يقع هذا الكتاب الصادر عن دار ميزوبوتاميا في بغداد في (376) صفحة، ومن فصلين: الأول بعنوان "رثاثة الدولة والسلطة"، والثاني بعنوان "رثاثة المجتمع والفرد"، يحتويان على (22) دراسة ومقالة، اشترك في تأليفها (20) كاتباً وأكاديمياً عراقياً. ... يطمح هذا الكتاب أن يكون مرجعاً في تحليل بنية الإسلام السياسي الحاكم في العراق منذ سنة 2003م حتى الآن، من مستويات معرفية متنوعة، إذ ينص العنوان الفرعي للكتاب على أنه : ((نصوص تشريحية للوظيفة الهدمية للإسلام السياسي في العراق)). فالمكتبة العراقية ما برحت تفتقر لهذا النوع من التوثيق التاريخي الشامل، الذي هو نتاج لعمل جماعي منسق نظرياً ومعلوماتياً، اشتركت فيه نخبة لامعة من باحثين عراقيين يندر أن يجتمعوا في نشاط فكري موحد غايته تأصيل مفهوم جديد في العلوم الاجتماعية هو مفهوم "الرثاثة". يذكر محرر الكتاب في مقدمته أن الرثاثة هنا لا يقصد بها عناصر الفقر أو الحرمان الاقتصادي أو التدهور المعيشي، بل هي مصطلح يعبّر عن مناخ لا حضاري، منحط وفاسد، اخترق الكينونة العراقية على المستويين المجتمعي والدولتي، بتأثير منظومات القيم الرثة التي أشاعها التدين الزائف، نتيجة الحراك السوسيوسياسي الذي أتاحه الاحتلال الأمريكي ابتداءً من 2003م حتى الآن، حينما أعاد بناء السلطة السياسية على نحو أتاح لأكثر الفئات الاجتماعية تخلفاً ورجعية (الدين السياسي والعشيرة السياسية) أن تمسك بمصير البلاد، طاردةً كل التراث العقلاني والجمالي والتنويري الذي كافح من أجله ملايينُ العراقيين على مدى أكثر من ثمانين عاماً. وقد سعى محرر الكتاب لاشتقاق هذا المفهوم المستحدث (أي الرثاثة) ضمن نص رئيس في الكتاب هو "سيكولوجيا إنتاج الرثاثة في المدينة العراقية"، ليسعى بعده لتأصيل المفهوم ضمن كتاب جماعي يستهدف أرشفة هذه الحقبة الرثة من تاريخ العراق، عبر استكتابه لمجموعة من الباحثين والأكاديميين العراقيين المرموقين (20 كاتباً) لتقديم مقاربات علمية من مستويات أكاديمية ومعرفية عدة في السياسة، والاقتصاد، والتاريخ، والسوسيولوجيا، والسيكولوجيا، والإدارة، والطب، والعمارة، والبيئة، والفن، والأدب، والإعلام، هم – بحسب ترتيب نصوصهم في الكتاب-: د. كاظم حبيب/ د. فارس كمال نظمي/ د. مهدي جابر مهدي/ د. صالح ياسر حسن/ د. كاظم المقدادي/ د. شيرزاد أحمد أمين النجار/ د. مظهر محمد صالح/ د. لؤي خزعل جبر/ د. حسين الهنداوي/ د. صادق إطيمش/ د. عبد جاسم الساعدي/ د. سيار الجميل/ د. أسماء جميل رشيد/ سعد محمد رحيم/ د. خالد السلطاني/ د. رشيد الخيون/ د. حميد البصري/ ضياء الشكرجي/ جاسم محمد المطير/ عماد جاسم سلمان. .. وعلى الرغم من قتامة المناخ الذي تسبح فيه نصوص الكتاب نتيجة حالة التهرؤ والتفتت التي طالت الدولة والمجتمع في العراق، إلا أن ثمة استشراف مضيء يتوصل إليه محرر الكتاب بقوله: ((لكن الشخصية العراقية ما تزال تنطوي في أعماقها الكامنة على بقايا مصلٍ مضاد لوباء الرثاثة، بل أن جزءً أساسياً من تاريخها المعاصر انطوى على نزعة حداثوية في السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم حد الابتكار والتحضر والإلهام لمجتمعات أخرى. ولأن للذاكرة التاريخية والهوية الاجتماعية في أي مجتمع دينامياتهما الوقائية والاسترجاعية والتكيفية والترميمية، فإن الرثاثة الحالية لم تتحدد مآلاتها بشكل جازم، وما تزال النزعة العلمانية الاجتماعية مرشحة للبحث عن مديات متحدية وواعدة في العقل الجمعي العراقي!)).
يُطلب من مكتبة دار ميزوبوتاميا- شارع المتنبي- لصاحبها مازن لطيف.
|