أبوابُ مدينتنا
مُـشـْرَعة ٌ كالجرح ِ الفاغر ِ
يدخلـُها " السلُّ القوميُّ "
فـَتـَصْطبغُ الشـُرُفاتْ
بدم ٍ تنزفـُه ُ الطـرُقاتْ
كيف سيزدهرُ البستانُ وتأتلق ُ الرَّبَواتْ
والأنهارُ مَـواتْ ؟
**
(2)
في الليل ِ
حين حاصَرَتْ مدينتي الظلمة ُ..
واسْـتدارْ
عن شرفتي النجم ُ ..
وعن مائدتي السُـمّارْ
دخلتُ في جرحي
ولمّـا طلـَعَ النهارْ
رأيتُ في كلّ زقاق ٍ ألفَ " شهريارْ "
**
(3)
" بِلالُ " في مدينتي ـ منذ عصور ٍ ـ ماتْ
فألفُ نـُكـْـر ٍ يرتدي جُـبَّـتـَهُ ..
وصوتـَه ُ..
يهتفُ للصلاة ْ !
لذا :
فنحنُ اليوم َ
لا نـُمَـيِّـزُ الأصواتْ
(4)
أتـْعـَبـَني السكوت ْ..
يُخجـِلـُني لو أنني في غربتي أموتْ ..
الأهلُ في قلبي
وفي أوردتي رائحة ُ البستان ِ والبيوتْ
أجُـثـَّة ٌ أنا ؟
أمْ التابوت ْ ؟
**
(5)
ما نفعُ عينين ِ يشـعُّ فيهما اخضرارْ
إنْ كنتُ لا أبصرُ في الشارع ِ والمقهى
وفي حديقتي والدارْ
غيرَ الدم ِ الدافق ِ في ساقية ٍ
تمتدُّ من جنازة الليل ِ
إلى مقبرة ِ النهار ْ ؟
**
(6)
يا زمن َ البكاءْ
ما للوطنْ ..
مُـتـَّسِـعٌ كالسـماءْ
وضـيِّـق ٌ كالكـَفَـنْ ؟ |