|
|
مثلث الرعب للعراقيين الماء والكهرباء والوقود |
|
|
|
|
تاريخ النشر
19/08/2007 06:00 AM
|
|
|
مثلث الرعب للعراقيين الماء والكهرباء والوقود مثلث الرعب للعراقيين الماء والكهرباء والوقود شكل ازمة الكهرباء والوقود اهم المشاكل التي تواجه الفرد العراقي والتي لم تحل حتى الآن مع اننا قد اتممنا السنة الثالثة من الديمقراطية والخلاص من نظام الازمات والاستبداد. وبطبيعة الحال يصب المواطن العراقي جم غضبه واستياءه على الحكومة التي لا تزال مراراً وتكراراً تعده خيراً بتحسن الحال دون اي فائدة! فتمر عليه ازمات الصيف والشتاء نفسها التي كان يعاني منها سابقاً دون اي معالجة بل على العكس فالازمات زادت حدة وتعقيداً. وطبعاً يذهب المواطن بإستياءه على من وعدوه بالخير من مسؤولين تسلموا اموره ومما يدعو للاستياء هو ربط موضوع نقص الكهرباء بنقص الوقود! ونقص الوقود بنقص الكهرباء!! وهو الوتر الذي طالما عزف عليه المسؤولون للتهرب من الوعود، ومع العلم ان بلدنا من اوائل بلدان العالم بثروات الطاقة فهل من المعقول ان يعيش شعبه في حرمان (مزمن) منها؟!هل من المعقول لبلد تتوفر فيه كل متطلبات الطاقة وكان يؤمن الوقود للعديد من دول العالم والكهرباء لبعض دول الجوار بشكل غير معلن هو الآن يعيش بظلام. وهل يعقل ان بلد اكبر احتياطي نفطي لا يجد افراده ما يملأون به (لالة) لانارة منازلهم المظلمة الموحشة.. واذا كانت ثرواتنا تباع (بملايين) الدولارات يومياً.. فأين نحن من ذلك؟ لماذا يتحكم ضعاف النفوس فينا؟! ويتلاعبون بمقدوراتنا واين عيون (الحكومة) الساهرة على ما جرى ويجري من تلاعب وسرقة ورشاوى وصلت رائحتها عنان السماء. فماذا يقول وزير الكهرباء في نفسه (الا عبر وسائل الاعلام لأنه يجيد اللعبة الاعلامية) عندما علم بأن الكهرباء تأتي (ساعتين) في اليوم في العاصمة بغداد وهو يعلن بأنها ستكون 3 ساعات وما قول وزير النفط عندما علم ان طوابير البنزين وصل طولها لأكثر من (10كيلومترات)! وان سعر قنينة الغاز بلغ ثلاثين آلف دينار!! بعد حرب 1991 دمرت الكهرباء بعد قصفها مراراً بنسبة 100% ورغم الحصار آنذاك ومنع الاستيراد فقد تمكنا وبسواعد عراقية فقط من خبراء ومهندسين وفنيين من اعادتها بعد شهرين فقط. وكنا (نشتم) النظام السابق لأنه كان يقطعها ساعتين في النهار!! اما الآن وبعد ان (تحررنا) من ذلك النظام ورفع الحصار وجاءت الحرية والديمقراطية والشركات الاجنبية وتحالف دول العالم الكبرى (لاعمار العراق) وتخصيص مبالغ بمليارات الدولارات لذلك، ومجيء خيرة الخبراء نجد ان الكهرباء حالها (اسوأ) من السابق، فقد صرنا نراها ساعتين خلال النهار!! مع العلم ان محطات توليد الكهرباء في كل العراق لم تقصف حتى بقذيفة واحدة خلال عمليات الجيش الامريكي الاخيرة!! بل اكتفوا برمي شبكات (الفايبركلاس) لتعطيل القدرة فقط!! واننا نستغرب كيف لا تستطيع (امريكا) حماية منشآت الكهرباء مثلما تحمي من تحميه من اماكن واشخاص!! انها تحمي اكثر من 50 ولاية امريكية الواحدة منها بقدر مساحة العراق! فهل من المعقول انها لا تستطيع القضاء على (ارهابيين) وقد قضت على (نظام) بجيوشه وحرسه وحزبه في عشرين يوماًُ؟! لقد احتلت بغداد في ثلاثة ايام، الا تستطيع المحافظة على (امنها) في اربعة اعوام؟!ربما ليس لكلامنا الانشائي هذا أي قيمة ووزن مالم يقترن بشواهد وحقائق على ارض الواقع وربما مايسهل امر هذه الامور وتصديق شواهدنا هو ان المواطن العراقي يلمس كل هذه المعانات على ارض الواقع اليومي من حياته التي اصبحت عبارة عن نشيد يومي هو الماء والكهرباء والوقود بدلاً من قول الشاعر الماء والخضراء والوجه الحسن الكهرباء من البداية!!! كان وضع الكهرباء قبل عام 2003 كارثة على صعيد البلاد ككل. ففترات انقطاع التيار الكهربائي في وسط العراق وجنوبه امتدت الى ما معدله 10 - 12 ساعة. وكان الوضع في أنحاء كردستان العراق الأسوأ. ولتقنين التيار، أصدرت السلطات الاقليمية فيها توجيهاً بأن في إمكان كل بيت استخدام أمبيرين من التيار، أي ما كان يكفي لإضاءة ثلاثة مصابيح وجهاز تلفاز واحد. وارتفع المعدل الى 4 أمبيرات ليصبح في الإمكان تشغيل براد. والى جانب ضخامة عدد المواد التي أعاقها مجلس الأمن، كانت هناك مشكلة بيروقراطية العقوبات التي تمثلت في تأخير طويل لوصول الامدادات الكهربائية ، قطع الغيار المفقودة، وقلة الطاقة البشرية وظروف القحط ، وبرامج التأهيل المحدودة التمويل بشكل خطر. وكان لهذا كله تأثيره السلبي على جميع أوجه البقاء، من الحياة البيئية الى العمل في المستشفيات والمدارس والمكاتب، ومضخات البنزين وطواحين الدقيق والري وشبكات مصاريف المياه، والصناعات القليلة التي كانت لا تزال تعمل في العراق. ان تزويد بغداد بالطاقة كهربائية بشكل متواصل قبل الحرب في 2003 غطى الاهمال الشديد في الشبكة الكهربائية في انحاء العراق. ففي الواقع اهمل نظام المجرم صدام الصيانة الروتينية للمحطات الكهربائية و استبدال قطع الغيار و عمل على تحويل الطاقة الكهربائية الى بغداد من باقي المناطق و ذلك لسد احتياجات الطاقة في بغداد. اما بعد الحرب فقد وجد المهندسون ان انظمة محطات الطاقة كانت قديمة بعمر 15- 30 سنة مع انعدام قطع الغيار و في بعض الحالات قامت وزارة الكهرباءالى طلب قطع غيار حسب الطلب مما يؤخر مشاريع الاصلاح القياسية لعدة اشهر. ومع رفع الحظر التجاري و زيادة السيولة الاقتصادية الداخلة الى العراق فقد ازدادت القدرة الشرائية للمواطن العراقي فتضاعفت الاجهزة الكهربائية في كل منزل الى الضعف او اكثر، وهذا ادى الى زيادة الطلب و الحاجة الى الØاقة الكهربائية. وارتفعت ذروة الطلب خلال فصل الصيف لعام 2007 الى 1100 ميغاواط اكثر من صيف 2006. وتواجه وزارة الكهرباء صعوبات في اصلاح الانظمة المتضررة في بيئة صعبة ومع الطلب المتزايد على الطاقة. يلجأ العراقيون الميسورون اليوم مجبرين الى استخدام المولدات الكهربائية الصغيرة التي تحتاج بدورها الى وقود ان وجد فهو باسعار عالية جدا. ويباع لتر البنزين في محطات الوقود بأربعمئة وخمسون دينارا لكن العراقيين يجبرون على شرائه بـ 1500 دينار من السوق السوداء لكي يتجنبوا الوقوف ساعات طويلة في طوابير امام محطات الوقود. وتشهد المدن العراقية الازمة الوقودية الخانقة التي ادت الى امتداد الطوابير امام محطات التوزيع بضعة كيلومترات. لا وقود، لا كهرباء، لا عمل، هذا هو مثلث المصاعب الذي لا يرحم في غالبية ارجاء العراق بالرغم من بعض التحسن الطفيف هنا او هناك. هكذا صار العراق بدون كهرباء وثلاجات ومياه باردة ولتنعدم الخدمات في دمار البني التحتية المتعمد وتتوقف الكهرباء والمياه والصرف الصحي وتتراكم النفايات... بسبب غياب الكهرباء احيلت الثلاجات المنزلية الى الراحة الاجبارية وغدا اللجوء الى شراء الثلج حاجة لا بديل عنها. الحياة اليومية للمواطن العراقي بائسة، لا ماء، لا كهرباء، لا نفط، لا أمن، ولا مواد غذائية في متناول الطبقات الشعبية والعادية. غلاء تجاوز التصورات حاولت السلطة مقاومته بزيادة رواتب تكاد تعجز عن مجابهة الارتفاع المتزايد لجميع السلع. عمليات قطع التيار الكهربائي التي تقوم بها وزارة الكهرباء لتوزيع إمدادات الكهرباء غير الكافية تؤثر على العراقيين في بيوتهم وفي أعمالهم أكثر من أي شيء آخر. التيار الكهربائي الذي يغذي المرافق الحيوية العامة كالمستشفيات لا يتأثر ولا يتم تخفيضه خلال فترات القطع المبرمج، إلا أن نظام توزيع الكهرباء العراقي عرضة أيضا لأعطال كبيرة تضطر أثناءها المرافق الأساسية إلى الاستعانة بمولدات الكهرباء لكي تستمر بعملها، وهي مولدات تتميز بالضوضاء والتلوث البيئي. يالها من مأساة!. في دوائر الكهرباء الشكوى تذهب ادراج الرياح ، ووزارة الكهرباء عاجزة عن اداء عملها. الوقود وازمته المتزايدة!!! ربما اصبحت ازمت الوقود المتفشية في العراق والتي لا حل لها منذ سقوط النظام وحتى الان كالراكب في زورق يشق طريقه في نهر عذب الماء وراكبيه عطاشا لايستطيع احد منهم ان يرتشف من هذا الماء العذب ولو شربة واحدة هكذا اصبح حال العراقيين في حصولهم على الوقود من نفط وبانزين وغيرها من المشتقات وهم يملكون ثاني احتياطي في العالم وهو كلام ليس بمثالي مقارنتا ً بالدول التي تمتلك ربع احتياطي العراق واصبح من المقدرات الخارقة والكنوز العظيمة من يملك (برميل) من الوقود لانه سوف يكون في مأمن من الوقوف ساعات طوال في طوابير محطات الوقود او تأمين الدفيء لاطفاله. |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ حيدر حسين الأسدي
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|