الشخصية ، هي مجموعة من السمات والصفات تجتمع معا في بودقة واحدة لتشكل خليطا من سلوك متجانس أحيانا ومتناقض أحيانا أخرى . وبالرغم من تنوع الشخصيات وتعددها في المجتمع ، برزت الشخصية المنافقة كنوع من الآفات الاجتماعية .. وهي ما يبطن مفهومها ويجمّله ، ما نسميه ( المجاملة ) ، أو ما يعرف بظاهرة النفاق الاجتماعي . 
 كيف تنشأ الشخصية المنافقة ؟  إن لهذه الشخصية عوامل ومسببات تسهم في تكوينها ونموها ، تبدأ منذ التربية الأولى في أحضان الأسرة ، إذ أن أغلب الوالدين يقومان باعتراض أفكار الطفل وتصرفاته نحو الآخرين ، فعندما يعبر الطفل عن عدم ارتياحه لشخص ما أو لموقف ما ، يؤنبانه وقد يعاقبانه ، فيغير الطفل من سلوكه إرضاء ً لوالديه وخوفا من فقدان محبتهما ، فيبدأ الطفل الصغير تدريجيا بتبني مواقفا ً غير مواقفه وآراء ً لا تمثل أفكاره .. إرضاءً لحاجات وأشخاص آخرين ، وتبدأ هذه الصفة من التمكن من سلوكه وتصبح نمطا متمازجا في أسلوب حياته . فإذا ما أمتدح شخص ما أمامه ، ذمّه من خلفه ، وهذا التناقض في الرأي هو نفاق ، يؤثر سلبيا على أفكار الشخص نفسه قبل تأثيره على الآخرين ، فتبدأ شخصيته بالتحول من شخص متزن مدرك ومسؤول عن أقواله وأفعاله الى شخص يرتاب بالآخرين ويكون الشك دائما نبراسا في تعامله مع الأفراد المختلفين ، فينشأ شخصا مريضا مدمنا على هذا النمط المريض الذي تصعب معالجته في مراحل متقدمة .  
 ما هي أبرز صفات الشخص المنافق ؟  إن للشخص المنافق صفات واضحة منها :  1- التأييد الكامل للخطأ والصواب لنفس الموضوع .  2- امتلاك رأيين مختلفين لنفس الموضوع ، رأي مطابق مع رأي الشخص الذي يطرحه ، ورأي معارض مع الشخص المعارض لذلك الشخص . ويكون الشخص المنافق متأرجحا في تأييده . والذي يدفعه الى تبني مثل هذا السلوك عدة عوامل منها ، خوفه من فقدان صداقة هذا الشخص .. أو خوفه من خسارة عمله إذا ما قدم رأيه بصراحة ، أو قد يتسبب في مشكلة ما دون دافع مسبق لها ، كرأي الطفل عن محبته لصالح الأم أو الأب .. فإذا ما رجّح كفة على الأخرى فَقَدَ محبة الآخر ، كذلك بالنسبة للكبار ، فإن الحيرة والشك من معرفة الصواب والدقة الموضوعية قد تدفع الشخص الى تبني حلولا وسطية .  3- إبراز النقاط السيئة بهدف إثارة المشاكل وليس لغرض النقد البناء . قد يتحول النفاق الى مرض اجتماعي  يحمل في طيّاته الحقد والغيرة على الذين من حوله ، فنراه لا يمتدح أي عمل لزملاء مهنته أمامهم أو خلفهم ، ويظهر النقاط السيئة أو الضعيفة في أدائهم وأقوالهم ويعمل على جعلها محطة للفتنة والخلاف .  4- تذبذبه في الرأي وعدم وضوحه بشكل قاطع وملموس ، فهو يتلون حسب الموقف الذي يوجد فيه ، وبالشكل الذي يخدم مصالحه الذاتية قبل مصلحة الجماعة .، وقد يتحول الشخص المنافق الى مضطرب سلوكيا ، كونه لا يملك إدراك مستقر نحو الأشياء ، ويصبح تفكيره مختلا ومنحصرا في كيفية ترتيب إجابته قسريا ، مما ينعكس سلبا على تصرفاته وشخصيته . إن المنافق شخص وجد بيئة صالحة لنمو سلوكه . فظاهرة النفاق الاجتماعي ، ظاهرة متفشية في مجتمعاتنا الشرقية لأسباب اجتماعية وثقافية سائدة فيه ، وحين نجمّلها نقول عنها أنها ( مجاملة اجتماعية ) .  إن الخوف من انتشار هذه الشخصية الغير مقبولة إنسانيا والموجودة اجتماعيا ، تحولها الى شخصية عنيفة ، أو حاقدة مما يؤهلها الى أن تكون شخصية مريضة . 
  والشخص ذو الشخصية المنافقة قد يخسر 
  ** احترامه لذاته .  ** احترام الآخرين وتقديرهم له .  ** قد يصاب ببعض الأمراض النفسية وتتحول شخصيته الى شخصية صفراوية ( تحمل  صفات سيئة غير مؤذية بشكل مباشر ) .  ** تصبح قدرته على تكوين العلاقات الإنسانية ضعيفة جدا .  ** قد لا يؤخذ كل كلامه على محمل الجد والانتباه . 
 
  |