يختلف التسلط على ادارة شؤون الدول من دولة الى اخرى فهناك السلطة التي تأتي عن طريق الموارثة وتنتقل
بالتعاقب بين افراد الاسرة الواحدة ، والاخرى تأتي عن طريق الانقلابات العسكرية ويستخدم فيها طابع القوة في التغير بغض النظر على إن المتغير كان رئيساً ناجحاً أو دكتاتوراً جائراً ، وهناك من ( يتنازل ) عن كرسي الحكم الى ( رفاقه ) كهدية من (مناضل) لاخر كما حدث وتنازل البكر لصدام ليصبح ( خير خلف لخير سلف ) بعد إن اشتركا الاثنان للاستيلاء على كرسي ادارة الدوله وسحبه ( بثورة بيضاء ) من المغفور له الرئيس الاسبق عبد الرحمن محمد عارف ، وهناك من هو ابن (عاق) ارسل أبيه ( الامير ) للعلاج خارج البلد وجلس مكانه على كرسي الادارة ومنعه من العوده للبلاد ، وغيرها الكثير من التحولات السلميه وغير السلمية والتي من شانها إن تبد ل الطاقم بطاقم أخر ويبقى الكرسي شبيها بكرسي ( الحلاق ) مع اختلاف بسيط بين من يأخذ خيطا
بعد الحلاقة أو من يستخدم الملقط بديلا عن ذلك 0
ومن تلك التغيرات التغير الاخير في العراق فبعد إن صمم الامريكان على غزوا واحتلال البلد وفور سقوط بغداد تم تغير كل الطواقم التي كانت تعمل مع صدام حسين في ادارة الدولة وادارة الاشياء الأخرى 0 وحل محلها مجلس الحكم الذي عمل تحت اشراف الجنرال الامريكي المتقاعد ( جاي غارنر )
الذي عين رئيسا لادارة العراق المؤقته يعاونه طاقم كبير من المستشاريين بكافة الاختصاصات منهم الجنرال
كذلك المتقاعد ( بروس مور ) الذي عينا حاكما للشمال ، والسفيرة (برباره يوداين) للوسط ، فيما عين البرغادير
الجنرال المتقاعد ( بن والترز) للجنوب ، وغيرهم من الاسماء التي سيطرة على الوظائف التي عمل مجلس الحكم
تحت ادارتها مثل ( لويس لوك ومايكل موبس ) الذي من المفترض إن يكونا مسؤولان عن ( المساعدات الانسانية ) و(اعادة اعمار العراق ) وبعد فشل غانر في ادارة الدولة جيئ بـ ( برايمر ) ليحل محله ليكون أكثر سطوة من خلفه في حل الجيش العراقي ووزارتي الاعلام والشؤون الدينيه التي استحدث بدل الاخيرة
دائرتين مستقلتين عن بعضهما وهما ( الوقف الشيعي ) و ( الوقف السني ) وكانت تلك هي البذرة الاولى للطائفية المقيته والتي كادت إن تؤدي فيما بعد الى حرب بين طوائف الشعب العراقي تبدأ ولاتنتهي لولا وجود الوطنين ورجال الدين الشرفاء من العراقيين الذي يمتلكون (الغيرة) على شعبهم ودينهم الحنيف ، وبعد إن فرضت الادارة الامريكيه قانون الدوله الذي تمخض عنه عدة انتخابات حولت العراق الى كتل على اساسي طائفي اختلف عندها الخطاب السياسي بين كتلة واخرى ومن تلك الكتال من تشبث بالدين ليضفي عليه الصبغة السياسية التي كانوا يفتقدون لها بصورتها المجردة0
وتوالت على كرسي الحكم عدة وزارات شكل اولها ( الدكتور اياد علاوي ) وبالرغم من قصر الفترة التي
تولاها لادارة الوزارة ، لكن المتتبع لها لا يستطيع إن يتلمس بأن الوزارة قد قدمت شيئاً يذكرللشعب العراقي سوى إن في عهدها نما وترعرع الارهاب الذي اتخذ من العراق حاضنة ملائمة له ، وكان بالإمكان القضاء عليه
في مهده وهو في طور التكوين وبسهوله لكن ( الغيرة ) على الوطن لم تكن حاضرة في حينه 0
وخلف علاوي ( الدكتور ابراهيم الجعفري ) وكان للخطاب السياسي وللسجالات الادبية في فترة حكمه الحظ الافر على حسب الافعال الميدانية الأخرى التي تهم الوطن والمواطن واموال الشعب التي نهبت من قبل الوزراء
الذين تم اختيارهم بعناية فائقة من قبل الكيانات السياسية والبرلمانية المنتخبة ( ديمقراطياً ) وبطريقة المحاصصة وتقدر تلك الاموال بعشرات المليارات من الدولارات التي يسيل لها لعاب من لارقيب عليه ، أو من لم يجد بان هناك رد فعل قوي
من السلطه لمن يستطيع إن يتلاعب بتلك الاموال وذلك لغياب ( الغيرة ) على الوطن والذي أصبح مرتعاً للعمليات التخريبية والتي نشطت بشكل رهيب وبوقت قياسي لايكاد يذكر ،
وعلى انقاض تلك الوزارتين تولى ( الدكنور نوري كامل المالكي ) كرسي دولة رئاسة الوزراء وتمكن من تشكيل الحكومه بعد جهود مضنيه وعراقيل وضعت في طريقه لاحصر ولاعد لها من قبل كل الكيانات السياسية والبرلمانيه والتكتلات الدينيه من اجل فشله في تشكيل حكومه وطنيه نزيهه تعمل معه جنباُ الى جنب من اجل انتشال العراق والشعب العراقي من الخانق الذي وضعوهما فيه ، وتمخضت جهوده من تشكيل حكومه جميع وزرائها فرضوا عليه من قبل الكتل البرلمانيه واغلبهم ممن ليست لديه المؤهلات بان يكون وزيراً والبعض الاخر ماضيه السياسي لايؤهله بان يكون وزيرا، بهكذا وزارة عمل السيد المالكي بكل ( الغيرة المتيسرة )
التي يمتلكها كل عراقي غيور ، وعمل الرجل بكل هدوء وبعيدا عن الاضواءوالخطابات الفارغة والوعود الكاذبة التي كانت تطرق مسامعنا بين الحين والاخر ، حيث كان شغله الشاغل إن يقضي جل وقته في غرف العمليات التي اعدت لكل حالة غرفة عمليات خاصه بحيث اصبحت لاتعد ولاتحصى والتي منها انطلق الي العملية الجرئية عملية ( فرض القانون ) والتي أصبح بموجبها ضابطا عسكريا بمنصب القائد العام للقوات المسلحة يدير الخطة بكل حزم وقوة وليس للطائفية صفحة في اجندته السياسيه 0
وبنفس الوقت يدير وبصمت الخطباء والبلغاء ادارة الوزارات والتي تحتاج كل وازرة الى رئيس وزراء مستقل
ليكون رقيبا عليها حيث كان يبني وبعد لحظات يجد إن مابناه قد تهدم وعلية اعادة بناءه في اليوم التالي وهكذا أصبح يعمل دون إن يتضجور من العمل لاجل العراق والشعب العراقي ، يبني ويهدون مابناه
ويعرفهم جيداًً لكن مصلحة الوطن ترغمه إن يتحمل ويعيد البناء بصمت الصابرين ، وراحوا يعملون في الهواء الطلق بعد إن كشفوا اوراقهم من اجل افشاله وافشال حكومته التي نجحت وبتفوق ساحق على افشال كل مخططات الاعداء والاصداقاء على حد سواء ، وخلف له النجاح إن يحسد عليه ويصاب البعض بـ( الغيرة )
ليست على الوطن والشعب هذه المرة لكنها الغيرة من نجاحه في مهماته من اجل الوطن لكونهم افتقدوا هكذا نجاح اثناء توليهم دولة رئاسة الوزراء وذلك لغياب ( الغيرة من اجل الوطن ) وبالرغم إن الفترات التي تولوا فيها مناصبهم تعد فترات رخاء قياساً للفترة الحاليه ،
ولولا تلك الغيرة العمياء لاكمل الرجل كل المهام التي خطط لانجاحها منذ زمن ليس ببعيد من توليه رئاسة الوزراء وعلية إن يبقى صابرا ولن يضعف امام تلك الحشود المجندة لاسقاطه ، وفي احلامهم أن يشكلوا حكومة أنقاذ وطني لكي ينقذوا الوطن من انفسهم الشريرة و التخبطات والعرافيل التي وضعوها بأيديهم ويعرفوا مكانها جيداو لغرض العودة الي كرسي الحكم على حساب مصلحة وامن الشعب العراقي الجريح 0 |