علينا الإفتراض أولاً، أنّ (رام الله) ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية الموعودة ـ بعد (نضال قومي) خائب وباهظ طوال خمسين عاماً! .. فهذه العواصم الثلاث قد عانت لعقود مريرة من حروب الآخرين على أراضيها، سواء أكانت حروباً (قوميّة) أم حروب الجوار غير الودود!
فبغداد قاتلت ثماني سنين، من أجل (البوابة) الشرقية (للأمة!).. ثم احتل قائدها (القومي) جارته الصغرى الكويت ـ بسبب خريطة مغلوطة تضع الكويت إلى جوار القدس! ـ..
أما بيروت فلقد عاشت حرباً أهلية دامية لمدة اثني عشر عاماً (من أجل فلسطين!)، ثم عانت من الإحتلال السوري (الشقيق) مدة ثمانية وعشرين عاماً (من أجل فلسطين. كذلك!).. وفي
(رام الله) ابتدأ، متأخراً جدّاً، مشروع دولة فلسطينية، عن طريق الإنتخاب، لاعن طريق (الكلاشنكوف)، غير أنّ (الثورجيّة العنيدين) صمّّموا على انتخاب (طالبانهم) ـ حماس ـ نكاية بالعدوّ! ونكاية (بالإنبطاحيين!).. ومن هنا عزلة الشعب الفلسطيني التعيس، وأزمته مع العالم كلّه! ومشكلة العواصم الثلاث (بغداد . بيروت. رام الله) هي أنّ مواطنيها يملكون حقّ الإنتخاب وحقّ الإضراب والاعتصام، وحرية الصحافة وحرية الأحزاب، من دون (الأمة) كلّها! وتلك العواصم الثلاث تنفرد عن الأمة كلّها، في خلاصها من نظام (التوريث) ـ الملكي والجمهوري والأميري! ـ وأنّ حكاّمها (غير مقدّسين!) ، إذ لايحصلون على نسبة الـ (99 ,99) التي لم يحصل عليها أيّ من الانبياء والقدّيسين طوال التاريخ البشريّ!وربما لهذا كلّه، فالعواصم الثلاث متهمة مـــن (الامة) بأنّ رجالاتها كلّهم عملاء للصهيونية والامبريالية والمشروع الأميركي.. ولذلك فهم فاقدون للشرعية .. _العربيّة)، وهي تزكية لهم!.جريرة (بغداد) هي أنها تخلّصت من أبشع همجية على وجه الأرض، عن طريق احتلال اجنبي، لاذنب لها في استدراجه، بل هناك من استدرجه إلى المنطقة، منذ عشرين عاماً! وعلى الرغم من أن (رام الله) محتلّة ـ منذ بداية (النهوض القومي)! وعلى الرغم من أن بغداد محتلة منذ أربعة اعوام فقط. وعلى الرغم من ان بيروت غير محتلة رسمياً، الا ان مواطني العواصم الثلاث يعانون من درجة العداء نفسها”، من الداخل ومن الخارج! وثلاثها تعاني من الجيوش داخل الجيوش ومن الدولة داخل الدول! اضافة الى فضلات (طالبان)، التي تتسرب اليها من الجوار (الشقيق) وغير الشقيق!ومواطنو هذه العواصم وحدهم من دون مواطني (الامة) يتعرضون الى الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والاغتيالات والتخريب والتهريب.. والعواصم الثلاث وحدها المهددة باقامة (دولة الخلافة) على أراضيها! عقوبة لها على الخيار الديمقراطي وعلى حرية الصحافة وحرية الأحزاب.. ومن أسماء امراء الحرب الوافدين على العواصم الثلاث: (ابي مصعب!) و(ابي قتادة!) و(ابي هريرة!) ثم.. (العبسي!) فالرسالة واضحة: انتم تريدون التحديث. ونحن نريد إرجاعكم إلى (صفّين!).
ولاحول ولاقوة إلا بالله!.