بكافة أنواعها وسببوا بويلات لأبناء مناطقهم وعند اكتشاف أمرهم اجبروا على ترك المنطقة والرحيل منها الي إي منطقه يختارونها كذلك بعد إن يتم قتل بعضاً من تلك العوائل لخيانتها وتنكرها لحسن الجوار بمحض إرادتها أو عن طريق الترغيب أو الترهيب أو عن طريق استلام ثمن الخيانة من المخربين .
تلك جزء من الخطوط العامة لعمليات التهجير من منطقة الي أخرى وكذلك عملية المهاجرة وترك البلد ووراء كل من عمليتي الهجرة والتهجير أسباب طائفية بحته أذكاها المحتل اللعين من اجل إن يفرق في الإخوة الازلية بين اكبر طائفتين في العراق هما الشيعة والسنه ، وقد نجح المحتل بذكاء الخبثاء من ذلك وقد يكون القادم ماهو اشد إيلاما إذا وصل الخبث الى مثقفي البلد والذين يستطيعون من خلال كتاباتهم إن يسكبوا الزيت على النار بدلا من يبحثوا عن منفذ للخروج من المآزق بحنكة المفكرين لا بدهاء مصالح السياسين0 |