المالكي في تكريت لاول مرة .انها ليست مفاجاءة سياسية بالتاكيد لكنها ستشكل صدمة في الذهنية المصدومة بالتحول الذي جرى في التاسع من نيسان عام 2003واقصد تلك العقليات والكتل السياسية التي تعتقد ان تكريت سنية وانها مغلقة على هذه الجهة السياسية او تلك وليست مدينة عراقية ومن حق الاخ الرئيس ان يزورها ويطلع على الواقع الامني والخدمي فيها .انها حقا مفاجاءة لهؤلاء الذين يحاولون اعادة العراق الى مراحل التجزئة والتقسيم السياسي والطائفي ولايتمنون ان يكون المالكي في تكريت او ايا من المناطق الغربية من الوطن .ان الزيارة اكدت مجموعة من البدهيات السياسية التي لابد من اضاءة معالمها للناس في مقدمتها ان المالكي هو الابن الشرعي للعملية الوطنية السياسية في العراق واحد رجالات الحركة الاستقلالية التي تحاول بما اوتيت من قوة وصلاحيات ومجموعة وزارية وتاييد جماهيري شعبي جدولة انسحاب معقول للقوات الاميركية والاجنبية الاخرى من العراق ولا اعتقد ان احدا يستطيع ان يقوم بجدولة الانسحاب الاميركي من العراق واعادة انتاج العلاقات الاميركية العراقية على اسس متوازنة الا حكومة عراقية دستورية كالحكومة الحالية او اي حكومة عراقية شرعية ودستورية في البلاد وليعلم العليان ومجموعة المحاربين القدامى من رجال الحركة السرية للنظام السابق ان المالكي والدستورية العراقية هي التي تتولى التفاوض مع القوات الاميركية للخروج المعقول من العراق اما التعويل على كتائب القتل والتهجير والسلب والخطف والرهان على القتلة والمجرمين من اصحاب السوابق والتعويلات السياسية على هذا الطرف الاقليمي او ذاك فهي كعاصف الريح لاتفتا ان تذروها الرياح الى جهات الارض وبامكانهم ان يتجهوا الى اي مامن من الارض وياخذوا معهم حصصهم وامالهم ويعيشوا بقية اعمارهم هناك .ومنها ان المالكي عراقي عربي وان كل المدن العراقية مفتوحة امامهومن حقه ان يرى ابناء بلده في كافة المحافظات العراقيةويرونه على الاقل لكي يشرح لهم رؤيته لطبيعة الدور الاخلاقي والامني والالتزامات الدستورية والسياسية التي يقوم بها ازاء مطاليبهم الوطنية الحقيقة وهي مطالب مشروعة والا كيفيكون الاخ الكالكي رئيسا لوزارة عراقية والعراقيون بعيدين عن رؤيته الوطنية ؟
ان الحكومة العراقية الحالية والحكومات العراقية القادمة حقيقة تاريخية واخلاقية ودستورية وشرعية وعلى التوافق اللامتوافق وكل المحاربين القدامى الذين يتصيدون في الماء العكر ان يفهموا هذه الحقيقة فقد ولى زمن الانقلابات العسكريةالتي يعتلي فيها ضابط او عريف دبابة ويستولي على القصر الجمهوري والثروة والمقدرات الوطنية ويحولها الى حسابه الشخصي وحساب مزارعه وملذاته وحروبه العبثية .
ان المالكي تكريتي وليس صدام حسين وانه الاحق بالتسميه وليس اولئك الذين حولوا العراق الى مقبرة لاحلام التسيد على الناس والقيادة الزائفة على الامة العربية لان التكريتي الحقيقي ليس الذي يمارس طريقته البشعة بقتل الناس وتطييف المجتمع وارباك البلاد بالحروب والفوضى بل هو الوطني الذي يحترم كل المكونات ويسعى بكل مااوتي من صلاحيات دستورية وطاقة حركية خلاقة لبناء البلاد وتنميتها والاخذ بها الى اسباب المنعة والقوة . |