قطـّرت للجسد ِ الحمام
فأجهز عليه
فالموت يفرحني إذا ما رَنّ في حدّ الحسام
رحماك لا تدع المدارس
كالمكانس
فالصغار سيهربون إلى خرائب لن تروها
لا البوم يعرفها ولا شيخ ُ
الوطاويط الخبيرة
قطـّرت للجسد الحِمام
فأطلق يديه
ليليم َ من لحمي المسامير التي في خشب المراثي والجنائز
رحماك لا تدع المدارس كالعجائز
يبكي الصبيُّ الشيبَ يأكلُ مفرقيه
والعابرون إلى المقابر
تركوا الصناديق الكسيحةِ في مهب الريح
لا شعر البنات يلوّنُ الدنيا ولابيض اللقالق
سئموا الحياة الفـَرط * والخبز المعفر في صناديق البطولة ِ والبنادق
شاخوا بأنياب الثواني والدقائق
لا طفلَ يلثغ
فالحياة ُالبغيُ تلتهم الطفولة
***
أيتها الصبية ُ
شاحبة هزيلة أراك ِ
ألم تري أباك ِ
نعم ولا أمي التي فرت بُــعيد قتله
قائلة عيشي ومن سواك
***
بسراويل وقمصان ٍ كانت أشرعة
في زمن الطوفان
تـُطمر أجساد ُ الصبيةِ كي يأتوا الدرسَ
أما أرجلهم
فلماذا لم يخلق ربي الفقراء بحافـــر ٍ
وبجلد ٍ من وبر ٍ أو صوف
كي ينقذ ربَ العائلة الحافي
من هذا الشوي الازليَّ المسكوف
***
أفرغت كل سنبلة
في لعبة الروليت
كيف ستعشب الأرض الخراب
ولا بذور ولا ضياء
لا شمع حتى تنقذ الأرض النذور
ســــوى الدمـــــــــــــــاء
أفرغت كل سنبلة
في راحة الوهم المقدس
عيني على لغة المـُسَدس
فهي من أعتى اللغات
وصدى الخراب يجيب ناطقها
ومن كل الجهات
***
قال عبد الله للغيمة
خليني وأطفالي ننام
وأمطريها حيثما شئت
فمن فيض خراجك
بعت سقف الدار
كي آكل خبزا ً
وعلى البـــــــــــــــــــــاقي الســـــــــــــــــلام
***
قال عبد الله للطلاب يوما ً
بعد أن قاموا إليه
نحن لا نعرف ما يحدث تحت الأرض
فوق الأرض
في سطح القمر
افترشوا الأرض حفاة جائــــعين
ثم قالوا لا تــَدِر بـــالا ً
فإنا في سَقــــر
***
رحماك لا تدع المدارس كالنوائح
لا تدع الصبايا الرقيق
يحملن فوق ظهورهن أكداسا ً من اللحم المعبأ
في الخنازير التي تمشي على ساقين
تهبط من مجرات التجارة بالنخيل وبالعتيق
***
رسم المدرس دجاجة
فوجد الطلاب يلوحون لها بالسكاكين
رسم المدرس برتقالة
فوجد الطلاب يقشرون السبورة
رسم المدرس قـَبره
فوجد الطلاب يستنشقون السيكوتين
ترك المدرس قبره
وأصر أن يعطي الذين أحبهم
بعض الدروس
وجـــــــــد الجميــــــع بــــلا رؤوس ...
***
قبض المدرس راتبه
لم يرق للقيطان مع سعر الحذاء
فرأى بأن يبقى على الخف القديم
كأن الخريف يقبل الأرض الخراب يكل أوراق الشجر
قبض المدرس راتبه
فرأى ملابسه كبيت العنكبوت
فاضــطــرَّ أن يحتاط العُرى
المفاجئ بالسكوت
قبض المدرس راتبه هل كان يكفي لو يموت
ركب المدرس رأسه
وأصر أن يُلقى الخطاب محذِرا ً
كــــــــــل الملوك
فـــيم التناسل
والكهولة ترتدي جلد الطفولة
والخراب
دخل البيوت ولقح الأبناء عشعش في المدارس والكنائس
دخل القلوب من العيون وسدها سدا ً
وأرضَ في الكتاب
فيم التناسل والغراب
كُسرت قوادمهم ودف فمات من هول المصاب
كان المسدس فوق رأس الثدي
منزوع الأمان
ويداك واثقتان
ما رفَّ رمشك فأثنيت عن الذي تنويه في هذا المكان
الموت سيدنا المقدس
فهو الذي رغم الملايين لا تنتهي من آدم يوم مس الأرض
وابتــــــدأ الصراع
يرعاك حتى يعلن الله النشور
أسمعت عن مـَيتٍ أتى اللجوء من القبور إلى تنانير الحياة
فاضغط فـُديتَ على الزناد
ودع الدم الفوار يكتب في التراب
من نصف قرن لم يمت في هذه الأرض السليبة ميتة الرجال
لم يأخذ الله الأمانة من أحد
ماتوا ضحايا سارقين ومارقين وناقصيـــــــــــن
وكافرين وقاطعي طرق ونصابين
محتالين مأجورين قوادين لوطيّين مصاصي دمــــــــــــاء
فاضغط فقتل النفس عن عمد إذا ضميت
فمن حب الحياة
طارت خيوط العنكبوت عن الجسد
وتناثر الخف القديم
فيم التناسل والخراب
تبكي العصافير المسنة شيخها المذبوح من حبل الوريد
ويموت في فمـــــــها النشـــــــيـــد |