في لحظة يمكن لهذا العالم ان يتغير وتتبدل أحواله .
لفترة زمنية قصيرة جداً تكاد لا تدرك قد نموت وننتقل الى عالم مجهول غريب علينا لا يستطيع أي كائن ان يصفه فقد يكون جنة طال ما حلمنا بها او نارا حاولنا تحاشيها او فناءا تقشعر لذكره جلودنا .
زوالنا عن هذا العالم محتوم لا مناص منه هكذا تبدأ حكاياتي وقد لا تنتهي فليس لآلامنا نهاية بل هي في تجدد وتواصل وتنوع دائم لا نكاد نعرف لها نهاية فنحن نحلم بفرحة لا نتمكن من الوصول حتى الى أعتابها .
فالحزن بادي في عيون الناس ونظرات تساؤل عن مستقبلها المجهول المهدد فمن يا ترى يجيب عن سؤال لم يسأل سؤال مخنوق في صدور حامليه لما كل هذا يجري.
هل يكفي ان يصرخ المرء لكي يعلم العالم انه مظلوم .
وهل يكفي ان تجري دماء فوق الأرض لكي يرى المنصف بأننا نموت .
وهل هذا يكفي ام بأنكم بحاجة الى مزيد .
سوف أطلق نداء استغاثة في سماء بلادي لكي تلتقطه أجهزة عقولكم التي لم تستعملوها .
لا ان تلتقطها أجهزة أمنكم القمعية فأننا أعول على عقولكم وليس على قوتكم .
نداء استغاثة أطلقه في سماء ملبدة بغيوم عاصفة محملة بشتى أنواع المكائد هذه المكائد تقترب منا نحن المساكين فنحن شعب لا نعرف كيف نعيش وبحاجة ماسة الى مسعفين من نوع خاص وعلى طراز خاص كي يفكوا شفرة عقولنا الجامدة فنحن مقسمون مشتتون الى درجة التلاشي والضياع ويكفي لاي احد ان يلقي نظرة واحدة ليعرف مدى اختلافنا وصعوبة التفاهم معنا فنحن لا نعرف ان هناك فكر غير فكرنا وثقافة غير ثقافتنا ومجتمع غير مجتمعنا .
سوف أطلق نداء استغاثة عسى ان تعيها عقولكم عقولكم التي طالما أخبرتكم بأنكم سائرين في غير درب الحق لكنكم تجاهلتموها وفعلتم قبل الرجوع اليها والسبب في ذلك معروف لانكم تعرفون العقل نبيا من الداخل لا يرضى ان تحقروه وتستعملوه في إرضاء وتبرير أعمالكم أيها المرضى المساكين مرضكم حب الشهوات وإتباع الغرائز ليس الا فانتم غير أبهين بما يجري في بلادكم بل ان ما يجري بسببكم بسبب نظرتكم الأحادية الموروثة من أنظمة الحزب الواحد والدين الواحد والثقافة الواحدة الا يكفي كل ما جرى فمتى تنتبهو وتعودوا الى رشدكم وتنظروا الى هذه الدنيا نظرة محب للحياة لا ناقم عليها محب للغير على اختلاف ألوانهم ودياناتهم وثقافاتهم عيشوا في سلام ان استطعتم ولا تراهنوا على أحدا غير الله هو القاهر القادر المسيطر لا احد سواه اعبدوا الله واتركوا الأوثان التي تعبدونها من دونه . |