| 
							
								
									|  |  | 
										
											| 
												
													| 
		
			
				| 
			
				| ديوانُ العرب ... أمأهولٌ هو الآن ؟ |  
				| 
					
					|  |  |  |  
						|  | 
						تاريخ النشر      
						 07/09/2016 06:00 AM
 |  | 
 
 |  
				| 
				
					
		
			| أرى ، بالرغم من اعتراضاتٍ عِدّةٍ ، أن الشِعرَ لا يزال ديوانَ العربِ .أقولُ هذا ، ليس في معرِض مفاضلةٍ نافلةٍ ، بين الشِعر والرواية ، فالأنواعُ الأدبيةُ متداخلةٌ ، متآخيةٌ ، يشدُّ بعضُها بعضاً . كم من روائيٍّ بدأَ شاعراً ، وكم من شاعرٍ انتهى روائيّاً .
 إلاّ أن المشهدَ الحاليّ لساحة الإبداع ، وهو مشوَّشٌ ، غيرُ مستقِرٍّ، بل باهتٌ ، يدعوني إلى أن أكون أهدأَ
 وأرحبَ نفساً ، مع أن هدوءَ النفسِ هذا قد يأتي إلى نتائجَ لا تسرُّ أحداً ، مثل ما أنها لاتسرُّني .
 قبل عقودٍ كان الحديثُ مؤجَّجاً عن " زمن الشِعر " ؛ وقبل أعوامٍ كان الحديثُ متواتراً عن " زمن الرواية" ،
 وفي الحالتين كلتيهما ، كنّا غير دقيقين .
 الحديث عن " زمن الشِعر " كان آنَ الروايةُ العربيةُ تيّاهةٌ في بهائها لدى نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وجمال الغيطاني .
 والحديثُ عن " زمن الرواية " كان آنَ الشِعرُ العربيّ حمّالُ أسئلةٍ في تمام الجِدة والصّرامة .
 *
 إذاً ، نحن إزاء المشهدِ الحاليّ لديوان العربِ : الشِعر .
 إقامتي المديدة في ديار العرب ، وإطلالتي الدائمة على المشهدِ الشِعري فيها ، جعلتاني أتقرّى الأمورَ في منبِتِها.
 أبدأُ بالبدء .
 وأعني هنا ، أرضَ الجزيرة ذات التهائمِ والنجود والسواحل .
 ثمّت صمتٌ أطالَ الـمَـكْثَ . مَن بعد الثبَيتي ؟
 مَن بعد محمد راشد ثاني ؟
 مَن بعد زهران السالميّ ؟
 أشاعرُ المليون ؟
 أم أمراءُ النبطيّ المتنافجون ؟
 *
 اليمنُ اليمان
 بعد رحيل محمد حسين هيثم ...
 ظلّ عبد العزيز المقالح يحرس المعْبد ...
 *
 العراقُ الذي شهدَ الميلادَ العجيبَ للقصيدة الحرّةِ بُعَيدَ الحرب العالمية الثانية ، خامدُ الجذوة ، بعد أن فقد استقلاله ، وتداوَلَه الأعاجمُ ، وأمسى وزير ثقافته كُرديّاً .
 *
 في الشام التي أنجبت نزار قبّاني وعلي أحمد سعيد وممدوح عدوان ، ورياض الصالح حسين ، حسرةٌ على أيّامٍ خلتْ ، ومرابدَ أقفرتْ.
 ولبنان ... مَن فيه الآن ؟
 مضى سعيد عقل وبسّام حَجّار ، مضى حسن عبد الله .
 هناك مسوخُ القصيدة الفرنسيّة في تخلُّفِها . هؤلاء الذين لا يعرفون من قصيدة النثر سوى تخلّيها.
 *
 فلسطين :
 هل أراهن على طارق الكرمي ، ومهيب البرغوثي ؟
 لكن زكريّا محمد باقٍ ...
 *
 وادي النيل ، وكان فيه مَن فيه : الفيتوري ، وأمل دنقل ، وحلمي سالم ، وصلاح عبد الصبور .
 هذا العامَ فاز بجائزة الشِعر الكبرى فاروق شوشه .
 *
 ليبيا اندثرتْ ، كالعراق ، بعد أن فقدت استقلالَها ، واندثرت إرهاصاتٌ عميقةٌ لقصيدةٍ جديدة.
 *
 تونس جديرةٌ بالانتباه .
 أعتقدُ أن الحركة الشِعرية في تونس ، الآن ، هي الأعمقُ ، والأبهى ، في المشهد الشِعريّ العربيّ .
 رحيل محمد الصغير أولاد أحمد لم يؤثِّرْ في الصورة البهيّة : لدينا شاعر القيروان ، منصف الوهَيبي.
 *
 الجزائر ، لم تكُن ، في أحد الأيام ، غابراً كان اليوم أو حاضراً ، حاضنةَ شِعرٍ ، باستثناء المكتوب باللغة الفرنسية .
 *
 المملكة المغربية كانت مهاداً غنيّاً لحركة التجديد في النصّ الشِعريّ العربيّ .
 أمّا الآن فأزعُمُ أن انفصالَ القصيدةِ المغربية عن الواقع المعيشِ ، أدخلَها في متاهةٍ يصعُبُ الخروجُ منها إلاّ بالعودة الشجاعةِ إلى الميراث الحيّ للشِعر المغربيّ المناضل : عبد اللطيف اللعَبي ورفاقه.
 *
 وددتُ لو تحدّثتُ قليلاً عن موريتانيا ذات الخصيصة المختلفة ، لكن قلّةَ ما بين يدَيّ من نصوصٍ جعلتني أتحرّجُ من إبداءِ رأيٍ حتى لو كان موجَزاً .
 *
 هل الصورة كابيةٌ ؟
 بالتأكيد ...
 لكنْ هل من سبيلٍ إلى خارج النفق؟
 أرى أن ثمّتَ سبيلاً ، وإنْ كان صعبَ المنال .
 فإنْ سألني سائلٌ عن هذا الدربِ العجبِ ، أجبتُه :
 العودة إلى الشِعر الجاهليّ !
 لماذا ؟
 لأن القصيدة الجاهلية متوافرةٌ على ما يجعلُ النصَّ شِعراً :
 اللغة الماديّة ( استعمالُ الاسم الجامد لا المشتقّ ، وانتفاءُ المصْدَر ، والإقلالُ من الفَضْلة ) .
 العلاقة مع الطبيعة .
 العلاقة مع " أنا " لا مع " نحن " .
 بدائية الموسيقى الداخلية .
 *
 ديوان العرب مأهولٌ .
 لكن ْ أيّامَ الجاهلية الأولى ...
 
 لندن 16.07.2016
 |  |  
				| 
 
					
					رجوع 
        			 |  |  
     
	مقالات اخرى لــ  سعدي يوسف 
 
 
 |  |  |   |  | 
		
			
			| 
				
				
					| 
				
					| 
 
						
							| 
        
        
          | 
              
              
                | 
     
     
		
			| 
			
			
			انضموا الى قائمتنا البريدية |  |  |  |    |  
					|  |  
					| 
 
 |  
					|   |  
					|  |  
					|  |  |  
					|  |  |  |