تجمع في محافظة الديوانية قوى التيار الديمقراطي لمحافظات الفرات الاوسط ومعها قوى ديمقراطية من محافظة الكوت فاصبح اللقاء تجمعا لقوى التيار الديمقراطي جنوب الوسط. وتباينت القوى والحركات ضمن اللقاء الديمقراطي من محافظة الى اخرى ولم تتبع بغداد في التشكيل. وبتكليف من الحركات الديمقراطية تراس الاجتماع السيد عبد الحسين هنين (الحزب الوطني الديمقراطي)، وتشكلت قوى اللقاء الديمقراطي من الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي وحركة الوفاق (لا تشترك حركة الوفاق في اللقاء الديمقراطي في بغداد) والاتحاد الوطني الكردستاني. ولم تستطع معظم قوى اللقاء الديمقراطي في محافظة كربلاء الحضور لاشكاليات التبليغ وايصال المعلومات وتاجيل موعد التجمع او المؤتمر لظروف الارهاب والانفلات الامني وفرض منع التجول في الديوانية لفترات مختلفة ولمرات متعددة، وتقدمت اللجنة المشرفة باعتذار واضح لكربلاء.
وقد تميزالتجمع او المؤتمر بحضور مقتضب لممثل حركة الوفاق في الديوانية وفي كلمة مختصرة له طالب الحضور بالتحلي بالشجاعة وتسمية الاشياء بمسمياتها ورصد الاخطاء واعلان ذلك للجماهير، واثار اشكالية الدين وموقف بعض القوى الديمقراطية في اقامة الطقوس الحسينية (المواكب واقامة العزاء وتوزيع الطعام وغيرها) وحج البيت مشيرا الى مقولة د. احمد الجلبي بالاشارة الى تغير شعار الحزب الشيوعي الى يا عمال العالم صلوا على النبي!، مؤكدا ان ذلك لم يكن طرفة او تندر وانما نتيجة لمعرفة طبيعة المرحلة ورغبة الجماهير في المنطقة وغادر الاجتماع بعدها لارتباطات اخرى!.
ناقش البعض دور منظمات المجتمع المدني واشكالية اشتراكها في هذا التجمع السياسي باعتبارها منظمات لا يجوز لها العمل في الميدان السياسي. وقد اوضح وفد النجف بان منظمات المجتمع المدني جزء من العملية السياسية ولكنها لا تعمل في الاحزاب. فيما تشبث عدد من الحضور بتعليمات الحكومة عبر وزارة الدولة لشؤون منظمات المجتمع المدني، فيما اكد اخرون بان التعليمات تتغير.
اعترض بعض القوى الديمقراطية على النظام الداخلي قبول الحركات السياسية ضمن اللقاء الديمقراطي حيث ينص النظام على شروط قاسية مثل وجوب تاريخ مشرف في النضال من اجل الوطن وهذه عقبة امام الاحزاب حديثة التكوين.
اشارت بعض الحركات السياسية الى الانتخابات القادمة باعتبارها الفرصة الاخيرة امام القوى الديمقراطية! ورد اخرون بان هذا الطرح هو الياس بعينه (لا ينحصر دور القوى الديمقراطية في السعي من اجل المناصب). واكد تجمع الفرات الاوسط (السماوة) على ضرورة العمل من اجل كسب انتخابات مجالس المحافظات، وحذر تجمع الفرات الاوسط من امكانية تزوير تلك الانتخابات، مؤكدا معلوماته (مصادر خاصة) بان هناك جهات تسعى لتزويرها.
غاب عن الاحاديث العمل على اصلاح المجتمع والعمل على تطويره عبر الحركات الديمقراطية ليدافع عن حقوقه ويتمسك بها، ويتبنى طروحات ديمقراطية لبناء مجتمع حضاري وابعاد شبح دكتاتورية جديدة.
كانت هناك دعوى لاصدار جريدة يومية او اسبوعية تنطق باسم التيار الديمقراطي في الديوانية، باعتبارها خطوة متقدمة لتوحيد تلك القوى الديمقراطية لتعمل من اجل برنامج عمل واحد. وهذه خطوة لم يناقشها لقاء القوى الديمقراطية في بغداد، ولم يسعى لها رغم ان معظم الحركات السياسية تصدر صحفها الخاصة وبالامكان التنسيق لتقريب لغة الخطاب.
قررت القوى الديمقراطية بان تعقد اجتماعات دورية في كل محافظاتها، من اجل التوصل الى برنامج عمل موحد واضح المعالم تلتزم به كل الحركات الديمقراطية. انها بادرة لتقريب وجهات النظر ونزع الحساسيات في تلك المحافظات.
رغم الخلاف الواضح بين الديمقراطيين الشباب وكبار السن منهم في تحليل الوضع السياسي ظهر اصرار على تبني برنامج عمل موحد والسعي لتاكيد الهوية العراقية بعيدا عن الطائفية والاثنية والعشائرية، وتمنت كل الحركات الديمقراطية ان تخوض انتخابات مجالس المحافظات بقائمة موحدة.
العلاقة مع المركز بغداد وخصوصيات المحافظات من العناوين الواضحة في اللقاء. واكد العديد من الحركات الديمقراطية ان تترك المهام الاستراتيجية للمركز (بغداد) وتهتم بواقع المحافظات (لم تكن علاقة المركز بالمحافظات غريبة عن التراث السياسي في العراق فقد انتشرت في المحافظات احزاب تقدمية وديمقراطية). لقد استجدت متغيرات في العراق، ومنها وجود قوات التحالف والموقف منها والاختلاف على التسميات للواقع الجديد وما يردده البعض من السيادة الناقصة والفيدرالية وخياراتها وغيرها، فاثرت هذه المستجدات على العلاقة مع المركز. وقد تعكس تلك الاشكالية اهمال الحركات الديمقراطية في المركز لتلك العلاقة كما توضخ في الحركات السياسية المشتركة في اللقاء الديمقراطي. مع الامنيات ان تسعى لجنة دعم الديمقراطية لاسناد الحراك السياسي في تجمع قوى اللقاء الديمقراطي (التيار الديمقراطي) فسيتبع هذا التجمع تجمع للقوى الديمقراطية في الجنوب (البصرة والعمارة والناصرية) وتوحيد الجهود لدعم التيار الديمقراطي في العراق. |