أتفقدُ نافذتي ، ثمّ أفتحُها ، علّني أستعيدُّ الندى ، والشهيقَ الذي لا يُعاد وما رسمَ الضوءُ في الأخضرِ المتربّعِ ، فوق انكسار الستائر ، في الظلِّ بين الكُوى وانحسارِ السوادْ اختلط اللونُ بالعتماتِ ، وأيّ شعاعٍ يُضلّ المدى بالظلالِ ويعمي النوافذَ قبل العيون التي تستضيفُ الوهادْ كلّ ما يملأُ الأفقَ شاخَ ، وكلّ الستائر سجنٌ تلفّعَ بالكونكريتِ وكلُّ الذي يُرتجى مثقلٌ بالأسى والحِداد .... قلمي غاضبٌ ، والحزين دمي قبل نوّح السماء التي نَزفتْ في الفؤاد وما خبّأَ النهرُ في غدهِ ، حالمٌ بالنوارس .. هل تستفيقُ البلادْ ؟ ...
أتفقّدُ نافذتي ، ثمّ أغلقُها ، كي أصدَّ نعيقَ الغُراب الذي يشرئبُّ ، على شُرفتين من الريحِ ، يا ويحَ هذا الغراب كانَ ينذرُنا بالرزايا التي عرّشت فوقَ دمعِ القِبابْ و يُغيّرمن طبعِ ما يُسكِرُ الحالمين ، وهل يسكرُ الحالمون ؟ : سكرَ الحالمون ..وصبّوا الكؤوسَ ، سكرنا ..احتسينا دمانا .! وأيّ الدماء لنا خمرةٌ تستطيبُ العذاب ؟ وأيّ دمٍ يستطيبُ الترقّب خلفَ النوافذ ..؟ لا.. كلّما قد أطلنا النظرْ ..إستزدنا الخراب فليس هنا .. أو هناك سوى موجةٍ من سرابْ ..... يحرسُ الماءُ شطآنَه ، غير انّ الضفافَ التي لفظتْ زبدَ الموتِ قبل العُباب تتطهّر بالياسمين ، وتفتح في السرّ نافذةً ، تزدهي ، كلّما كثّفوا في الظلام الضباب !! |