|
|
عبثية الحروب |
|
|
|
|
تاريخ النشر
01/09/2007 06:00 AM
|
|
|
اكاد لا أمل من الكتابة عن عبثية الحروب ، فانا في حرب مع نفسي وساظل اكتب عن الحروب وعبثيتها المطلقة ، هذه التي تكلف خزينة الدولة اي دولة مبالغ خيالية ضخمة تفوق ميزانيات التعليم والصحة والاعمار ، وهي بالتالي تكون على حساب المشاريع الخدمية وعلى حساب الفقراء ودافعي الضرائب ، وفي دولة مثل باكستان التي دخلت ثلاث حروب مع جارتها الهند ياخذ الجيش نصيب الاسد من ميزانية الدولة فيما يعاني شعبها من انعدام الخدمات الاساسية لاسيما ان حروب اليوم هي حروب مكلفة وليست كحروب عنتر وعبلة او كحرب البسوس. نحن نسمع كل يوم بحروب جديدة والتاريخ يحكي عن حروب والجغرافية تحكي عن حروب ، حروب هتلر ، وحرب امريكا في فيتنام ، حروب التاميل في سريلانكا ، حروب الصوماليين فيما بينهم ، حروب بين الاخوة وبين القبائل وحروب باردة واخرى حارة وبعضها دافئة ، الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية ومخاوف الناس من الحرب العالمية الثالثة . وصرنا نسمع بوزارة الحرب والكلية الحربية وكلية الحرب الجوية ، والمصانع الحربية والمجهود الحربي والاغاني والاهازيج الحربية والطبول الحربية والمتاحف الحربية ومن الرتب العسكرية : لواء اركان حرب وصار يقال حرب ومحاربين ومحاربين قدماء ، وكنت ارى عندما كنت صغيرا مبنى كتب عليه جمعية المحاربين القدماء يدخل اليه ويخرج منه مجموعة من كبار السن يفتخرون بانهم خاضوا عددا من الحروب في سني شبابهم المبكرة ، وانهم قتلوا واحرقوا واسروا بحجة الدفاع عن الوطن . وقد لجأت الدولة الى فرض قانون الخدمة الالزامية لالزام الشباب بالانخراط في الجيش مقابل راتب قليل فيزج بهم بعد تدريب قصير في اتون الحروب ليقتلوا او يعوقوا او يؤسروا ، والحكام يعيشون مع ابنائهم في بروج مشيدة بعيدا عن المخاطر ، ولعل اسوأ الحروب هي الحروب الاهلية اي حروب الاخوة الذين يتحولون الى اعداء الداء يحملون السلاح بوجوه بعضهم البعض ، وقد ابتلى الامام علي عليه السلام بهذا النوع من الحروب فخاض حرب الجمل وصفين والنهروان ومع ذلك ظل يصف اعداءه بالاخوان ويقول : اخوان لنا بغوا علينا ، ولكن من انتصر في حرب الجمل ؟ ومن انتصر في النهروان وصفين ؟ ان هذه الاموال الطائلة التي تنفق على الحروب وما ينتج عنها من اذى ، وافواج من الثكالى والايتام وهواجس الخوف لو تنفق على حروب نظيفة مثل محاربة الفساد الاداري والحرب ضد الامية والحرب ضد المخدرات والحرب ضد العنصرية لكان افضل ، ولتم سد الطريق امام تجار الحروب والمرتزقة وباعة السلاح ، وحتى باعة الاسلحة البلاستيكية للاطفال الابرياء الذين باتوا يخوضون حروبا وهمية على اجهزة الاتاري والبلاي ستيشن وهم جالسون امام شاشات الكمبيوتر لساعات عديدة ويملئون القرص الصلب hard drive ) ) الخاص بالعقل بمشاهد القتل والقصف والتدمير. ولنتأمل جمال الكلمات الاخرى الناتجة عن قلب كلمة حرب منها : رحب ، بحر ، ربح ، حبر ، وما أتعس الجهود التي تبذل من اجل ابحاث الحروب والاسلحة الفتاكة من الخناجر الى الاسلحة الكيمياوية لاسيما ان الحروب اليوم لم تعد مقتصرة على دولتين جارتين مرتبطتين بحدود جغرافية فحسب بل ان هناك حروب عبر القارات تنفذها صواريخ عابرة للقارات وهي تحمل رؤس نووية فتاكة وصارت حاملات الطائرات العملاقة تتنقل في جميع بحار الدنيا لتاديب الخارجين الى جانب حرب المخابرات . ويعلم هؤلاء بان اي محاربة للاطراف الضعيفة من قبل الاطراف القوية هي محاربة لله ولرسوله وللانسانية ، فالحرب ضد الجمال لن يأتي بنتيجة مفيدة مهما طالت ، لان سنة الحياة قضت ان يكون المظلوم هو المنتصر وان خسر المعركة كما نجد في حادثة كربلاء ، فالحسين قد انتصر على يزيد لا محالة وان اثخن بالجراح ورُفع راسه على اسنة الرماح وسيق من بلدة الى بلدة حتى وصل الى الشام ، فالامور تقاس بالعاقبة والعاقبة للمتقين
aabbcde@msn.com |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ د.حسين ابو سعود
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|